الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تقرير إخباري: مع حلول ذكراها السابعة .. آمال تراود الليببين بنجاح ثورة فبراير رغم التعثر

arabic.china.org.cn / 09:02:24 2018-02-18

بقلم : نؤاس الدراجي

طرابلس 18 فبراير 2018 (شينخوا) يراود طيف واسع من الشعب الليبي الأمل في نجاح الثورة الـ 17 فبراير مع حلول ذكراها السنوية السابعة، إذ أنه رغم التعثر والإخفاق في تأسيس دولة الحرية والقانون، يحدوهم العزم على تخطي الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

واحتشد عشرات الآلاف من الليبيين في ميدان الشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس ليلة يوم السبت، وهو الذي بات رمزا لذكرى انتفاضتهم ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي في الـ 17 من فبراير عام 2011، حاملين لافتات وعلم الثورة وهتفوا للشهداء الذين سقطوا جراء المواجهات المسلحة ضد كتائب القذافي.

وقام مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) باستطلاع آراء عدد من الليبيين في ميدان الشهداء، والسؤال عن تقييمهم للثورة في الذكرى السابعة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.

وقال ميلود الشاوش، وهو موظف حكومي (50 عاما) ، جاء للاحتفال في الميدان هو وأطفاله الثلاثة وزوجته، "لقد عانى الشعب الليبي كثيرا، جراء الخلافات السياسية التي ألقت بظلالها على حياة المواطن البسيط، بل ووظف بعض السياسيين مناصبهم ومراكزهم في الدولة، للتحريض العسكري ضد بعض المدن، ما أدى إلى شرخ اجتماعي كبير في عدد من المدن المناطق".

وأضاف "نحن مجتمع قبلي ومترابط كثيرا، وهناك علاقات قرابة ونسب بين كثير من شرائح وأطياف المجتمع، لكن للأسف هناك من عمل على تشويه هذا النسيج المترابط، لكننا أثبتنا مؤخرا أننا مع المصالحة والسلام ، وقد تصالحت العديد من المدن والقبائل، وتركت خلافتها جانباً لمعرفتها بأن الصراع لن يخدم أحد".

وأشار الموظف الحكومي إلى أن الثورة ورغم التعثر لا تزال تحمل الفرصة في طياتها، مؤكدا العزم على استكمال المسير نحو تحقيق الدولة المنشودة.

من جهته، يرى فرج أرحيل (58 عاما)، وهو طبيب في مستشفى طرابلس الطبي، بأن تضحيات الشباب من أجل ثورة فبراير سيتم استذكارها أمام أعيننا ، لنتجنب الأخطاء في الأيام القادمة.

وتابع يقول "لم يخرج شبابنا ضد نظام القذافي من أجل استبدال الظلم بظلم جديد ، لقد خرجوا من أجل نيل الكرامة والحقوق المسلوبة، لكننا بكل أسف فشلنا في الحفاظ على مكتسبات الثورة".

ويصادف اليوم مرور الذكرى السابعة للثورة الليبية التي اندلعت في 17 فبراير عام 2011، وانتهت بإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر من ذات العام .

في حين شعر بعض الليبيين بالخيبة جراء ما آلت إليه الثورة، وما تلاها من معارك ودمار في ليبيا، الأمر الذي تسبب بتدهور الاقتصاد ودفع الكثيرين إلى حافة الفقر، واقتراب البلاد الغنية بالنفط من الاقتراض من صندوق النقد الدولي، في حال فشل الاتفاق السياسي والإصلاحات الاقتصادية.

وأكدت نورا الشيباني، وهي طالبة جامعية (20 عاما) ، بأن "الثورة تسببت في خيبة أمل كبيرة لدينا، حيث قفز الغرباء وأصحاب المصالح على ظهور الشهداء والجرحى، وقدموا لنا الوعود بتحسين ظروف العيش ومنحنا الحقوق المسلوبة، لكن لم يتحقق شيء من هذا بل اتجه الوضع في ليبيا نحو نفق مظلم".

وأضافت الشيباني "لا يوجد أمامنا سبيل سوى التشبث بأمل تصحيح مسار الثورة، التي شهدت فترة طيبة من الاستقرار حتى مطلع عام 2013، قبل أن تطفو المؤامرات على السطح، وأعقب ذلك انقسام سياسي في العام 2014، أدى إلى اقتتال واصطفاف سياسي بين شرق البلاد وغربها".

واختتمت حديثها "لن نسمح بأن تضيع ليبيا منا (...) ، سنقوم بالعمل والاجتهاد من أجل رفعة بلادنا واسترجاع مكانتنا وانتصار الحق ونبذ الكراهية والحروب، لأننا وصلنا إلى مرحلة لا نتحمل فقدان ليبي عزيز علينا".

أما فاطمة التاجوري، وهي أم لاثنين من الشهداء الذين سقطوا إبان انتفاضة 17 فبراير عام 2011، فتؤكد أن الثورة ستحقق كل أهدافها ولو بعد حين، لأنها انتفاضة عفوية لم تحمل في بدايتها أي أهداف مشوشة.

وتروي فاطمة، وهي تحمل صورة لابنيها اللذين سقطا في مواجهات ضد كتائب القذافي في سرت قبل سبعة أعوام ، "عندما خرج ولديّ في مطلع أكتوبر اتجاه مدينة سرت ، قالا لي بأن أرواحهما فداء لكل ليبي ليعيش حياة كريمة، لكن للأسف خذلنا كثير من الليبيين بتشويه الثورة بممارساتهم السلبية".

بيد أنها أعربت عن تفاؤلها بأن يتابع الشباب السير على خطى انتفاضة 17 فبراير، وتحويل الحلم إلى الحقيقة، وإنهاء الانقسامات بين الليبيين./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号