تقرير إخباري: تنديد فلسطيني بقتل الجيش الإسرائيلي لناشط في الضفة الغربية

رام الله/ غزة 6 فبراير 2018 (شينخوا) لاقت حادثة قتل إسرائيل اليوم (الثلاثاء)، ناشطا فلسطينيا في مدينة جنين شمال الضفة الغربية تنديدا فلسطينيا رسميا وشعبيا.

وقتل الناشط أحمد جرار (19 عاما)، خلال اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية في بلدة (اليامون) غربي مدينة جنين في عملية استغرقت عدة ساعات هدم خلالها جزء من البناية السكنية التي كان يتحصن بها.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، إن جهاز الأمن العام المعروف باسم "الشاباك" ووحدة كوماندوز عسكرية تمكنت بعد عملية "أمنية واستخبارية معقدة" من قتل جرار "الضالع” في الهجوم المسلح في التاسع من يناير الماضي بالقرب من نابلس وأدى الى مقتل رجل دين إسرائيلي يدعى رازيئيل شفيح من مستوطنة "حفات غلعاد".

ولاحقت إسرائيل، الناشط جرار وهو نجل قيادي في حماس اغتاله عام 2002 على مدار الأيام الماضية في قرى وبلدات مدينة جنين.

وأدان محافظ المدينة في السلطة الفلسطينية إبراهيم رمضان، عملية اقتحام المدينة والبلدة.

وذكر رمضان، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "الجيش الإسرائيلي أبلغ الجانب الفلسطيني رسميا بمقتل الشاب جرار بعد انتهاء العملية".

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أحد نشطاءها وهو قائد الخلية التي نفذت عملية نابلس الشهر الماضي.

وقالت الكتائب في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن "أبطالها يمتلكون زمام المبادرة ومقاومة المحتل تسري في عروقهم وإرادتهم عصية على الانكسار، مؤكدة أن العدو لا يفهم إلا هذه اللغة، وجرائمه لا يليق بها إلا هذه الردود".

وأضافت الكتائب في البيان، أنها "تبشر المحتل بما يسؤوه في كل الميادين والباب مفتوح على مصراعيه أمام أبطال الشعب الفلسطيني يسددوا للعدو المزيد من الضربات المؤلمة، مشددة على أن "الشعب الفلسطيني لن يقر له قرار ولن يوقف انتفاضته حتى يعيد للمسرى عزته ويسقط كل المؤامرات وصولاً إلى يوم النصر الموعود".

بدورها، أكدت حركة حماس في بيان صحفي لها، "المضي في ركب الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال عن كل شبر من الأرض الفلسطينية وستبقى الضفة المحتلة عنوان المقاومة وعنوان الصمود والتحدي".

ودعت الحركة في بيانها ، "مقاومة الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة للرد على جريمة اغتيال جرار، وضرب جنود الاحتلال ومستوطنيه في كل شبر من الأرض الفلسطينية".

وشددت الحركة، على أن "الضفة التي أنجبت جرار لهي قادرة على إنجاب الكثير من الأبطال العظام القادرين على الاستمرار على النهج ذاته، فطريقنا طويل، ومشوار التحرير لن ينتهي، وستنجب الضفة ألف جرار يقض مضجع الاحتلال ويجبره على الرحيل عن أرضنا".

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن "الناشط جرار مثل نهج المقاومة الأصيل والمعبر عن طبيعة الظروف التي يحياها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاصب والمعتدي".

وقال الناطق باسم الحركة داود شهاب في بيان صحفي له تعليقا على الاغتيال، "أحمد نصر جرار نهج وليس فردا وهذا النهج سيتواصل ويستمر، مؤكدا أن صفحة الحساب لم تغلق بعد ولن تغلق الا بطرد هذا العدو واقتلاع هذا الباطل".

وأضاف شهاب، "لقد انتصر جرار وهو يواجه اعتى الجيوش وكسر روحهم، وسيخرج من الشعب الفلسطيني من يسير على طريقه".

وفي السياق ذاته، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن "اغتيال جرار شكل هزيمة جديدة للاحتلال الصهيوني وأجهزته الأمنية والتي فشلت في العثور عليه بعد مطاردة واسعة استمرت شهرا بأكمله رغم استخدامها كل أنواع الأسلحة".

واعتبرت الجبهة في بيان صحفي لها، أن " مقتل جرار لن يكون نهاية المطاف بل حافز ودافع للشعب الفلسطيني وشبابه للاستمرار في المقاومة وتحويل كل الطرقات الالتفافية والمواقع العسكرية تطارد جنود الاحتلال والمستوطنين".

وشددت الجبهة، على أن "جرار سيبقى خالدا في ذاكرة الشعب الفلسطيني وسترسم دماءه طريق العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني الفلسطيني".

وفي الإطار، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني تتحمل نتيجتها الولايات المتحدة الأمريكية بقراراتها ضد القضية الفلسطينية.

وقال عضو اللجنة المركزية لفتح جمال محيسن في تصريحات إذاعية، إن "الشعب الفلسطيني واجه القرارات بالهبة الشعبية إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين الدعم الأمريكي الأعمى بالتصعيد ضد الفلسطينيين".

واتهم محيسن، "الحكومة الإسرائيلية تقوم بشن حملة شاملة وشرسة ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي الفلسطينية خاصة في جنين، داعيا إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني".

وطالب المسؤول في فتح، أن "الشعب الفلسطيني بتصعيد المقاومة الشعبية وتوسيع دائرة الاشتباك في كافة الأراضي الفلسطينية".

في هذه الأثناء، شهدت مدينة جنين إضرابا شاملا وسط حالة من الغضب والتوتر عقب الجريمة الإسرائيلية فيما تظاهر عشرات الفلسطينيين في بلدة اليامون غربي المدينة منددين بالجريمة.

ورفع المشاركون في التظاهرة التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في المدينة، صور جرار، مرددين هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف لمواجهة الجرائم الإسرائيلية.

كما قام عشرات النشطاء الفلسطينيين على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) بتغيير صفحته الشخصية بصورة الناشط جرار.

وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا متواصلا منذ إعلان الرئيس الأمريكي في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.