تعليق: النهج المتشدد للولايات المتحدة تجاه الصين بشأن التجارة لا يبشر بالخير للاقتصاد العالمي

بكين 23 مارس 2018 (شينخوا) تمشيا مع الولع المتزايد للولايات المتحدة بالإجراءات الأحادية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن علاجه للمشكلات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وهو خطة لفرض تعريفات جمركية على ما تصل قيمته إلي 60 مليار دولار أمريكي من الواردات من الصين وفرض قيود على الاستثمارات الصينية.

وتم إعلان هذه التدابير القاسية في نهاية تحقيق قام به مكتب الممثل التجاري الأمريكي على أساس المادة 301 في قانون التجارة الأمريكي لعام 1974، الذي يمثل أداة تجارية استخدمتها واشنطن مرارا قبل تأسيس منظمة التجارة العالمية.

وان القانون الذي يسمح للرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية من بشكل أحادي، لم يعد مستعملا على العموم بعد تأسيس منظمة التجارة العالمية 1995.

وتعكس خطوة الولايات المتحدة لإزالة الغبار عن القانون القديم واستخدامه ضد شريك اقتصادي رئيسي، تجاهل واشنطن لقوانين منظمة التجارة العالمية، العمود الفقري لنظام التجارة العالمي الحالي الذي قامت الولايات المتحدة بدور أساسي في إنشائه.

وأدت هذه الخطوة إلى تكثيف الانطباع بأن الولايات المتحدة، القوى العظمى الوحيدة في العالم وصانعة قوانين عالمية رئيسية، مستعدة دائما لكسر القوانين التي تتوقع من الآخرين تطبيقها سعيا وراء مصالحها الانانية.

وهناك أمثلة عديدة حول النزعة المتزايدة للولايات المتحدة نحو الأحادية منذ تولي ترامب رئاسة البلاد.

فقد أعطت الولايات المتحدة ظهرها لاتفاقية باريس للتغير المناخي التاريخية، وهددت بفسخ الاتفاق النووي الإيراني، والانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وتقليل تمويلها للأمم المتحدة بشكل كبير، وإجبار شريكاتها في التجارة على التفاوض مرة أخرى بشأن اتفاقيات التجارة، مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

وباللجوء إلى الأحادية، فإن واشنطن تتخلى عن مسؤوليتها في الحفاظ على أداء نظام التجارة العالمي المرتكز على القوانين لمهامه، وفي نفس الوقت تفسد احتمال إقامة عالم يتمتع بالسلام والرخاء.

وأدت التعريفات الجمركية الضخمة التي خططت الولايات المتحدة لفرضها على الواردات الصينية إلى موجات من الصدمة فى أسواق الأسهم العالمية، وأدت الى انتشار مخاوف من اندلاع حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وفى ضوء حجم التجارة الأمريكية-الصينية، والحقيقة في ان الاقتصادين مترابطان أكثر من أي وقت مضى، فإن أى حرب تجارية عبر المحيط الهادي ستلحق دمارا كبيرا بالعالم، حيث ستقوم دول بأفعال تجارية أحادية بدلا من إحالة نزاعاتهم إلى منظمة التجارة العالمية، وبهذا سيهتز أساس نظام التجارة العالمي.

وهناك الكثير جدا من المصالح التى قد تتعرض للخطر إذا استمرت الولايات المتحدة في خطها المتشدد إزاء الصين، فيما يتعلق بالتجارة. وإن بكين تعي هذه المصالح الحيوية ولن تسعى مطلقا الى شن حرب تجارية مع واشنطن. ولكن إذا قررت ادارة ترامب في النهاية شن حرب تجارية كاملة ضد الصين، فإن الصين ستكون مجبرة على الرد.

وكتب الرئيس ترامب على حسابه على تويتر "الحرب التجارية جيدة ومن السهل ربحها." حسنا، ربما قد يغير رأيه عندما يحدث نزاع حقيقي.