الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: الأطفال في دوما يأملون بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من الحرب

arabic.china.org.cn / 06:50:40 2018-04-22

دوما ـ ريف دمشق 21 ابريل 2018 (شينخوا) وقف أحمد وهو يحمل بضعة كتب ممزقة بين يديه بالقرب من ساحة الشهداء شرق مدينة دوما، وقال بكثير من الفرح "أتمنى أن أعود إلى مقاعد الدراسة، وان اصبح طبيبا في المستقبل".

احمد الذي يبلغ من العمر 12 عاما، يفترض ان يكون في الصف الثامن الاعدادي، لكن بسبب ظروف الحرب التي اندلعت في مدينته دوما جعلته يترك المدرسة لاكثر من اربع سنوات متتالية ليتحول طموحه الدراسي في ان يصبح طبيبا في المستقبل، ويكون عاملا صغيرا في عملية تقطيع الأشجار إلى قطع صغيرة وبيعها للأهالي على شكل حطب للتدفئة.

وقال احمد الذي لم يتخل عن حلمه في متابعة الدراسة لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (السبت) "في اثناء وقت الفراغ وعندما انتهي من العمل، اقرأ بعض الكتب التي مازالت في بيتنا، كي ابقى على تواصل مع الكلمة".

وروى احمد بحزن شديد كيف ان قسما كبيرا من المدارس في دوما أصبحت مقرات للمسلحين، ومسرحا للعمليات العسكرية ، مؤكدا أن مدرسته التي كان يتعلم فيها باتت مدمرة، بعد ان تركها.

وقال احمد " اشتاق كثيرا لرفاقي الذين كانوا معي في المدرسة ولا أعرف اين اصبحوا .. هل ماتوا ام مازالوا على قيد الحياة".

وطلب احمد من مراسل وكالة (شينخوا) إن يدخل إلى منزله الذي نال منه القصف ما نال كي يرني حقيبته التي مازال يحتفظ بها منذ عدة سنوات، واشاهد خطه الجميل وبعض الرسومات التي رسمها على دفتره الذي اصبح لونه ورقه اصفر.

وحالة احمد تشبه حال الكثيرين من أطفال مدينة دوما التي سيطر عليها مقاتلو جيش الإسلام منذ سنوات، وحرموا الأطفال من التعليم ودفعوا بقسم كبير منهم لسوق العمل لمساعدة اهاليهم في الحصول على المال لتأمين بعض المواد الغذائية التي كان يبعها مقاتلو جيش الإسلام للمدنيين بأسعار باهظة.

وإلى جانب احمد كان يقف اخوه الذي يبلغ من العمر 8 سنوات فهو لا يجيد القراءة والكتابة ، ويتمنى ان يعود إلى المدرسة في اقرب وقت كي يتعلم مثل أخيه احمد، ويصبح شابا له مستقبل.

وفي وسط ساحة مدمرة أخرى بمدينة دوما القريبة من الملعب البلدي والذي كان يشكل مربعا امنيا لمقاتلي جيش الإسلام قبل خروجهم من دوما، تجمع عدد من الأطفال في تلك الساحة، وراحوا يتحدثون للإعلاميين الذي زاروا مدينة دوما برفقة الجيش السوري من بينها وكالة (شينخوا) بدمشق، عن امنياتهم وحياتهم خلال سنوات الحرب.

وقال حسن وعمره 10 سنوات إنه ترك المدرسة لظروف امنية ، والان يعمل في محل لاصلاح السيارات لمساعدة أهله في مصروف البيت.

وأشار حسن وهو يرتدي ثيابا ممزقة وحذاء مهترئ إلى أن الوضع الأمني لم يسمح له بالذهاب إلى المدرسة، مؤكدا أن المسلحين كانوا يعاقبون أهالي الطلاب الذين يرسلون أطفالهم إلى المدارس.

كما اعرب وسام 13 عاما عن امله في ان تسرع الحكومة السورية في إعادة فتح المدارس في دوما كي نتمكن من العودة إلى مقاعد الدارسة، ونتخلص من حالة الضياع التي نعيشها الان.

وأضاف وسام "اشعر أحيانا بالغيرة من التلاميذ اقراني الذين مازالوا في المدرسة، واتذكر تلك الأيام .. واحيانا كثيرة ابكي لما آلت اليه حالتي".

وغالبية شوارع مدينة دوما مغلقة بسبب الركام الناجم عن القصف واشتداد المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي جيش الإسلام في الآونة الأخيرة قبل التوصل إلى اتفاق لاخراج المقاتلين منها إلى الشمال السوري، إضافة لوجود الغام على جوانب الطرقات المزروعة من قبل المسلحين.

وبصعوبة كبيرة يتمكن الاهالي من التنقل بين الاحياء، إضافة لحجم الدمار الكبير الذي لحق بالمدراس ومعظم المؤسسات الحكومية الأخرى .. فكان الأولية بالنسبة لاهالي دوما في الفترة الماضية هي المحافظة على امنهم، والحصول على الطعام والأدوية التي كانت تباع بأسعار خيالية.

مجموعة أخرى من الأطفال كانوا يلعبون في إحدى الحدائق المدمرة ببعض الألعاب، وقال بعضهم "نحن الان نلعب ، لاننا لا نجد شيئا نقوم به ، فلا يوجد مدارس ولا كهرباء كي نشاهد التلفاز، فنقضي وقتنا باللعب في هذه الحديقة، والصعود الى بعض الابنية المدمرة ".

من جانبها، تعهدت الحكومة السورية بإعادة فتح المدارس في الغوطة الشرقية، فقد إعادة فتح عدد من المدارس في بلدتي سقبا وكفر بطنا بالغوطة الشرقية الشهر الماضي، بعد أن استعاد الجيش السوري السيطرة على تلك البلدات.

وبالرغم من الحالة الإنسانية التي يعيشها أهالي مدينة دوما بشكل عام والأطفال بشكل خاص، ما تزال نسبة الامل بالعودة إلى صفوف المدرسة موجودة في نفوس هؤلاء الطلاب الذين شاهدوا ويلات الحرب ومفرزاتها السلبية التي تركت في نفوس قسم كبير منهم اثارا سلبية تحتاج إلى وقت طويل لمعالجتها.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号