الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري : القوة العسكرية الإمريكية في الشمال السوري تهدف لإطالة أمد الازمة السورية

arabic.china.org.cn / 01:31:47 2018-01-18

دمشق 17 يناير 2018 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون سوريون اليوم (الأربعاء) أن إعلان الولايات المتحدة الامريكية عن تشكيل قوة عسكرية قوامها 30 الف مقاتل في الشمال السوري ، تهدف لإطالة أمد الأزمة السورية لأكثر وقت ممكن ، وإفشال مساعي الحل السياسي لتلك الأزمة التي شارفت على دخول عامها السابع .

واعتبر المحللون السياسيون أن الولايات المتحدة الإمريكية من خلال تلك القوة العسكرية تريد أيضا أن تؤمن مصالح استراتيجية لها ، وأن تقوم بعمليات تمدد ودفع تلك القوات للاشتباك مع الجيش السوري وحلفائه في منطقة شرق الفرات .

وأعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، الأحد الماضي ، عن تشكيل قوة أمنية جديدة لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرقي نهر الفرات، قائلا إن هذه القوة ستضم 30 ألف مقاتل وستخضع لقيادة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل واشنطن .

ويشار إلى أن هذه الخطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران ، وأثارت قلق موسكو من خطط أمريكية للمساعدة في إنشاء مناطق حدود آمنة شمال سوريا.

وقال الباحث والمحلل الاستراتيجي السوري العميد هيثم حسون في تصريحات لوكالة انباء (( شينخوا)) بدمشق اليوم إن الغاية من تشكيل القوة الامريكية في الشمال السوري من بقايا تنظيم (داعش) الإرهابي، وقوات سوريا الديمقراطية ، وبعض العشائر من منطقة الفرات تهدف إلى إطالة امد الحرب لاكثر وقت ممكن " .

وأشار إلى ان الولايات المتحدة الامريكية ومنذ نشوب الازمة السورية وهي تعمل على هذا الأساس ، فتارة تعمد إلى دعم المجموعات المسلحة بالسلاح لضرب المنظومات السيادية الاقتصادية والعسكرية والسياسة ، وبعدها انتقلت إلى نغمة تقسيم الدولة السورية عبر تشكيل فيدرالية بالشمال السوري ، لكنها سرعان ما فشلت بعد فشل المشروع الكردي في شمال العراق .

وأضاف المحلل السياسي حسون " الان أمريكا تراهن على إطالة فترة الأزمة من خلال إيجاد تنظيمات إرهابية جديدة تكون مدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة ويتم العمل حاليا على إيجاد نوع من الشرعية لهذه القوات للقول بأنها معارضة معتدلة وتستند الى حقوق جغرافية او عرقية عبر وجود مجموعات عرقية في الشمال السوري " .

وأوضح حسون أن الولايات المتحدة الامريكية أيضا تريد من خلال تشكيل تلك القوة العسكرية في الشمال السوري إيجاد مبرر او ذريعة أخرى بعد انكفاء الذريعة الاساسية التي تمثلت بوجود قوات تنظيم (داعش ) ، فهي تريد من هذه القوات أن تؤمن مصالح استراتيجية للولايات المتحدة الامريكية وأن تقوم بعمليات تمدد في المناطق المحيطة ودفعها ، عند الضرورة ، للاصطدام مع الجيش السوري وحلفائه وأن تكون ذريعة للاشتباك المباشر بين القوات الامريكية والجيش السوري وحلفائه في منطقة شرق الفرات " .

وأشار المحلل حسون إلى أن الحكومة السورية وحلفائها يعملون الان في القضاء على تنظيم جبهة النصرة في محافظة ادلب ( شمال غرب سوريا) ، مؤكدا أن الرد سيكون " سياسيا ودبلوماسيا " في الوقت الحالي .

ونوه إلى أن الخارجية السورية أصدرت بيانا وصفت به هذه القوات بانها جزء من التنظيمات الإرهابية ، وأن كل من يتعامل معها هو خائن .

وانتقدت وزارة الخارجية السورية يوم الاثنين الماضي اعلان تشكيل قوة عسكرية قائلة إن "محاولة الولايات المتحدة تشكيل ميليشيات مسلحة في شمالي سوريا يعد انتهاكا صارخا لسيادة سوريا " ،مؤكدة عزمها على انهاء الوجود الامريكى فى سوريا.

وقالت الوزارة إن "العمل الامريكى يأتي فى إطار سياستها التدميرية فى المنطقة لتفتيت الدول وتحفيز التوترات لعرقلة اى حل للازمة".

وفى الوقت نفسه حذرت الوزارة من انها ستعتبر أى مواطن سورى يشارك فى هذه الميليشيا المدعومة من الولايات المتحدة "خائنا" وسيتم التعامل معها وفقا لذلك.

واكد حسون ان الولايات المتحدة الامريكية تريد أن " تثبت وجودها العسكري ونفوذها في الشمال السوري من أجل وجود أوراق قوة عند الانتقال إلى مراحل الحل السياسي المتقدمة خاصة وأن هذه القوة تسيطر على مساحة لابأس بها في الشمال السوري ، مشيرا إلى أن أمريكا " لن تستطيع أن توسع مناطق انتشارها لأن المناطق المجاورة لقوات سوريا الديمقراطية هي بأكملها تخضع الان لسيطرة الدولة السورية وينتشر فيها الجيش السوري ".

ومن جانبه اتفق المحلل السياسي السوري شريف شحادة مع من سبقه بالحديث بأن الهدف من انشاء القوة العسكرية هو لإطالة أمد الازمة السورية .

وقال المحلل السياسي شحادة إن " الولايات المتحدة الإمريكية لاتزال ضالعة في محاولة تقسيم سوريا وفي محاولة إدارة الإرهاب " .

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الإمريكية قامت بمساعدة تنظيم (داعش ) ولم تساهم بأي شيء مع الحكومة السورية في ردع الإرهاب .

وأضاف شحادة أن " تشكيل قوة عسكرية في المنطقة الشمالية بحجة حماية الحدود هي حجة واهية لان هناك جيوش في تلك الدول وهي قادرة على حماية حدودها " .

وأكد شحادة أن حق سوريا اتخاذ ما يناسب لإخراج القوات التركية والأمريكية ، واغلاق الحدود بالطريقة الصحيحة ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تعمل على عرقلة الوصول إلى حل سياسي ، عبر عدة إجراءات ومنها الإعلان عن تشكيل قوة عسكرية في الشمال السوري وتزويدها بالسلاح .

وحققت وحدات حماية الشعب الكردي، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، بدعم أمريكي سلسلة انتصارات ضد تنظيم "داعش"، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقا في سوريا.

وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، وبعد انسحاب قوات النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فدرالي في ثلاث مناطق في شمال البلاد.

ويثير الدور المتصاعد للأكراد قلق كل من أنقرة التي تخشى حكما ذاتيا كرديا على حدودها، ودمشق التي طالما أكدت نيتها استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.

يشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم على الأرض السورية دعما كبيرا بالسلاح والتدريب والتغطية الميدانية لتحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية عموده الفقري، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي محوره السياسي./ نهاية الخبر /

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号