مقالة خاصة: خمس سنوات من حكم الرئيس شي arabic.china.org.cn / 08:11:08 2018-03-05
تشارك الفرص صعد مؤخرا فيلمان من أفلام الحركة من إنتاج صناعة السينما الصينية إلى النجومية، وهما "حرب الذئاب 2" و"عملية البحر الأحمر". وحبكتا الفيلمين متشابهتان: حيث يقاتل جنود صينيون بضراوة في حرب خيالية في منطقتي أفريقيا أوالشرق الأوسط الممزقتين بالحروب لإنقاذ مواطنين صينيين وأصدقائهم المحليين المضطهدين. لكن الحبكتين ليستا خيالا محضا. ففي عام 2015، حينما اندلعت الحرب في اليمن، صدرت الأوامر إلى بحرية جيش التحرير الشعبي بإعادة مواطنين صينيين من هناك إلى أرض الوطن. وتم حينها إجلاء أكثر من 600 مواطن صيني و200 أجنبي خلال أيام. وقد حقق "حرب الذئاب 2 " أكبر أرباح في تاريخ البلاد. وتضمّن المشهد الختامي للفيلم صورة لجواز سفر صيني يحتوي على سطر مكتوب فيه "إلى المواطنين الصينيين، حينما تتعرضون للخطر بالخارج ..لا تيأسوا! فخلفكم يقف وطن قوي". وفي كل دور السينما، تولت المشاهدين حالة من الإثارة ووقفوا يهتفون ويرددون النشيد الوطني، والكثيرون منهم ذرفوا الدموع متأثرين. وتلك هي قوة هذا الفيلم. وفي الواقع، أصبح السفر بجواز سفر صيني أسهل كثيرا من أي وقت مضى. فقد تخلت أكثر من 65 دولة ومنطقة عن متطلبات الحصول على تأشيرة قبل السفر بالنسبة لمن يحملون جواز سفر صينيا. وخلال السنوات الأخيرة، قام المواطنون الصينيون بأكثر من 100 مليون رحلة للخارج. كذلك، اتجهت الشركات إلى إقامة أعمال لها في الخارج. وفي العام الماضي، استثمر الصينيون أكثر من 120 مليار دولار أمريكي في 6236 شركة في 174 دولة ومنطقة، ما وفّر وظائف ورواتب مستقرة للسكان المحليين. وهذا هو العام الخامس منذ اقتراح شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى تحقيق مكاسب للعالم كله عبر التعاون في مجالي التجارة والبنية الأساسية. في عام 2017، وصل حجم التجارة بين الصين ودول مبادرة الحزام والطريق إلى 7.4 تريليون يوان. ووقعت أكثر من 80 دولة ومنظمة اتفاقيات مع الصين في إطار المبادرة. وفي أوائل عام 2016، بدأ البنك الآسيوي للاستثمار في البنية الأساسية العمل، وهو أول مؤسسة مالية متعددة الأطراف تطلقها الصين على مستوى العالم. ومنذ ذلك الوقت بلغ عدد أعضاء البنك 84 دولة. كذلك قدمت الصين القوية الكثير في الداخل. فقد بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر بالبلاد مستوى قياسيا في عام 2017، وصل إلى 878 مليار يوان. وزاد حجم الاستثمارات في قطاع التكنولوجيا في مجالي الخدمات والتصنيع. وشهدت المراكز التجارية عبر البلاد -- من ييوو إلى قوانغتشو -- المزيد من رجال الأعمال الأجانب أكثر من أي وقت مضى. بعض هذه المراكز، التي تضم جنسيات أجنبية من أكثر من 100 دولة، أصبحت مراكز تجارية دولية. وفي ميناء شيشي التجاري، في مقاطعة فوجيان جنوب شرق البلاد، يدير رجل الأعمال اليمني مروان عقلان سعيد شركة تجارية متخصصة في تصدير الملابس والدُمي والحقائب المصنوعة في الصين إلى الشرق الأوسط. ويعيش سعيد في الصين منذ سنين طويلة ولا يتوقف عن إبداء إعجابه بالتطور الذي تشهده البلاد. ويقول سعيد، الذي أصبح يدعو شيشي بلده "قد تكون خمس سنوات كافية لنا لبناء طريق للعودة إلى بلدي (اليمن). في الصين، هذه السنوات الخمس تكفي لبناء مدينة بالكامل من البداية. السرعة هنا هائلة." وأوضح سعيد أنه يريد التوسع في أفريقيا، مستغلا الفرص التي تقدمها مبادرة الحزام والطريق. وتابع سعيد "الفرص ليست مقصورة على الشركات الصينية. نحن جميعا نستفيد." لقد حظيت فكرة شي بشأن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية بتقدير واستحسان عالميين. وتم إدراج الفكرة في قرارات الأمم المتحدة وكانت مصدر إلهام للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2018. ويرى العالم بكين تلعب دورا بناء في القضايا الإقليمية الشائكة من قضية الشرق الأوسط حتى قضية شبه الجزيرة الكورية. إن الهدف العام للدبلوماسية الصينية هو تعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وتعود جذور هذا الهدف إلى الفلسفة الصينية القديمة التي تقول "يتعين السعي وراء قضية عادلة من أجل نفع مشترك"، كما تعود إلى القيم الجوهرية لسياسة خارجية سلمية تتبناها الصين لأكثر من ستة عقود، وتعود أيضا إلى سعي شي إلى تحقيق الرخاء المشترك للشعب الصيني ولكل شعوب العالم. