الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

سياسة ترامب في الشرق الأوسط تهدد السلام والاستقرار

arabic.china.org.cn / 14:21:59 2018-01-18

واشنطن 18 يناير 2018(شينخوا) خلال السنة الأولى لحكمه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسات للشرق الأوسط مثيرة للجدل، وأثارت غضبا من المجتمع الدولي، وحتى من أوثق حلفائه الغربيين.

وتمتد سياساته هذه من حظره دخول مواطنين من عدة دول إسلامية للولايات المتحدة، إلى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ، إلى تهديده بتقويض الاتفاق النووي مع إيران. وبالكاد تهدأ مشكلة، حتى يثير أخرى.

وحذر مراقبون من أن سياسات ترامب يمكن أن تهدد عملية السلام والاستقرار، وتقوي شوكة المتطرفين وتوسع الشقاق في المنطقة.


عزلة واشنطن

لقد وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء قرار ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه "شرير" و "فاشل".

لقد صرح بذلك خلال مؤتمر حول القدس، عقد بالقاهرة، قبيل زيارة يعتزم مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي ، القيام بها نهاية الأسبوع للمنطقة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، وصف عباس قرار ترامب بأنه "صفعة على الوجه"، ورفض محاولة التوسط عبر زيارة بينس التي ستقوده إلى كل من مصر والأردن وإسرائيل.

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوتت في 21 ديسمبر 2017، بـ128مقابل 9، وامتناع 35، ضد قرار ترامب حول القدس، الأمر الذي أظهر عزلة واشنطن في هذه القضية.

قالت داليا كايي، مديرة مركز السياسات العامة للشرق الأوسط ، بمؤسسة راند "إذا اعترف الرئيس بما تزعمه إسرائيل حول المدينة، فقراره سيقابل بإدانة واضحة بالمنطقة والعالم."

وأضافت أن الولايات المتحدة تخاطر بإشعال فتيل التوتر بالمنطقة وزيادة المشاعر المعادية لها، بدون أن تحقق أية فائدة إستراتيجية.

لقد نجم عن قرار ترامب زيادة العنف بالشرق الأوسط ، وأزهق أرواح 13 شخصا على الأقل ، وإصابة عشرات آخرين حتى الآن .

قال داريل ويست، الباحث البارز في معهد بروكنغز في واشنطن، إن "ترامب بات يعتبر عامل شقاق في الشرق الأوسط ومناطق أخرى بالعالم. إن تصرفاته ستجعل من الصعب جدا تحقيق تقدم في الشرق الأوسط ." 

الاتفاق النووي الإيراني

لقد امتدت الاحتجاجات في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى طهران وحتى لأوروبا الأسبوع الماضي، عندما هدد ترامب بتقويض الاتفاق النووي الإيراني ، أو ما يسمى خطة العمل الشاملة المشتركة.

لقد أعلن ترامب يوم الجمعة أنه سيمدد تعليق العقوبات على إيران وفقا للاتفاق ، لمدة 120 يوما، لآخر مرة، مهددا بالانسحاب من الاتفاق إذا لم تستطع واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون إزالة ما زعمه "العيوب الكارثية" بالاتفاق .

وغالبا ما ينتقد ترامب هذا الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران ومجموعة (P5+1) أي مجموعة القوى الكبرى زائدا واحد، وهم روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والولايات المتحدة، زائدا ألمانيا. وكانت الدول الغربية قد وعدت برفع العقوبات عن طهران مقابل وقف إيران لبرنامجها النووي.

وفي أكتوبر، رفض البيت الأبيض المصادقة على أن إيران ملتزمة بالاتفاق النووي، في حين أن مفتشي الأمم المتحدة قد أكدوا مرارا أن طهران ملتزمة بالاتفاق .

ورغم محاولاته المستمرة لكسب دعم واضح من أوروبا، لم يحصل ترامب على رد فعل إيجابي، لا من أصدقائه ولا من خصومه.

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن من يعارضون الاتفاق النووي عليهم أن يقدموا حلا أفضل منه "وهو ما لم نراه حتى الآن".

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية الالتزام بالاتفاق "من أجل ضمان أفضل للاستقرار بالشرق الأوسط "، وفقا لما جاء في مكالمة هاتفية له مع ترامب يوم الخميس.

وحول الدبلوماسية الأمريكية ، قال دميتري سوسلوف، نائب مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة، في المعهد العالي للاقتصاد في روسيا، في حديث مع ((شينخوا)) إن ترمب، وبدون أية استراتيجية دبلوماسية لديه، قد وضع موقفه السياسي الداخلي فوق السياسات الخارجية.

وأضاف سوسلوف أن إدارة ترامب لم تغير بشكل حقيقي مبدأ الإدارات الأمريكية المتمثل بالنظر للآخرين إما أصدقاء أو أعداء ، بل إنها تعمل على جعل هذا المبدأ "أكثر حدة وصلافة " بما يهدد بانزلاق الشرق الأوسط في هاوية الفوضى.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号