7 مارس 2018 /شبكة الصين/ داخل غرفة صغيرة مزودة بجهازين لضبط الحرارة عند 28 درجة، توجد الآلاف من الصناديق البلاستيكية الشفافة تعيش بداخلها عناكب وعقارب وسحالي وغيرها من الزواحف والحشرات المختلفة. وقال صاحبها ويدعى وانغ شي هان، إنه لا يعرف عددها بالضبط، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف.

وبدأ وانغ شي هان، من جيل التسعينات، تربية الزواحف قبل 10 أعوام، وللعناية بها قرر التخلي عن وظيفته وفتح متجرا على منصة "تاوباو" للتسوق الإلكتروني، كما أعد فيلما وثائقيا وزار العديد من حدائق الغابات خارج الصين.

ومن أجل تطوير ثقافة الزواحف الأليفة، فتح وانغ شي هان متجره الإلكتروني باسم "روح الزواحف" قبل ثلاث سنوات بمشاركة زوجته التي تعرف عليها بفضل حبها للزواحف. ويعرض على متجره عناكب صغيرة مقابلة 24 يوانا، وزواحف نادرة بأسعار تتراوح بين 5000 و10 آلاف يوان. وعمل وانغ على جمع الأنواع المختلفة من الزواحف، وارتفعت مبيعاته تدريجيا، ووصل متوسط مبيعاته الشهرية نحو 20 ألف يوان.

ويرجع تاريخ تربية الزواحف والحشرات في الولايات المتحدة وأوروبا إلى ما قبل 100 عام، ودائما ما يتصفح وانغ مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الأخرى للتعرف على أحدث المعلومات المتعلقة بالزواحف، وتبادل وجهات الآراء مع الأجانب حول معارف الزواحف الصالحة للتربية.

ويزور وانغ وزملاؤه كل عام حديقة خاوسوك الوطنية التي تعد أكبر غابة مطرية بجنوب تايلاند، ويمضون هناك ما بين 7 أيام وقرابة الشهر للبحث عن الزواحف النادرة، واعتادوا على لسعات ولدغات الحشرات والزواحف هناك.

وفي أغسطس 2016، وبدعم مالي من زملائه، سافر وانغ شي هان إلى لوس أنجلس لإجراء مقابلات والتقاط صور لمدة شهر واحد، ثم أنتج فيلما وثائقيا حول الزواحف الكبيرة وأشهر الأسر التي تقتنيها والعلماء الذين عكفوا على دراسة الزواحف طول حياتهم. وقال وانغ إن هدفه هو نشر ثقافة الزواحف بشكل أفضل.

وبالإضافة إلى الزيارات الميدانية السنوية، أمضى وانغ شي هان معظم أوقاته في غرفته الصغيرة المليئة بالصناديق البلاستيكية التي تسكنها عشرات الآلاف من الزواحف والحشرات، لرعايتها ومراقبة عملية تكاثرها، وقال إنه يشعر بأن هذه العناكب محبوبة جدا عندما يراقب نموها.

ولا يمكن تقييم حالة الصحة للزواحف والحشرات ظاهريا مثل القطط والكلاب، ومن الصعب تجنب حالات نفوقها، إلا أنه يحرص على دراسة أسباب نفوقها آملا في ضمان مواصلة نمو المجموعات الباقية بأساليب أخرى.

وقال وانغ إن الإنسان قد تسبب في انقراض الكثير من الزواحف والحشرات. مضيفا أنه يفتخر بجهوده للحفاظ على الأنواع النادرة منها، وسيبذل الجهود اللازمة لنشر ثقافة الزواحف والحشرات الأليفة.