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول رئيس دولة يزور الصين عقب المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني. وخلال لقائهما في بكين، قال شي إنه وترامب أجريا محادثات عميقة حول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتوصلا إلى توافق واسع. وجرت الزيارة عقب أشهر قليلة من لقائهما الأول في منتجع مار-إيه-لاجو بالولايات المتحدة. ولقد حدد اللقاء الذي دام سبع ساعات على مدار يومين مسار تطوير العلاقات الثنائية. وتكررت تفاعلات شي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ المؤتمر الوطني الـ 18 للحزب الشيوعي الصيني. وأصبحت العلاقات الصينية-الروسية حجر أساس بالنسبة للسلام العالمي، وأخبر شي بوتين خلال لقائهما في دا نانج في فيتنام بان الصين وروسيا وضعتا نموذجا لنمط جديد من العلاقات الدولية قائم على الاحترام المتبادل والنزاهة والعدالة والتعاون المربح لكافة الأطراف. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية استضافت الصين سلسلة من القمم العالمية، منها منتدى الحزام والطريق الأول للتعاون الدولي واجتماع القادة الاقتصاديين الـ 22 للابيك وقمة مجموعة العشرين 2016 في هانغتشو وقمة البريكس في شيامن. وتحت قيادة شي، لاحظت الشعوب زيادة في تأثير الصين على الساحة الدولية، وقدرتها على الإلهام وأيضا قدرتها على صياغة الأوضاع. لقد قدمت الصين اسهامات جديدة وعظيمة لتحقيق السلام والتنمية العالميين. ويقول تشنغ، وهو أستاذ بجامعة فودان، إن الصين تحت قيادة شي حققت تقدما هائلا وشاملا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحكم القانون وحوكمة الدولة وبناء الحزب والإنعاش الثقافي والحماية البيئية. لقد تبلورت الفلسفة التي تدعم التغيرات العميقة التي شهدتها الصين عبر السنوات الخمس الماضية في أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وأوضح تشنغ أن الصين دولة اشتراكية استطاعت التغلب على الكثير من تحديات التحديث التي تواجه العالم النامي، بل إن الصين استطاعت تجاوز البلدان الغربية المتقدمة في الكثير من المجالات، الأمر الذي يظهر قوة النظام الاشتراكي. وتابع "لقد قاد شي الصين نحو عصر جديد ونمط صيني لتعزيز الحضارة الإنسانية تجري صياغته حاليا. وباقتراب الصين من الساحة المركزية للعالم، سيقدم هذا النموذج اسهامات أكبر للبشرية." التطلع إلى المستقبل خلال جلسة نقاش حضرها مسؤولون بارزون في يناير، استخدم شي استعارة لوصف العمل لهم. قال شي حينها "لكي نتخطى اختبار هذا العصر الذي نعيشه، يجب أن نعتبر أنفسنا من يخوض هذا الاختبار وأن الشعب هو الذي سيحكم على أدائنا." ولم ينته الاختبار بعد. لقد طرح شي منهجا من خطوتين للتنمية المستقبلية: من 2020 حتى 2035 سيتم العمل لتحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي: ومن 2035 حتى منتصف القرن الحالي، ستتطور الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة عظيمة. وبالطبع هناك تحديات تواجه الصين. لقد تجاوز نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 8000 دولار، لكنه لا زال يتخلف عن مثيله في الولايات المتحدة بمسافة كبيرة، الذي يبلغ 57000 دولار. ولا زال الهيكل الصناعي الصيني غير متطور، ولا تزال القدرة على الابتكار غير قوية بشكل كافٍ. كما انه لم يتم التخلص من المخاطر في النظام المالي. وعرّف شي "التناقض الأساسي" الذي يواجه المجتمع الصيني على أنه تناقض بين التنمية غير المتوازنة وغير الكافية من جهة وحاجات الشعب المتزايدة لحياة أفضل من جهة أخرى. وفي كلمته بمناسبة العام الجديد، قال شي "أعي هموم الشعب، مثل التعليم والتوظيف والدخول والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي لكبار السن والإسكان والبيئة." وأوضح أن الجهود الرامية إلى تحسين أحوال معيشة الشعب لم تحقق الرضا على الدوام ونجاح الأمس لا يضمن تحقيق النجاح للأبد. وحرص شي على تذكير رفاقه من كوادر الحزب والحكومة بأن العصر الجديد يخص الذين يعملون بجد، وحثهم على فتح فصل جديد في تاريخ النضال العظيم للشعب الصيني. وسيتم الكشف عن الإجراءات التي ستأتي في أعقاب تعليمات شي خلال دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وتحت قيادة شي، ستنتقل الصين من قوة إلى قوة.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |