arabic.china.org.cn | 15. 12. 2017 |
بإعداد حسام المغربي، وتصوير شمس تشانغ
15 ديسمبر2017 /شبكة الصين/ قال سفير دولة قطر لدى الصين إن التطور الكبير الذي شهدته العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة، يعكس الإرادة المشتركة للبلدين لتوسيع آفاق التعاون في جميع الميادين ذات الاهتمام المشترك. منوّهاً إلى مواصلة دولة قطر وجمهورية الصين، بفضل روابط الصداقة المتينة والقيادة الحكيمة، العمل على تعزيز التعاون العملي وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في إطار السعي لتحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق تنمية مستدامة.
وأوضح سلطان بن سالمين المنصوري، في حوار خاص مع /شبكة الصين/ بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر الذي جاء هذا العام تحت شعار "أبشروا بالعز والخير"، أن العام القادم يصادف مرور 30 عاماً على تأسيس العلاقة الدبلوماسية بين الصين وقطر، والعلاقة بين البلدين تدخل مرحلة جديدة من التطور السريع، فالصين دولة صديقة لقطر وتربطهما علاقات مميزة. مضيفاً أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت عام 1988، ورغم أنها حديثة نسبياً، إلا أنها تتطور بشكل سلس وسريع، وهناك تنسيق وتعاون اقتصادي وتجاري وثقافي وتعليمي ورياضي يتطور بصورة سريعة. مؤكداً على الآفاق الواسعة للتعاون بين البلدين في المستقبل.
وأوضح المنصوري أن العلاقات الثنائية بين قطر والصين لم تصل إلى درجة الشراكة الاستراتيجية من فراغ، وإنما نتيجة مجموعة متكاملة من المقومات والأسس، التي من أهم ركائزها الميراث التاريخي ومرور 29 عاماً على وضع اللبنات الأولى لهذه العلاقات (9 يوليو 1988) التي شهدت، منذ ذلك الوقت المزيد من التطور والازدهار المستمرين وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة باستمرار. وشكلت زيارة سمو الأمير الوالد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى الصين (عام 1999) نقلة نوعية في مسيرة هذه العلاقات، حيث انعكست إيجابياً على العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين، وأسفرت هذه الزيارة عن تأسس علاقات تصدير الغاز الطبيعي المسال، إضافة إلى تشكيل نوع من التنسيق الدائم بين البلدين. وفي نوفمبر 2014، كانت المرحلة الأهم في تاريخ العلاقة مع زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الصين، حيث أسست هذه زيارة تاريخية لحقبة جديدة ومستوى جديد للعلاقة بين البلدين الصديقين، حيث اتفق خلالها على تأسيس علاقات الشراكة الاستراتيجية والتوظيف الكامل لمزايا التكامل الاقتصادي والتجاري بين البلدين بهدف تدعيم الاستثمارات وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة في مجالات البنية التحتية والصناعات والتكنولوجيا المتقدمة وفي مقدمتها المواصلات والطرق والجسور والسكك الحديدية والاتصالات.
وجدير بالذكر أنه يجمع كل من الصين وقطر مفهوم تنمية مشترك متمثل في مواصلة الصين لبناء "الحضارات الخمس" السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإيكولوجية ذات الخصائص الاشتراكية في العصر الجديد، بينما تسعى قطر لتحقيق "التنْمِيّات الأربع" البشرية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي تضمنتها "رؤية قطر 2030".
دعمنا "الحزام والطريق" منذ البداية
وقال المنصوري إن قطر من أوائل الدول التي أيدت وشاركت بنشاط في مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21"، وصارت شريكاً هاماً فيها. وخلال زيارة سمو الشيخ تميم إلى جمهورية الصين، تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في إطار المبادرة مع لجنة الدولة للتنمية والإصلاح، وهو ما يجعل قطر من أوائل الدول المؤمنة بأهداف المبادرة، لثقتها من نتائجها التي تعود على الجميع بالنفع، وسعيها إلى توطيد العلاقة بين الحكومات والشعوب على السواء.
وأشار سفير دولة قطر لدى الصين إلى أنه في ظل السعي لتحقيق تلك الأهداف، بدأت دولة قطر العمل على أرض الواقع منذ التوقيع على مذكرة التفاهم، حيث شكلت لجنة مشتركة لتسهيل التنسيق المباشر بين الجانبين، وشاركت في جميع ورش العمل والاجتماعات المتعلقة بالمبادرة. كما انضمت كدول مؤسسة في بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية، واعتبرت تلك الخطوة بمثابة "شرطاً أساسياً" للمشاركة بجدية في المبادرة.
