قافلة مساعدات إنسانية تدخل إلى الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا

دمشق 5 مارس 2018 (شينخوا) دخلت قافلة مساعدات إنسانية دولية اليوم (الإثنين) إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وذلك لأول مرة منذ تبني مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف إطلاق النار لمدة شهر في المنطقة قبل عشرة أيام.

وذكر مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا))، الذين تواجدوا في معبر الوافدين اليوم أن 46 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية عبر المعبر الواقع شمال شرق العاصمة السورية.

ويقع المعبر الإنساني في مخيم الوافدين على بعد كيلومترين فقط عن حدود مدينة دوما الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.

والمساعدات الإنسانية مقدمة من الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إنه سيقود القافلة إلى دوما للإشراف على عملية التسليم.

وأضاف الزعتري أن "هذه القافلة تحمل مواد إنسانية ومواد غذائية تقدمها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، فضلا عن لجنة الصليب الأحمر الدولية"، مشيرا إلى أنه سيتم "توزيعها في مدينة دوما".

وكان من المفترض أن تلبي قافلة المساعدات احتياجات 70 ألف شخص، لكن السلطات في سوريا طالبت بتخفيضها، حسب المسؤول الأممي.

وأوضح أن "القافلة لا تكفي لأن كمية المساعدات انخفضت من تلبية مطالب 70 ألف شخص إلى 27500 شخص".

وقال الزعتري "هذا هو السبب في أننا نأمل في جلب قوافل مساعدات إنسانية مرة أخرى يوم الخميس القادم لدعم احتياجات المدنيين في مدينة دوما وغيرها من المناطق في الغوطة الشرقية".

وقالت الأمم المتحدة في بيان أمس الأحد إن القافلة محملة بمواد صحية وغذائية ل 27500 شخص محتاج.

وتابعت أن هذه القافلة "ستتبعها قوافل أخرى".

وأوضحت أنها تلقت الموافقة على تقديم المساعدة ل 70 ألف شخص محتاجين في دوما، مشيرة إلى تأكيدات بأن الإمدادات المتبقية سيتم تسلميها لجميع المحتاجين في 8 مارس الجاري.

وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى قد وجهت نداءات بشأن الوضع المتدهور في الغوطة، حيث يعيش 400 ألف شخص، مع تصاعد المواجهات العسكرية بين الجيش السوري والفصائل المعارضة والمتشددة منذ 18 فبراير الماضي.

وتعد هذه أول قافلة مساعدات تدخل الغوطة منذ تبني مجلس الأمن الدولي قرارا قبل عشرة أيام يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما على الأقل في جميع أنحاء سوريا لإيصال مساعدات إنسانية للمحاصرين وتأمين الإجلاء الطبي.

ويأتي دخول هذه القافلة في اليوم السابع من الهدنة الإنسانية الروسية.

وأعلنت موسكو عن هدنة "إنسانية" لخمس ساعات يوميا في الغوطة بدءا من الثلاثاء.

وتبدأ الهدنة يوميا من الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7:00 بتوقيت جرينتش) وتستمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر (12:00 بتوقيت جرينتش).

وتُطبق موسكو ودمشق هذه الهدنة يوميا، وتوفران ممرا آمنا لخروج المدنيين من الغوطة عبر معبر مخيم الوافدين.

لكن باستثناء زوجين من باكستان وطفلين، لم يخرج مدنيون من الغوطة الشرقية خلال الهدنة الروسية، وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة بخرقها.

وقال مركز المصالحة الروسي في سوريا اليوم إن المسلحين في الغوطة الشرقية تعهدوا بالسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة مقابل دخول المساعدات.

ولكن لم يخرج أي مدني حتى الآن.

وتأتي هذه التطورات بعد تقدم عسكري هام أحرزه الجيش السوري خلال الأيام الماضية في القطاع الشرقي للغوطة الشرقية.

وتقدم الجيش السوري في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة عدة فصائل معارضة، والمحاصرة منذ العام 2012، من محورين، ما قد يمهّد الطريق لفصلها إلى قسمين ويسهّل عملية السيطرة العسكرية عليها والضغط على المجموعات المسلحة المتواجدة فيها.

وقال مصدر عسكري سوري ل(شينخوا) أمس الأحد إن القوات السورية سيطرت على حوالى 40 بالمائة من الغوطة الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد إن الهجوم العسكري في الغوطة الشرقية سيستمر جنبا إلى جنب مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وتقديم فرصة للمدنيين للخروج إلى المناطق الحكومية في دمشق.

وتخضع بلدات الغوطة الشرقية، التي تعاني حصارا من قبل الجيش السوري منذ العام 2012، لسيطرة عدة فصائل معارضة أبرزها "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن"، وفصائل متشددة أخرى تنضوي ضمن تحالف جبهة (تحرير الشام).