الأمم المتحدة تدعو لوقف القتال في سوريا وسط تصاعد وتيرة العنف

دمشق 6 فبراير 2018 (شينخوا) دعا ممثلو الأمم المتحدة في سوريا اليوم (الثلاثاء) إلى وقف فوري للاعمال العدائية لمدة شهر من أجل تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية وإخلاء المصابين والتخفيف من معاناة الشعب، وسط تصاعد وتيرة العنف والقتال بين الأطراف المتصارعة في عدة مناطق سورية ، بحسب الاعلام الرسمي ومرصد حقوقي .

وحذر فريق الأمم المتحدة الإنساني العامل في سوريا فى بيان تلقت وكالة (شينخوا) بدمشق نسخة منه من العواقب الوخيمة الناجمة عن الأزمة الانسانية التي وقعت في عدة اجزاء من البلاد.

وأشار البيان إلى الوضع في مدينة عفرين في شمال سوريا، حيث شن الجيش التركي والمقاتلون السوريون المسلحون هجوما على المقاتلين الاكراد في هذه المدينة التي يسيطر عليها الاكراد في شمال سوريا.

وقال بيان الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 380 عائلة وصلت حتى الآن إلى القرى المحيطة وأحياء مدينة حلب في حين شرد الآلاف من الناس داخل عفرين.

وأضاف أنه مع تصاعد القتال، سيزداد عدد المدنيين المتضررين من العنف.

كما ذكر البيان أن الوضع في محافظة الحسكة في شمال سوريا ومدينة الرقة ، حيث يعاني الشعب من نقص الخدمات والظروف غير الآمنة.

وذكر البيان أن الوضع في مخيم الركبان في جنوب سوريا بالقرب من الأردن، حيث لا يزال من الصعب الوصول إلى المدنيين في الفريق الإنساني في سوريا.

وأضاف أن آخر مرة تم فيها تزويد المخيم بالمواد الغذائية وغير الغذائية كانت عبر الحدود في اوائل يناير ، مشيرا إلى ان الوصول المنتظم والمستمر الى سكان المخيم امر بالغ الاهمية لتلبية الاحتياجات العاجلة التي لا يمكن معالجتها من خلال عمليات تسليم متفرقة.

وفي المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في مخيم اليرموك وغيره من المواقع في سوريا، لا يزال المدنيون محتجزين، يتعرضون للعنف والإكراه، وفقا للبيان.

وفي منطقة الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون شرق دمشق، تتزايد الاحتياجات الإنسانية، ويلزم على وجه السرعة تقديم المعونة المنقذة للحياة، ولكن لم يتم الوصول إلى المحتاجين منذ أواخر تشرين الثاني / نوفمبر 2017.

وفي الوقت نفسه، فإن القتال والقصف الانتقامي من جميع الأطراف يؤثر على المدنيين في الغوطة الشرقية ودمشق مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وأكدت أنه إذا كان هناك توقف طويل بما فيه الكفاية في الأعمال العدائية، فإن عمليات الإجلاء الطبي والقوافل الإنسانية يمكن أن تستأنف في الغوطة الشرقية، مما ينقذ أرواح المئات الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، بما في ذلك العديد من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة.

وخلص البيان إلى أن "الصراع لا يزال يؤثر على المدنيين أينما كانوا يعيشون في سوريا ويستمر في المطالبة بالأرواح وأصبحت الاستجابة الإنسانية رهينة للقتال والسياسة المتنافسة التي هي عار للجميع".

وفي الجانب الآخر قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن " حصيلة الخسائر البشرية ارتفعت اليوم الثلاثاء، في غوطة دمشق الشرقية، نتيجة القصف الجوي المكثف والذي استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية بنحو 35 غارة جوية، حيث ارتفع إلى 44 على الأقل بينهم 9 أطفال و10 مواطنات "، مشيرا إلى أن عدد الضحايا قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، كما لا يزال عدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي على الغوطة الشرقية .

كما قتل 5 اشخاص وأصيب أكثر من 13 آخرين بجروح بسقوط قذائف هاون وصاروخية على أحياء سكنية في العاصمة دمشق وريفها ، أطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة ، بحسب الاعلام الرسمي السوري .

ونقلت وكالة الانباء السورية ( سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله إن " المجموعات المسلحة أطلقت ظهر اليوم قذائف هاون سقطت على حي باب توما ما تسبب بارتقاء 3 شهداء وإصابة 8 مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة ".

وأشار المصدر إلى أن القذائف أسفرت أيضا عن وقوع أضرار مادية ببعض منازل المواطنين والمحلات التجارية والسيارات.

كما " استشهد طفلان وإصابة 5 مدنيين بجروح جراء سقوط قذيفة هاون أطلقتها المجموعات المسلحة على حي الحمصي بمدينة جرمانا. "

ويأتي سقوط القذائف من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة على احياء العاصمة دمشق وريفها كرد فعل على الغارات التي ينفذها سلاح الطيران السوري على معقل المعارضة المسلحة الرئيسي في الغوطة الشرقية .

ازدادت في الآونة الأخيرة حدة عمليات قصف الجيش السوري على مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق ، والتي تعاني من الحصار منذ سنوات، وسط ظروف إنسانية وصحية سيئة تعانيها المنطقة.