الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: ستيفانو تشامن .. مهاجر عبر القرن الأفريقي ..فشل في الخروج من ليبيا صوب أوروبا

arabic.china.org.cn / 21:02:36 2018-02-06

طرابلس 6 فبراير 2018 (شينخوا) ستيفانو تشامن، مهاجر غير شرعي عمره 27 عاما، تنحدر أصوله من عاصمة أريتريا أسمرة ، نقل إلى مركز (الحمراء) لإيواء المهاجرين بمدينة غريان (75 كلم) جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعدما كان عالقا في الاشتباكات التي شهدتها صبراتة في سبتمبر العام 2017، عندما خاضت قوة عسكرية بحكومة الوفاق، معارك عنيفة انتهت بطرد مليشيات مسلحة متهمة بالاتجار بالبشر، وتتخذ من المدينة مركز استراتيجي لإرسال المهاجرين إلى جنوب أوروبا، عبر قوارب قضت على آلاف منهم غرقا خلال السنوات الماضية.

وعبر ستيفانو من بلاده التي تقع في وسط القرن الأفريقي شرق القارة، قاصدا شواطئ أوروبا حلم ملايين الأفارقة.

وقال تشامن، في حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا))، إن رحلته التي تخطت آلاف كيلو مترات اعترضتها مخاطر غير مسبوقة، حيث تخللت صعوبات بعد استغراقها أكثر من عام كامل للوصول من بلاده إلى ساحل صبراتة (75 كلم) غرب طرابلس، والتي تعد أكبر نقاط مغادرة المهاجرين نحو أوروبا.

وعن قصة خروجه من أسمرة، يروي المهاجر الذي يعد الأقدم بين نزلاء مركز إيواء غريان، قائلا " لقد خرجت منتصف العام 2016 من بلادي، وغالبية الشباب لا يجدون فرصة عمل وبالتالي يتجهون نحو أوروبا عبر ليبيا، طالبين إعادة التوطين في بلاد أجنبية تقدم لنا لقمة عيش كريمة ".

وأضاف " دخلت إلى السودان ومنها إلى الكفرة جنوب ليبيا ، ومن ثم نقلني مهربين ليبيين وسودانيين إلى مدينة بني وليد القريبة من طرابلس، وتم حجزي من قبلهم عاماً كاملاً " ، وعن سبب احتجازه ، أجاب " لم تتمكن عائلتي من دفع 7 الاف دولار أمريكي لسمسار تهريب البشر الذي هو إريتري، لكن في النهاية دفعوا المبلغ بعد بيعهم منزلنا المتواضع، ومن ثم نقلوني إلى طرابلس عبر شاحنة رفقة 187 مهاجرا مخبئين تحت غلاف من البلاستيك، وأصبنا بحالات إغماء متعددة، بسبب ضيق المكان وازدحامه ".

وتابع " وفي الطريق إلى صبراتة وجهتي الأخيرة ، تم اعتراضنا من طرف مسلحين في الزاوية التي لا تفصلها عن صبراتة أقل من (25 كلم)، وتم نقلنا إلى مزرعة واحتجزنا فيها 45 يوما، لم يقدم لنا سوى طعام قليل وتعرضنا للضرب المبرح، وتم تصويرنا وطلب منا فدية مالية مقدارها 1500 دولار، دفعها السمسار الإريتري للمسلحين وتم الإفراج عنا ونقلنا إلى صبراتة في يوليو 2017 " .

وأشار المهاجر الأفريقي " عقب وصولنا إلى صبراتة غمرتنا فرحة لا توصف جميعاً، وبدء حلم أوروبا يداعب مخيلتنا، لكن دخلت الحرب مع شبكة التهريب فجأة، وظللنا قيد الاحتجاز في منازل صغيرة قبالة ساحل المدينة، حتى تم القبض علينا في مطلع أكتوبر العام الماضي، وتم نقلنا إلى (غريان) ومنذ ذلك التاريخ ونحن ننتظر ممثلي المنظمات الدولية بإيفاء العهود بنقلنا من ليبيا إلى أوروبا " .

