الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: الاستقرار يعيد إحياء أقدم الدبكات الشعبية شرقي العراق

arabic.china.org.cn / 09:01:40 2018-02-18

بعقوبة، العراق 16 فبراير 2018 (شينخوا) دفع الاستقرار الأمني في محافظة ديالى شرقي العراق وخاصة الارياف إلى إعادة إحياء إحدى أقدم الدبكات الشعبية العراقية والمسماة ب (الجوبي) التي تمثل ايقونة افراح الزفاف، بعد سنوات من العزوف عنها خشية من الجماعات الارهابية التي تحرم مثل هذه الدبكات.

وقال مصعب عزيز وهو يقود مجموعة شباب لاداء رقصة الجوبي في حفل زفاف قريبه مساء أمس (الخميس) قرب بعقوبة مركز محافظة ديالى لوكالة أنباء (شينخوا) "بالامس القريب كان اداء رقصة الجوبي فيه خطورة لاننا لا نعلم متى يستهدفنا التطرف الذي حرم مثل هذه الدبكات التي تعود إلى عقود طويلة وهي جزء من موروثنا الثقافي الذي دأبنا على ادائه خاصة في حفلات الزفاف ومواسم الافراح".

وتتميز مناطق الارياف في ديالى والتي تكون ذات طبيعة عشائرية باداء دبكة الجوبي خاصة في مناسبات الافراح ومنها الاعراس وتجري وفق اطار منظم يشارك بادائها الشباب، وفي بعض المناطق تشترك النساء مع الرجال في اداء الدبكات.

وأضاف عزيز وهو موظف حكومي والفرحة والابتسامة بادية على وجهه "لا يحلو الفرح بدون دبكة الجوبي، انها رقص الرجال الابدية التي تطرب القلوب وتجمع الاحبة والاصدقاء وتثير فينا ذكريات جميلة عالقة في الاذهان لسنين طويلة".

اما حاتم العبيدي وهو مسن يشارك احفاده بدبكة الجوبي، فقال "دبكة الجوبي رمز لمعنى السرور وكانت افراحنا تزدحم بها فهي ايقونة مميزة احتفظت بطابعها المميز رغم كل شيء".

وتابع العبيدي ان " اغلب مناطق ديالى وخاصة الارياف التي تتميز بطابعها العشائري اختفت فيها مظاهر دبكة الجوبي لدواعي امنية لكن هاجس الاستقرار اعاد احياؤها من جديد وبدأت تصدح في الاعراس الاغاني التراثية التي تتناغم مع دبكة الجوبي".

وكانت دبكات الجوبي انحسرت بشكل لافت في السنوات الاخيرة خاصة بعد احداث يونيو 2014 عقب سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مناطق واسعة من محافظة ديالى.

إلى ذلك، قال ظافر حسن وهو ضابط امن متقاعد برتبة عقيد، اثناء تأديته لرقصة الجوبي لبعض الوقت قبل ان يعتذر عن الاستمرار بسبب كبر سنه " كل التنظيمات المتطرفة التي برزت في مشهد ديالى الامني كانت تحارب دبكة الجوبي وتصدر الفتاوى المتشددة حيالها وتعتبرها خطر على فكرها ".

يذكر أن تنظيم القاعدة اول تنظيم مسلح اصدر فتوى بتحريم دبكة الجوبي والتي عرفت فيما بعد بفتوى الجوبي والتي حظر من خلالها اداء الدبكة وحذر باستهداف اي موكب زفاف يؤديها.

ووصف حسن دبكة الجوبي بانها تمثل تاريخ المجتمع وليس مجرد رقصة شعبية قائلا "انها تحمل في ثناياها سحر عجيب تجمع الاحبة والاصدقاء انها بالفعل رقصة المتحابين والاشقاء"، لافتا وهو يلوح بيديه إلى ان بعض من يرقص الدبكة كانوا اعداء في زمن الطائفية المقيتة لكنهم الان يرقصون معا والابتسامة تعلو على وجوهم، انها بالفعل رقصة عجيبة.

من جانبه، قال حماد حسوني وهو يمسك مزمارا ويعلو صدى نغماته العالية لتضرب ايقاع دبكة الجوبي قائلا "لسنوات طويلة كنت اشارك باحياء دبكات الجوبي في اغلب مناطق ديالى لكن بعد سيطرة التنظيمات المتطرفة تركت العزف خوفا على حياتي، اما الان وبعد استقرار الوضع الامني فانا اعزف المزمار وامتع الناس الذين يرقصون الجوبي باعذب الالحان".

وتابع حسوني، وهو يكاد يذرف الدموع "نحن شعب يحب الحياة وما حصل فينا محزن للغاية، الكثير من الاخوة والاقارب والاصدقاء غابوا عن رقصة اليوم بعدما التهمتم نيران الفتنة البغيضة واعمال العنف الهمجية، لكن فرحتي تكمن اني ارى ابناءهم واحفادهم الصغار يتراقصون على دبكة الجوبي وعلى انغامي مرة اخرى".

على صعيد متصل، أكد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى عبد الخالق مدحت ان الكثير من مظاهر المجتمع في المحافظة غابت عن المشهد في السنوات الماضية خاصة بعد احداث يونيو 2014 ومنها دبكة الجوبي بسبب الخوف من بطش الجماعات الارهابية.

واضاف مدحت ان "دبكة الجوبي رقصة الرجال للتعبير عن الافراح والمسرات وهي متوارثة بين الاجيال ولا يتقصر وجودها في ديالى فحسب بل اغلب المحافظات العراقية وخاصة الغربية منها وكل منها يتميز باداء معين".

وخلص مدحت إلى القول "إن محافظة ديالى انتصرت على الفكر المتطرف رغم كل التحديات وعادت الافراح مرة اخرى لمناطقنا، انها لحظة حاسمة في انتصار الخير على الشر لتعود الحياة الى طبيعتها وتعزف الالحان من جديد".

والجوبي رقصة فولكلورية عراقية تمارس منذ اقدم العصور في المهرجانات والاحتفالات والأعراس، ويرتدي من يمارسها اللباس التقليدي العراقي، الذي يختلف من محافظة إلى أخرى، ففي بغداد تعرف الصاية البغدادية (الزي التقليدي) وفي شمال العراق تعرف بالدشداشة والشماغ والعقكال" واللباس الكردي" وفي وسط وجنوب العراق تعرف "الدشداشة العراقية والعكال والشماغ العراقي".

والرقصة عبارة عن مجموعة يقودهم رجل متمرس يحمل عادة مسبحة او منديل في يده ليعطي المجموعة بعض الاشارات لكي تقوم بحركات متناسقة حيث يمسك الراقصون ايادي بعضهم البعض، وضرب الارجل بالارض بحركة متناسقة مع انغام المطبك (المزمار). /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号