فن الانجراف على الخيزران في قويتشو يثير ضجةً على الإنترنت

22 مارس 2018 / شبكة الصين / أثار شريط فيديو نُشر على الإنترنت ضجة مؤخراً، حيث سلط الضوء على فن الانجراف على الخيزران غير المعروف كثيراً. وخلال أقل من عشر ساعات فقط بعد ظهوره على عملاق الوسائط الاجتماعية "الفيسبوك"، شوهد الفيديو 170 ألف مرة وحصل على 4,600 إعجاب.

ونُشر الفيديو الرائع تحت عنوان "الرقص على الماء: فن الانجراف الصيني على الخيزران" من قبل "قصةٌ كبيرةٌ عظيمة"، وهي منصة فيديو أنشأتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ويظهر الفيديو أشخاصاً يرتدون زياً تقليدياً لقومية مياو يحفظون توازنهم فوق أعواد رقيقة من الخيزران تتموج على طول نهر تشيشوي في مقاطعة قويتشو. ومع ذلك، فلا يحفظ هؤلاء الأشخاص توازنهم فقط على هذه الأعواد غير الثابتة وإنما يرقصون ويقدمون عرضاً ويمارسون رياضة.

وقالت كانغ شياو بينغ (74 عاماً) وهي رئيسة جمعية الانجراف على قطعة خيزران بمدينة تسونيي في شريط الفيديو إنها عندما رأت هذا الفن أول مرة شعرت أنه فريد من نوعه. وأضافت أن الوقوف علي قطعة من الخيزران علي الأرض ليس من السهل بالفعل، فكيف القيام بذلك على الماء، فقررت الذهاب لأجرب هذا الأمر ووقعت في حبه.

ربما يكون الانجراف على الخيزران من الغرائب بالنسبة للعالم الخارجي ولكن لأبناء قومية مياو وغيرهم في المقاطعة فقد ظل هذا النشاط جزءاً فريداً ومفيداً ومسلياً من ثقافتهم لأكثر من ألف عام.

وخلال أسره تشين (221-206 قبل الميلاد)، كانت منطقة بوتشو في مدينة تسونيي مشهورة بإنتاجها من "نانمو" وهو نوع نادر من الخشب وأغلى وأثمن خشب في ذلك الوقت، وذلك بفضل لونه البني الزيتوني الدافئ ونوعيته الجيدة. ولذلك كان هناك طلب كبير عليه من البلاط الامبراطوري على بعد أكثر من 2,000 كيلومتر إلى الشمال في العاصمة القديمة السابقة شيانيانغ في مقاطعة شنشي.

وشكل هذا إلى حد ما مشكلة من الناحية اللوجستية. ولم تكن هناك وسائل نقل مجدية على طول نهر تشيشوي، وهو الجزء الأول في الرحلة من غابة الخيزران في بوتشو.

وقد أدي هذا إلى حل خلاق وماكر، ولنيل مكافأة سخية فقد كُلف السكان المحليين في قويتشو بأن يجلب الواحد منهم جذع شجرة طويلاً إلى أسفل مجرى نهر تشيشوي. ولكن كان هناك أمر صعب واحد، حيث يجب عليهم الوقوف على جذوع أشجارهم وهي تنجرف إلى أسفل النهر، وتوجيهها نحو محطتها التالية نهر اليانغتسي. ومن هناك يمكن تحميل الجذوع علي القوارب والإبحار بها شمالاً إلى العاصمة.

وخلال العقود العديدة الماضية أصبح مشهد رجل يقف على جذع شجرة نانمو كبير عائم على طول مجرى نهر تشيشوي شائعاً في قويتشو.

ومع تحول أسرة تشين إلى أسرة هان (206 قبل الميلاد- 220 ميلادية) فقد برزت الروح التنافسية للسكان المحليين بقويتشو. وتحدي المنجرِفون بعضهم البعض في القفز بالعصا منجذع لآخر، ويتنافسون في أعمال حفظ التوازن، ويشاركون في بطولات القوة، كل ذلك بينما يحفظون توازنهم بانشراح علي الخشب. وهكذا فقد وُلد انجراف الخشب.

وفي وقت لاحق منأسرة تشينغ (1644-1911)، فقد بدأت الاتجاهات السائدة في المواد تتغير مع كسب الخيزران حظوة، وبالتالي أصبح انجراف الخشب هو انجراف الخيزران.

ولأن الخيزران أرخص مادة بكثير من النانمو، فقد حصلت ألعاب الانجراف بالفعل على دفعة للتقدم. وفي كل عام تبدأ المجتمعات المحلية في قويتشو وخاصة من قومية مياو والأعراق الأخرى أيضاً في التوافد إلى مهرجان قوارب التنين. وبالإضافة إلى مشاهدة سباقات النهر التقليدية فقد بدأوا التنافس في مسابقات انجراف الخيزران. وسيحظى الفائزون بشهرة وزهور وشاي ونبيذ.

ويكتسب انجراف الخيزران حالياً شعبية في قويتشو، مع انخراط الأجيال الشابة فيه وتقديم عروض مبتكرة وإبداعية على نحو متزايد.

وقد أصبحت هذه الرياضة مضمنة في الألعاب التقليدية الوطنية للأقليات العرقية، وهي مسابقة تجري كل أربع سنوات وتشمل الألعاب التقليدية التي تمارسها جميع العرقيات الـ56 الصينية.

وبالنسبة لبقية العالم فإن انجراف الخيزران لا يزال تسلية غير مألوفة ونشاطاً مثيراً للاهتمام.

وقالت غليندا سبايفي بعد مشاهدتها شريط الفيديو الذي نُشر على الفيسبوك "هذا هو واحد من أفضل الأشياء على الإطلاق". وقالت مستخدمة أخرى تدعى جيري هاليسي إنه "رائع وجميل وموهوب ومذهل".