مئات النازحين السوريين يغادرون من جنوب لبنان إلى سوريا

بيروت 18 أبريل 2018 (شينخوا) غادر مئات اللاجئين السوريين بلدة شبعا وقرى منطقة العرقوب في جنوب لبنان عائدين إلى سوريا تحت إشراف الأمن العام اللبناني.

واعتبر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم سوف تساهم في عودة الاستقرار الاجتماعي في لبنان.

وأقلت 15 حافلة دخلت لبنان عبر معبر المصنع الحدودي مع سوريا مئات النازحين السوريين من بلدة شبعا في الجنوب اللبناني إلى بلادهم، حسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) والوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

وضمت قافلة النازحين 80 عائلة سورية تضم 462 شخصا من مختلف الأعمار اختاروا العودة الطوعية إلى سوريا، حسب بيان للصليب الأحمر اللبناني.

وواكب الصليب الأحمر اللبناني القافلة إلى الحدود اللبنانية/السورية الشرقية عند معبر المصنع، حيث يتسلم الهلال الأحمر السوري ومتطوعوه مهمة مواكبة القافلة إلى داخل الأراضي السورية.

وإثر ذلك، قال الرئيس اللبناني خلال لقاء مع رئيس اساقفة نيويورك الكاردينال تيموثي دولان، إن "ثمة مجموعات باشرت العودة الاختيارية إلى مدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك".

وتابع، بحسب بيان صدر عن مكتب الإعلام الرئاسي، أن "المنظمات الدولية تحققت من رغبة النازحين السوريين بالعودة إلى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها".

وأضاف أن لبنان يعول على "مساعدة المجتمع الدولي لاسيما الولايات المتحدة لتحقيق هذه العودة"، معتبرا أن عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم "سوف تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان".

ودعا عون ومسؤولون لبنانيون مرارا إلى عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى المناطق الآمنة في بلادهم، فيما تحث مفوضية اللاجئين ومنظمات حقوقية دولية على ضرورة عدم إجبارهم على ذلك.

ويعود هؤلاء إلى بلدتي بيت جن ومزرعة بيت جن الواقعتين في الجنوب السوري عند المقلب الشرقي لجبل الشيخ الفاصل بين لبنان وسوريا بعد سنوات من اللجوء، حسب الإعلام الرسمي السوري.

وقال التلفزيون السوري إن "15 حافلة تقل نحو 500 من أهالي بلدة بيت جن العائدين من لبنان وصلت إلى معبر جديدة يابوس على الحدود السورية ــ اللبنانية".

وبث التلفزيون لقطات مباشرة لوصول الحافلات.

وقالت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) إن "المهجرين السوريين سيعودون إلى منازلهم في قرية بيت جن ومزرعتها بريف دمشق".

وفر آلاف السوريين إلى بلدة شبعا اللبنانية في العام 2014 عبر مسالك جبلية غير شرعية هربا من المعارك التي تركزت حينذاك في بيت جن ومزرعة بيت جن ومحيطها عند المثلث اللبناني/السوري/الإسرائيلي المحاذي للجولان السوري المحتل.

ولم تشارك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تنظيم هذه العودة.

وقالت المفوضية في بيان إن "فرقها ناقشت مع اللاجئين والسلطات المعنية لتقييم نوايا اللاجئين والظروف التي ستتم فيها هذه العودة".

وأوضحت أنها "لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة نظرا إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سوريا".

وأكدت احترامها "للقرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي عندما تتخذ دون ضغوط لا مبرر لها وبعد تقييمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية".

وقال رئيس بلدية بيت جن هيثم محمودي، وهو أحد النازحين العائدين لدى مغادرته لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن مفاوضات عودة هذه المجموعة الأولى من النازحين استمرت حوالي ثلاثة أشهر وشاركت فيها الجهات الأمنية اللبنانية والسورية".

وأضاف "نأمل أن تكون عودتنا بداية العودة الشاملة للنازحين من لبنان إلى سوريا"، معربا عن شكره "للدولة اللبنانية التي سهلت انجاز الاتفاق والنظام السوري الذي رحب بعودتنا ووفر لها التسهيلات".

وقالت النازحة السورية انتصار حمزة بفرح بينما كانت تحتضن بيد طفلها البالغ عاما واحدا وتمسك بأخرى طفلتها سامرة ابنة الخمس سنوات إن "حلم العودة تحقق اليوم وكلنا شوق لأرض وتراب بلدنا".

وتوقع السوري أحمد عثمان من بيت جن والذي عمل لمدة خمس سنوات في ورش البناء "أن تكر سبحة عودة النازحين في مطلع الصيف بعد انتهاء العام الدراسي".

وتقول السلطات اللبنانية إن لبنان يستضيف أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011.