الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: على واشنطن التوقف عن السعي للسيادة المطلقة على أمريكا اللاتينية

arabic.china.org.cn / 21:03:06 2018-02-08

مكسيكو سيتي 8 فبراير 2018 (شينخوا) أثناء زيارته لأمريكا اللاتينية خلال الأسبوع الماضي، حاول وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حشد الدعم لفرض عقوبات نفطية جديدة على فنزويلا.

وتلك آخر الدلائل التي تشير إلى أن الولايات المتحدة تحت قيادة رئيسها دونالد ترامب تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء فى سياستها تجاه المنطقة.

وقبل زيارته إلى خمس دول بأمريكا اللاتينية، أشاد تيلرسون بمبدأ مونرو في كلمته بجامعة تكساس بقوله إن السياسة، التي وضعت أثناء فترة الاستعمار وانتهت رسميا أثناء رئاسة باراك أوباما للبلاد، "مناسبة جدا للعصر الحالي رغم أنها كتبت في عام 1823."

وضع المبدأ في المقام الأول لإبقاء الأوروبيين خارج المنطقة. ومع تلك السياسة التدخلية، حولت الولايات المتحدة أمريكا اللاتينية والكاريبي لمنطقة نفوذ طبيعية. وبتعبير أبسط، تعتقد الولايات المتحدة أنها تمتلك المنطقة.

ونتيجة لذلك، قامت واشنطن لعقود بعشرات من عمليات التدخل المباشر والانقلابات السافرة والاغتيالات السرية في دول مثل جرينادا وبنما وجواتيمالا ونيكاراجوا وهايتي للتأكد من أن تلك الدول لن تخرج عن الخط المرسوم لها.

وبعيدا عن ذلك، فإن العقوبات الاقتصادية والحصار كانا أيضا من بين الاصول الأمريكية التجارية لإخماد أو إقالة حكومات دول بالمنطقة تسعى واشنطن لتقويضها. وكان أحدث تهديدات تيلرسون بفرض العقوبات على كاراكاس مثال تقليدي آخر على تلك المناورات وواجه انتقادات بالفعل من دول مثل المكسيك.

وفي الوقت الذي تركز فيه بشكل رئيسي على بقاء دول أمريكا اللاتينية فى الصف المرسوم بمحاذاتها، تجاهلت واشنطن بشكل كبير المنطقة. وإن عدم اكتراث إدارة ترامب بالمنطقة أكثر من سافر إن لم يكن الأكثر سفورا .

وخلال العام الماضي وبدلا من المساعدة في التنمية الاقتصادية للمنطقة، ركزت إدارة ترامب على توجيه أصابع اللوم لأمريكا اللاتينية بنقل المخدرات والجرائم للولايات المتحدة وبالاستفادة من الشركات الأمريكية في ما وصفته بالاتفاقيات التجارية غير العادلة.

وبينما تغنى بسياسة عمرها نحو مائتي عام قبل بدء زيارته، حذر تيلرسون من نمو علاقات دول أمريكا اللاتينية بموسكو وبكين ووصف البلدين ب"القوتين الاستعماريتين".

إن تأكيد تيلرسون انعكاس مفضوح لاتباع إدارة ترامب للنهج الاستعماري الجديد على نحو خفي في علاقاتها مع القارة.

ولقد غضت إدارة ترامب الطرف عن حقيقة أن زمن مبدأ مونرو قد ولى وأن فجر عهد جديد من التعددية قد لاح في الأفق عندما أصبحت دول أمريكا اللاتينية قادرة على اختيار من تنوي إقامة علاقات تجارية معه ووفقا لأي مبادئ. فهي لا تحتاج لأخ أكبر يراقبها من الخلف.

ولذلك، فبدلا من توجيه اللوم للآخرين على اضطراب العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، على واشنطن إعادة التفكير في تمجيدها بعناد سياساتها البالية والبدء فى إبداء الاحترام الواجب للحقوق السيادية لجيرانها الجنوبيين فى الاختيار .


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号