22 يناير 2018 /شبكة الصين/ يقع جبل جيوري بمنطقة نانآن التابعة لمدينة تشوانتشو بمقاطعة فوجيان، ويضم بين جنباته حضارة تدعو إلى ما قبل 1700 عام. وفي عصري إمبراطورتي "سونغ" و"يوان"، كانت السفن المبحرة إلى جنوب شرق آسيا والدول العربية وأفريقيا، تصل إلى هناك للدعاء لطلب الحظ خلال الرحلة. ويعتبر جبل جيوري نقطة بداية طريق الحرير البحري في ذلك الوقت، واضيفت النقوش على أجرافه إلى "وحدات حماية الآثار الثقافية الرئيسية الوطنية " في عام 1988.

وبرغم تقاعد هو جيا تشي (69 سنة)، المدير السابق لمكتب إدارة ثقافة جبل جيوري، إلا أنه لا يزال يمارس مهامه لتعريف الزوار بتاريخ الجبل.

وأدرجت مدينة تشوانتشو ضمن نقاط الدراسة لطريق الحرير البحري في عام 1989، ويعتبر جبل جيوري إحدى نقاط الدراسة. وبدأ هو جيا تشي عمله هناك من ذلك الوقت وحتى الآن، وقال إنه شغل منصب رئيس شركة أجنبية بمدينة شيامن، براتب كبير، لكنه اُختير كمسؤول لمنطقة جبل جيوري السياحية، وقرر ترك وظيفته في الشركة بعد 3 أشهر، ليبدأ رحلة إصلاح منطقة جبل جيوري، حيث شيد الطرق والجسور والبنايات في المنطقة بمساعدة فريقه. وحوّل المقبرة إلى موقع عبادة، كما كانت في الماضي، وأظهر النقوش مجددا أمام الزوار، وقال "اندمجت مع الجبل من ذلك الوقت، وسأحرصه طالما أنا حي".

وكانت بعثة من اليونسكو مكونة من 30 عضوا من قارات أفريقيا وأمريكا وأوروبا وآسيا، قد زارت جبل جيوري في 16 فبراير 1991. وأبدى أعضاء الفريق اندهاشهم بالآثار والنقوش لإله البحر على الجبل.

وعمل هو جيا تشي بمنطقة جبل جيوري لقرابة 30 عاما، ويعرف جميع خباياه، لذلك يلقبه السكان المحليون بـ"حارس الجبل" و"إله الجبل".

وحول سبب اهتمام بعثة اليونسكو بجبل جيوري، قال هو جيا تشي "تعتبر النقوش الحجرية على جبل جيوري كنزا فريدا، وشاهدة على تطور طريق الحرير البحري في العصر القديم، كما سجلت تاريخ حركة السفن التجارية عبر طريق الحرير البحري الذي يعود لنحو 4 آلاف سنة في مدينة تشوانتشو". مضيفا أن هذه النقوش شاهدة كذلك على تاريخ التبادل الإنساني والتجاري البحرية بين الصين القديمة والدول في مناطق المحيط الهندي والخليج والبحر الأحمر وشرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وهناك الكثير من الأشخاص مثل هو جيا تشي بمدينة تشوانتشو يأملون في تعرّف المزيد من الناس في العالم على ثقافة منطقة جنوب فوجيان الصينية القديمة.