تطور ملحوظ للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات في الصين

24 إبريل 2018 / شبكة الصين / أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ، الاتجاه العام لتنمية الأمن السيبراني والمعلوماتية في الصين ووضع إطارا شاملا لاستراتيجية بناء دولة قوية سيبرانيا خلال إشرافه على اجتماع حول الأمن السيبراني والمعلوماتية عقد في 19 أبريل 2016. وخلال العامين الماضين، وبفضل روح الكلمة التي ألقاه الرئيس شي خلال هذا الاجتماع، حقق الصين تطورا سريعا في مجال الأمن السيبراني والمعلوماتية وتخطو بخطوات كبيرة نحو أن تصبح دولة قوية سيبرانيا. ومن أهم ملامح هذا التطور:

أولا، قدم الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات في الصين مساهمات لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. وتعد الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد مستخدمي الإنترنت (بلغ عددهم 772 مليونا)، وتجاوز هذا الرقم الذي يمثل نصف عدد سكان الصين إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة والهند، وكانت نسبة عدد مستخدمي الإنترنت من إجمالي عدد السكان أعلى من المتوسط العالمي وشهدت نموا مستمرا. وفي ظل تسريع عملية العولمة، من المؤكد أن بناء الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات سيصبح محركا هاما لدفع بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

ثانيا، قدمت الصين بالفعل بعض الحلول في صناعة الإنترنت. فقد أدرجت "بايدو" و"جينغ دونغ" و"علي بابا" و"تينسنت" وغيرها من الشركات الصينية على قائمة أفضل 10 شركات متخصصة في مجال الإنترنت، ودخلت خدمات الدفع الإلكتروني إلى شتى المجالات في الاقتصاد الصيني، ما دفع الصين لتتصدر العالم من حيث حجم خدمات الدفع الإلكتروني. وفي الوقت نفسه، غطت استراتيجية التجزئة الجديدة التي أطلقتها مجموعة "علي بابا"، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة "بايدو"، ومنصة التواصل الاجتماعي التي أطلقتها شركة "تينسنت"، وإنترنت الأشياء التي قدمتها شركة "شاومي"، وخدمات النقل والمواصلات التي وفرتها شركة "ديدي"، وخدمات الدراجات التشاركية التي قدمتها شركتي "أوفو" و"موبايك"، غطت العديد من الدول والمناطق حول العالم، وأصبحت هذه الشركات نموذجا للدول الأخرى. كما تم تعميق استراتيجية "إنترنت بلس" ما جعل الصين التي تعد أكبر الدول النامية في العالم تلحق بركب "القطار السريع" لمجتمع المعلومات، وقدمت الحلول الصينية في صناعة الإنترنت.

ثالثا، حققت تكنولوجيا المعلومات المفيدة للشعب إنجازات ملموسة وسرّعت خطوات النهضة الريفية. وأشار بناء قري "تاوباو" ومحطات الخدمات لموقع "تاوباو" للتسوق عبر الإنترنت إلى أن تكنولوجيا المعلومات تم تطبيقها في المناطق الريفية وبعض المناطق المتخلفة، لا تقدم تسهيلات التسوق والترفيه للمواطنين المقيمين في المناطق النائية فحسب، بل نجحت في دفع تحول الاقتصاد المحلي، حيث يمكن للمزارعين ممارسة الأعمال التجارية باستخدام الحاسوب، وتطوير القطاع الزراعي نحو الزراعة الذكية والدقيقة. وأصبحت الكثير من المناطق الريفية بلدات ذكية تتمتع ببيئة إيكولوجية صالحة للعيش. 

رابعة، استخدم قطاع صناعة الآلات والماكينات بدلا من البشر وأصبحت صناعة خدمات "ذكية". وبفضل استراتيجية "صنع في الصين 2025"، حقق التحول الذكي للصناعات التحويلية في الصين نتائج مثمرة، حيث دخلت كثير من المصانع المتخصصة في مجال الإنترنت ومشروعات بناء خطوط الإنتاج الذكية حيز التنفيذ، وحققت منصات التصنيع الذكي لشركة هاير وشركة شيويتشو للصناعات الثقيلة اختراقات كبيرة، وستقدم مساهمات كبيرة في تحويل قطاع التصنيع والارتقاء به في المستقبل. وفي الوقت الحالي، احتلت الصين المركز الأول من حيث عدد الاستعانة بالروبوت الصناعي. ومع دعم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ظهرت المتاجر الذكية التي لا يحتاج تشغيلها إلى موظفين، والصالات الرياضية التشاركية بدون موظفين، وقاعات الكاريوكي الذكية وغيرها من الأعمال الناشئة. وتسارعت عملية إعادة هيكلة محركات الاقتصاد في جميع المجالات.

خامسة، شهدت البحوث العلمية تطورا سريعا. فمع تطور قطاع الأمن السيبراني والمعلوماتية، أصبحت العلوم والتكنولوجيا مهمة جدا لاختبار القدرة التنافسية للصناعات وحتى لاختبار القوة الوطنية الشاملة. ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، حققت الصين اختراقات كبيرة في تكنولوجيا الحاسوب الكمومي والحواسيب الخارقة ونظام بايدو للملاحة بالأقمار الصناعية والرقاقات ذات الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد وشبكات الجيل الخامس للاتصالات، ما أرسى أساسا تكنولوجيا لبناء دولة قوية سيبرانيا.