الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري : لماذا يشهد الجنوب الليبي تكرار أعمال العنف ؟

arabic.china.org.cn / 16:26:05 2018-03-09

بقلم : نؤاس الدراجي

طرابلس 8 مارس 2018 (شينخوا) يدفع تكرار أعمال العنف في الجنوب الليبي ، إلى تساؤلات حول الدوافع والأسباب التي تؤدي إلى هذا التكرار ، الأمر الذي أدى بالجنوب الغني بالنفط ، والذي يحظى بأهمية جغرافية نظراً لارتباطه بحدود مشتركة مع ثلاث دول (تشاد والنيجر والسودان) ، ما جعل النظر إلى الأحداث المتوترة في الجنوب ، تقود إلى تساؤلات حول مسبباتها والجهات المرتبطة بتغذية أطراف الصراع هناك .

علي مصباح ، رئيس المجلس الأعلى لقبائل فزان ، يرى أن " الأطراف السياسية والمصالح والتدخلات الدولية ، تعد أهم المؤثرات في الاضطرابات التي يشهدها الجنوب بشكل عام وسبها على وجه الخصوص " .

وأكد مصباح في حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) ، أن هناك صراعا دوليا على النفوذ في الجنوب ، حيث تسعى دول غربية وعربية إلى وضع موطئ قدم لها في منطقة هامة ، وهو أمر له انعكاسات خطيرة على الأمن القومي الليبي .

وتابع ، " لا يمكن إغفال الصراع بين حكومات الشرق والغرب ، حيث يحاول فائز السراج و خليفة حفتر ، تحقيق مكاسب بالجنوب في معالجة خاطئة للوضع المتوتر في سبها ، لأننا نرى أن التصحيح يمكن في إعادة تنظيم القوات المسلحة وتوحيدها ، وتشكيل قوة من مختلف المكونات الاجتماعية ، وحل كافة المليشيات التي تم منحها الشرعية عبر الحكومات السابقة ، والتي بنيت على أساس قبلي أو مناطقي ، وهو أمر لا يمكن القبول به أو حتى التعويل عليه في حفظ أمن المنطقة".

وتتقاسم رئاسة أركان الجيش بحكومة الوفاق الوطني غرباً ، والقيادة العامة للجيش التي يقودها المشير خليفة حفتر شرقاً ، السيطرة على سبها ومدن الجنوب الليبي حيث يوجد لدى كل منهما قوات تابعة له .

والمجلس الأعلى لقبائل فزان ، هو المظلة الاجتماعية المعنية بإبرام وثائق الصلح واتفاقات المصالحة بين مدن الجنوب الليبي التي تشهد نزاعات مسلحة ، حيث يتكون المجلس من العشرات من أعيان وشيوخ وقبائل ووجهاء المنطقة .

ويعد إقليم فزان المسمى السائد في عهد المملكة الليبية قبل نحو 50 عاما ، من أهم المناطق التي تضم حقول نفطية وثروات طبيعية وتحظى بموقع جغرافي استراتيجي هام .

وتشهد مدينة سبها جنوب ليبيا منذ نهاية فبراير الماضي ، اشتباكات بين قبيلتي أولاد سليمان العربية والتبو غير العربية ، سقط على إثرها 10 قتلى وأكثر من 30 جريح بحسب إحصائية طبية .

ويشن مسلحو التبو ، هجوما على مقر اللواء السادس بوسط سبها الذي تتنافس على تبعيته حكومة الوفاق بطرابلس والقيادة العامة للجيش التي يقودها المشير خليفة حفتر ، والذي تنحدر جل عناصره من قبيلة أولاد سليمان ، بسبب مقتل أحد مسلحي التبو على يد قوة تابعة للواء .

وعلق حامد الخيالي رئيس مجلس بلدي سبها ، على اشتباكات سبها بأنها احتلال من قبل قوة مسلحة غير ليبية ، مؤكدا أن القوة "تحمل أعلام دول افريقية .

وأكد علي مصباح ، رئيس المجلس الأعلى لقبائل فزان في ختام حديثه ، وجود مساع مكثفة لوقف إطلاق النار من الجانبين ، حيث يستعد وفد من قبائل منطقة الشاطئ والجنوب ، بالتوجه إلى طرفي النزاع ، فور موافقتهم على مساع وقف الاشتباكات ، بحسب وصفه .

ورجح أن يكون هناك وقف إطلاق النار خلال ال 24 ساعة المقبلة في حال سارت الأمور وفق الترتيبات الموضوعة .