وعقب معارك استمرت لأسابيع شهدتها مدينة صبراتة ، فرضت قوات غرفة عمليات محاربة تنظيم الدولة "داعش"، سيطرتها المطلقة على المدينة التي كانت بوابة ليبيا الأولى لعبور المهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا.

وتمت عملية السيطرة التي خلفت أكثر من 40 قتيلاً و 200 جريح ، بعد انسحاب مليشيا (أنس الدباشي) والكتيبة (48 مشاة) من المدينة مطلع أكتوبر الماضي، حيث تتهمهما قوات الغرفة، بمسئوليتهما عن عمليات التهريب والإتجار بالبشر عبر شواطئ المدينة، إضافة إلى ممارسة أعمال خارجة عن القانون، مثل اختطاف رجال أعمال وعمليات التعذيب لمهاجرين.

ويتم نقل المهاجرين بمساعدة عصابات التهريب، من خلال قوارب تعبر سواحل المدينة، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وصولا لشواطئ إيطاليا في رحلة لا تستغرق سوى ساعات قليلة.

من جهته، يؤكد العقيد بهلول شنانة مسئول مراكز إيواء المهاجرين بمنطقة الجبل الغربي وغريان أن " تدفقات المهاجرين إلى ليبيا غير المنضبطة، كلفتنا مخاطر أمنية واجتماعية كبيرة، وهو يفرض تعاون جيران ليبيا والمنظمات الدولية المعنية، بوضع حل نهائي لنزلاء مراكز الإيواء لدينا " .

ومضى في قوله " لقد ضبطنا شبكات إجرامية بالدليل، تمارس أعمال غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات والسلاح وتجارة البغاء (الدعارة)، إضافة إلى تسلل مجموعات إرهابية مع المهاجرين الوافدين لليبيا بطريق غير قانونية ".

وأشار العقيد شنانة في حديثه ل((شينخوا)) ، إلى أن من واجب ليبيا حماية نفسها من أي مخاطر يجلبها المهاجرين معهم، لأن القضية أضحت مسألة أمن قومي يجب الانتباه لها جيدا، بحسب وصفه.

وأشار المسئول الأمني إلى أن " ذلك لا يعني حق المهاجرين في العيش الكريم، حيث لم تقوم حكومات بلدانهم في معالجة أوضاعهم الاقتصادية التي هي أساس خروجهم في رحلات محفوفة بالخطر، كما لم تفي المنظمات الدولية المعنية بالمهاجرين بوعودها في استقبال دول أوروبا لهم، ومنحهم حق اللجوء لأسباب إنسانية ".

ويعد مركز إيواء (الحمراء) للمهاجرين غير الشرعيين بغريان، واحدا من أهم المراكز التي تحظى بمستوى لائق من الخدمات المقدمة للمهاجرين في ليبيا.

ويحظى مركز إيواء الحمراء، الذي قام بتشييده الاتحاد الأوروبي، بمستوى عال من النظام والحماية الأمنية، والمقام أسفل مدينة غريان الجبلية.

كما يقوم المركز بأنشطة رياضية وترفيهية، بهدف التخفيف من الضغوط النفسية التي يعاني منها نزلاء المركز.

وتستقبل مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين التي يشرف على إدارتها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، عشرات آلاف من المهاجرين خاصة من أفريقيا ، إضافة إلى بعض الجنسيات من دول آسيوية .

وتقوم مراكز الإيواء باستقبال المهاجرين غير الشرعيين ، إلى حين تسوية أوضاعهم من قبل المنظمات الدولية لترحيلهم طواعية إلى بلدانهم أو إعادة توطينهم في دولة ثالثة في أوروبا .

ورحلت المنظمة الدولية للهجرة 20 ألف مهاجر غير شرعي من ليبيا إلى بلدانهم الأصلية ، خلال العام الماضي .

وبرنامج العودة الطواعية ، تنفذه المنظمة في ليبيا منذ العام 2006، لعودة المهاجرين غير النظاميين العالقين إلى بلدانهم بناء على رغبتهم.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号