الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: حارة التوارة .. أقدم زقاق يهودي شرق العراق مهددة بالاندثار

arabic.china.org.cn / 08:48:21 2018-01-16

بعقوبة، العراق 15 يناير 2018 (شينخوا) يفوح عبق التاريخ القديم من شناشيل المنازل الآيلة للسقوط في حارة التوراة أقدم زقاق يهودي بمحافظة ديالى شرقي العراق، والتي تصارع الاندثار الذي بدأ يزحف عليها ليلتهم منازلها، التي كانت مركزا اساسيا لقيادة التجارة والاقتصاد في محافظة متنوعة طائفيا وقوميا.

وقال بكر حسن من أهالي منطقة حارة التوراة لوكالة أنباء (شينخوا) إن " حارة التوراة أقدم زقاق يهودي في ديالى قاطبة ويقع في قلب مدينة المقدادية القديمة (40 كلم) شمال شرق بعقوبة مركز المحافظة، ويعود تأسيسها إلى منتصف العام 1830، وسكنها أبناء الطائفة اليهودية الذين كانوا لعقود مركزا اساسيا لادارة التجارة والاقتصاد باعتبارهم بارعين وموهوبين في هذا المجال".

وتعد المقدادية ثاني أكبر مدن محافظة ديالى وهي تتميز بتنوعها القومي والمذهبي ويعتمد اغلب سكانها على الزراعة في تأمين مصادر عيشهم.

واضاف حسن، الذي يبلغ من العمر نحو (70 سنة) إن " ما تبقى من حارة التوراة لا يزيد على 30 منزلا بعضها ما يزال يتميز بشناشيله الخشبية ذات الطرز المعمارية المميزة والتي قاومت الاهمال منذ قرابة قرن وهي قائمة تحكي قصة طائفة اليهود في هذه المنطقة".

اما جعفر كريم وهو متقاعد من سكان حارة التوارة، فقال إن " الطائفة اليهودية سكنت حارة التوراة قرابة 150 سنة وانتهى وجودهم مع مطلع عقد الستينيات من القرن الماضي بعدما بدأت العوائل بالهجرة خارج العراق ولم يبق من اثرهم غير هذه الحارة التي تحكي وجود الطائفة في المقدادية بشكل عام ولديهم شخصيات معروفة ما تزال تتناقل الالسن بعض قصصهم".

وتابع كريم ان " حارة التوراة تتميز بمنازلها ذات الطراز المعماري الجميل والسردايب تحت الارض"، مبينا أن اغلب المنازل للاسف آيلة للسقوط حاليا وهي في حالة يرثى لها رغم انها تمثل ارث حضاري لطبيعة التنوع الطائفي في هذه المدينة.

بدورها، أوضحت ام حقي وهي احد سكان حارة التوراة منذ قرابة 60 سنة أن اليهود قبيل هجرتهم خارج البلاد التي بدأت مطلع الخمسينيات واستمرت إلى بداية الستينيات من القرن الماضي باعوا املاكهم للاهالي في المقدادية ومنهم المسلمين والصابئة، لافتة إلى أن منزلها هو من المنازل القليلة التي حافظت على رونقها وشناشيلها رغم مرور عقود طويلة على بنائه.

وأعربت ام حقي عن اسفها لاهمال هذه الحارة قائلة "إن حارة التوراة بالفعل منطقة اثرية لكن للاسف مهملة في كل الخدمات الاساسية، ومعاول البناء والتطوير تمتد يوميا اليها وربما بعد موتي سينهار هذا المنزل بحجة التجديد والحداثة".

إلى ذلك، قال المؤرخ علي الربيعي إن " تجمعات اليهود في محافظة ديالى لم تقتصر على المقدادية فحسب بل كان لهم وجود في اغلب المدن وامتازوا بسيطرتهم على ملف التجارة وكان من بينهم شخصيات معروفة".

وأضاف إن حارة التوراة في مدينة المقدادية القديمة تمثل تمركز اليهود في بقعة محددة لعقود طويلة، وهي تعد أكبر تجمع لهم على مستوى محافظة ديالى، مبينا أن اليهود بدأوا بالهجرة مع بداية الخمسينيات لاسباب متعددة بعضها داخلي والبعض الآخر خارجي.

وأشار الربيعي إلى أن حارة التوراة ترمز لطبيعة تنوع المجتمع العراقي قبل عقود خلت وكيف كان الانسجام والوئام سيد الموقف، مؤكدا أن الحارة تمثل ارثا حضاريا وتاريخيا لكنه مع الاسف مهمل للغاية.

من جانبه، قال عدنان التميمي رئيس مجلس المقدادية " إن التصميم الاساسي لمدينة المقدادية وضع حارة التوراة ضمن المناطق التراثية، لكنها للاسف تعاني الاهمال الكبير الذي يلتهم يوميا المزيد من شناشيلها المميزة".

واضاف التميمي ان " حارة التوراة يمكن ان تتحول إلى منطقة سياحية مهمة لتميزها باطارها المعماري وسراديبها التي تحكي عقودا من التاريخ، فيها الكثير من الاسرار، لكن للاسف لاتوجد اية خطة حتى الان للحفاظ عليها، والمنازل في حالة بائسة وبعضها ربما لن يبق قائما بعد سنوات قليلة".

وتابع ان "حارة التوراة هي اكبر تجمع لليهود العراقيين في ديالى"، لافتا إلى وجود تواصل مع الجهات الحكومية المختصة من اجل الحفاظ على ما تبقى من المنازل الاثرية والعمل على تمويل مشروع لصيانتها وتأهيلها.

وكانت الطائفة اليهودية سكنت بمناطق متفرقة بمحافظة ديالى لقرون خلت اغلبهم عمل في التجارة والاقتصاد وبعضهم تقلد مناصب رفيعة خاصة في القرن التاسع عشر. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号