النائب البرلمان الليبي إسماعيل الشريف ، يتفق مع وصف مصباح بشأن تعرض الجنوب إلى تدخلات أجنبية ، مؤكدا أن الصراع الجاري لم تكن له أي خلفيات تاريخية ، بل تم تغذيته خلال السنوات الأخيرة "لأهداف مشبوهة" .

وأوضح النائب الشريف المنحدر من الجنوب ، في تصريح عبر الهاتف مع ((شينخوا)) ، " الجنوب ساحة نشطة لتصفية الحسابات الخارجية بين أطراف إقليمية وأخرى دولية ، وهناك دول بعينها تحاول نقل مشاكلها وفشل حكوماتها ، بتغذية الصراع في الجنوب ، وهذا أمر حذرنا ولا زلنا مستمرين بضرورة الانتباه له " .

وأضاف ، " لقد سخرت الأطراف المتصارعة في سبها خدمة لأهداف هذه الأجندات الدولية ، وهو جعل كل محاولات التهدئة والمصالحة تتعثر ، نظراً لغياب الثقة بين المكونات الاجتماعية ، وهذا الخلل تسبب في استغلال عناصر أجنبية للقتال إلى جانب طرفي الصراع ، بهدف الحصول على مكاسب وأموال واستمرار نشاطهم الإجرامي " .

ورفض البرلماني الليبي وصف النزاع بين قبليتي أولاد سليمان والتبو ، بأن له خليفة تاريخية ، مؤكدا أن هناك مصاهرة وتعايش يجمعهم منذ مئات السنين .

وعن حالة التصعيد العسكري بين قوات السراج وحفتر في سبها ، أشار " لا اعتقد أن هناك استقطابا أو صداما محتملا بين الطرفين ، بل ربما يكون بادرة لتوحيد الصفوف القوات المسلحة ، والدليل التقدم الذي أحرزته جولات القاهرة بشأن توحيد الجيش ، وأحداث سبها يمكن لها أن تكون أول ثمرات التعاون لبسط الأمن في الجنوب ونبذ الخلافات.

وكان فائز السراج ، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ، قد أعلن مطلع الأسبوع الجاري تشكيل قوة عسكرية لتأمين وحماية الجنوب الليبي .

كما سبق إعلان السراج ، تأكيد القوات المسلحة الليبية التي يقودها حفتر ، إطلاق عملية سميت بـ "حفظ الأمن بالجنوب" ، بعد إرسال تعزيزات عسكرية من شرق البلاد إلى منطقة براك الشاطئ القريبة من سبها .

كما لا يمكن تجاهل المخاوف بشأن التصعيد العسكري في الجنوب ، ربما يكون له خلفية مرتبطة بنية أطراف ليبية أو أجنبية ، التشويش على استحقاق الانتخابات المقبل .

وربط المحلل السياسي الليبي ، عبد الله الرايس ، الأحداث في الجنوب بأنها ربما تحمل دلالات متعلقة بالتشويش على الانتخابات التي يتوقع إقامتها العام الجاري .

وقال الرايس في هذا الصدد ، " لا يخفى على أحد وجود أطراف أجنبية متعاونة مع ليبيا بالداخل ، تسعى إلى إفشال إقامة الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية التي تسببت في تمزيق النسيج الاجتماعي الليبي ، ودفعت بالبلاد إلى حافة الإفلاس والفقر " .

وأردف ، " بعض السياسيين يخشى من انتهاء وجودهم في حال نظمت الانتخابات وفق الخطة الأممية ، والتي يبدو أن الطريق نحوها يسير بخطى جيدة رغم التعثر ، لذلك تحاول بعض الأطراف إجهاض استحقاق ديمقراطي يتوقع أن ينقل الليبيين إلى مرحلة جديدة ، فيها ملامح دولة ومشروع مستقبل لبناء جيش وإصلاح الاقتصاد الهش " .

وقامت مفوضية الانتخابات نهاية العام 2017 ، بفتح عملية تسجيل الناخبين حيث تخطى عدد المسجلين 2.4 مليون ليبي ، وهو رقم يتخطى نسبة 50% من الذين يحق لهم قانوناً التصويت في أي عملية انتخابية .

وتسعى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لدعم عملية إجراء انتخابات قبل نهاية سبتمبر 2018 ، حسب ما أعلن رئيس البعثة غسان سلامة نهاية نوفمبر العام الماضي .

وطرح سلامة أمام مجلس الأمن في سبتمبر 2017 ، خطة تتضمن الدخول في جولة مفاوضات نهائية لتعديل الاتفاق السياسي المتعثر ، إضافة إلى وضع خارطة طريق لإنهاء المرحلة الانتقالية ، تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية العام 2018 ./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号