تحقيق إخباري: قذائف الهاون من جديد تبث الرعب وتؤثر على تحركات المواطنين في دمشق

دمشق 8 فبراير 2018 (شينخوا) من جديد يعود مسلسل سقوط قذائف الهاون العشوائية أو ما يسميها أهل دمشق "قذائف الموت" على أحياء العاصمة دمشق مخلفة ورائها قتلى وجرحى، وتثير في نفوسهم موجة من الخوف والرعب ممزوجة بالغضب أحيانا، الامر الذي اثر على حركة المواطنين وسبل عيشهم داخل الاحياء التي يسقط فيها تلك القذائف.

وامتنع الكثير من اهالي حي باب توما من إرسال أبنائهم إلى المدارس خشية سقوط تلك القذائف على أطفالهم الأبرياء، كما انعكس هذا الخوف أيضا على العديد من المواطنين الذين لم يلتحقوا بوظائفهم بسبب سقوط تلك القذائف العشوائية على الاحياء السكنية المختلفة في العاصمة دمشق.

ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق أن حركة المواطنين في الأسواق كانت قليلة، قياسيا بالايام السابقة، وان معظم المحلات التجارية كانت مغلقة بسبب الظروف الامنية الحالية.

وسقط يوم الثلاثاء الماضي أكثر من 20 قذيفة هاون على احياء سكنية بدمشق وريفها، اسفرت عن مقتل 5 اشخاص، وإصابة أكثر من 21 جريحا، وامس قتل شخصان بينهم طفل في مدينة جرمانا بريف دمشق الشرقي.

ويقوم مقاتلو المعارضة المسلحة المتمركزين في الغوطة الشرقية بريف دمشق بإطلاق قذائف هاون عشوائية على احياء العاصمة دمشق، كرد فعل على الغارات التي ينفذها الجيش السوري على معاقل المسلحين في الغوطة الشرقية.

وقال الإعلامي السوري ماهر مونس لوكالة (شينخوا) بدمشق اليوم (الخميس) إن " اكثر من خمس مدارس في منطقة باب توما بدمشق (شرقا) عطلت الدوام المدرسي بناء على ضغط من أهالي التلاميذ، بسبب كثافة سقوط القذائف على دمشق من قبل المسلحين " ، مشيرا إلى ان حالة من الهلع والخوف سيطرت على نفوس أهالي الاحياء السكنية المجاورة لمناطق سيطرة المسلحين.

وأضاف الإعلامي السوري المونس إن " قذائف الموت التي سقطت خلال الأيام القليلة الماضية ، تركت حزنا كبيرا في نفوس السوريين، وخلفت اضرارا مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.

من جانبه، قال الشاب الياس (34 عاما) من سكان باب توما بدمشق لوكالة (شينخوا) إن " أربعة اشخاص أصيبوا اليوم جراء سقوط قذيفة هاون على بناية سكنية في شارع رئيسي في المنطقة التي اسكن بها "، مؤكدا أن هؤلاء الذي أصيبوا كانوا يجلسون داخل منازلهم.

وأكد الياس وهو يصرخ بصوت عال " ما ذنب هؤلاء الأشخاص "، لافتا إلى أن الخوف بدأ يتسلل إلى نفوسنا لان هذه القذائف التي يطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة، تستهدف المدنيين الأبرياء ، وتسقط على رؤوسهم داخل منازلهم.

وبدورها، روت ام طوني (66 عاما) من سكان منطقة باب توما، بكثير من الحزن ما جرى لعائلتها التي أصيب افرادها جراء تلك القذائف العشوائية، مؤكدة أن منطقة باب توما التي يقطنها غالبية من الطائفة المسيحية، يقصدها الالاف من السوريين يوميا بهدف التسوق والجلوس في مطاعمها الشرقية ذات الطابع العمراني التراثي العريق.

وأضافت ام طوني والدموع تنهمر من عيناها إن " زوجي أصيب إصابة بالغة في ساقه "، مؤكدة أنه لن يتمكن من الوقوف عليها لكونه رجل كبير " .

وقالت ام سامي (35 عاما) أم لثلاثة أطفال إنها " لم ترسل اطفالها للمدرسة منذ يومين بسبب عودة تساقط قذائف الهاون على احياء باب توما والاحياء المجاورة لها "، مؤكدة أن هذه القذائف لا تميز بين كبير وصغير ".

وتابعت تقول " لقد طلبنا من إدارة المدرسة تعطيل الدوام خلال الأيام القادمة حتى يخف سقوط القذائف "، مبينة ان قذيفة هاون سقطت امس على حافلة لنقل الركاب.

وأكد عدد من الطلاب حرصهم على مواصلة التعليم، لافتين إلى أن صوت سقوط القذائف يرعبهم ويؤثر على نفوسهم، خشية أن يفقدوا زملائهم بتلك القذائف العشوائية.

وأكد مصدر طبي في أحد مستشفيات منطقة باب توما لوكالة (شينخوا) فضل عدم الكشف عن اسمه، أن عشرات المصابين وصلوا إلى قسم الإسعاف، بعضهم في حالة خطرة، لافتا إلى أن اكثر من 10 شهداء لقوا مصرعهم خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وبات سقوط القذائف الحديث اليومي والشغل الشاغل للعديد من الأهالي، واثار موجة من الاستياء من هذا الشيء الذي يقلق الكثيرين من الأهالي، لا سيما وأن البعض لا يستطيع الجلوس اكثر من عدة أيام في منزله، ويأملون أن يتمكن الجيش السوري من القضاء على من يطلق تلك القذائف العشوائية على المدنيين الأبرياء.