ولتسهيل المعاملات المالية في ظل مبادرة الحزام والطريق، دشنت الدوحة أول مركز مقاصة للعملة الصينية "الرنمينبي" على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعمل المركز على تسهيل أعمال التجارة بين الصين ودول المنطقة، وتشجيع الاستثمار باليوان الصيني، مع توفير السيولة والدعم اللازمين للاستقرار المالي، بما يُساعد على خلق المزيد من فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي.
وإضافة إلى إنجاز التعاملات المصرفية عبر التسوية باليوان، حرصت دولة قطر على جذب الشركات الصينية من خلال استضافة العاصمة الدوحة لمعرض "صنع في الصين"، الذي يعتبر كذلك آلية من مجموعة آليات مبادرة الحزام والطريق، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال من البلدين، والاستفادة من الخبرة الصينية في الصناعة وتبادل الخبرات وخلق صفقات تجارية بين الشركات.
وفي نوفمبر الماضي، اختتمت بنجاح كبير أعمال النسخة الثالثة للمعرض في ظل توجه لجلب صناعات جديدة نحو البلاد وإنشاء تحالفات تجارية تسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين. وشاركت السفارة القطرية لدى الصين بالتعاون مع غرفة تجارة قطر وتأييد الجانب الصيني، المتطلع لتوسيع استثماراته في قطر، في تنظيم هذا الحدث المهم الذي بدأت تظهر نتائجه في ظل السعي الجاد للوصول به إلى العالمية.
ونوّه المنصوري إلى أن المعرض حقق نجاحاً كبيراً من حيث الإقبال الواسع وارتفاع مستوى وتنوع المعروضات والتفاعل بين رجال الأعمال والشركات العارضة. مضيفاً أن المعرض يعكس ما وصلت إليه العلاقات القطرية الصينية من تطور في مجالات عدة، مثمناً دور مثل هذه المعارض في تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وما توفره من أرضية خصبة للشركات القطرية للاطلاع على ما تقدمه الشركات الصينية من ابتكارات تكنولوجية حديثة ومنتجات صناعية وحلول تقنية تساعد في إقامة صناعات جديدة في قطر.
ولتعزيز حركة البضائع، دشنت قطر خطين بحريين مباشرين من مدينة قوانغتشو وبلدية شانغهاي إلى ميناء حمد الدولي، وهو ما دفع في اتجاه تعزيز حركة التجارة بين البلدين وتسهيل وصول البضائع الصينية مباشرة إلى دولة قطر، كما اختصر الوقت وخفض التكاليف.
وأكد المنصوري على السعي لفتح خطوط بحرية جديدة مع مدن صينية مثل نينغبو وشيامن وغيرهما، نظراً لأنها تضم موانئ تصدر جميع البضائع والسلع الصينية.
وقد سجلت الأشهر الأخيرة تزايداً كبيراً في حجم التبادل التجاري بين الصين وقطر بنسبة وصلت إلى 30% عما كان عليه في السابق، إذ بلع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام أكثر من 5 مليارات دولار.
برامج لتعميق التبادلات التعليمية والثقافية
وأوضح المنصوري إلى أن الصين وقطر حرصا على تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والبحث العلمي والشباب والرياضة والتنمية الاجتماعية وغيرها من المجالات، لترسيخ التفاهم والصداقة بين الشعبين. مضيفاً أن عدد الطلبة القطريين الدارسين في الصين يعتبر مناسباً مع أعدادهم في باقي دول العالم، حيث يدرس حاليا 12 طالباً باللغة الصينية في تخصصات الهندسة الإلكترونية وعلوم الحاسب.
ويذكر أنه خلال العام الجاري وقّعت كلية هندسة جامعة قطر مذكرة تفاهم مع شركة "هواوي" لتنظيم دورات ورحلات تدريبية لطلبة الكلية للاطلاع على التطورات الحديثة في علوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الصين، بالإضافة إلى تعلم اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية، بما يكفل تعزيز مهاراتهم وخبراتهم وربطهم ببيئة العمل وتعميق العلاقة مع القطاع الصناعي نحو مزيد من التعاون، بما يدعم العملية التعليمية والطلبة.
ومن الجانب الثقافي، أشار المنصوري إلى حرص دولة قطر على تعزيز هذا الجانب مع جمهورية الصين، فقد اختتمت العام الماضي فعاليات العام الثقافي "قطر-الصين 2016" الذي تخلله العديد من الأنشطة التي تسعى لتعميق التفاهم بين البلدين وتوطيد العلاقات الشعبية من خلال التبادل المشترك للفنون والثقافة والتراث والرياضة، وفتح آفاق جديدة للتقارب. كما وقّع الجانبان في العام نفسه خطاب نوايا لتأسيس "جمعية الصداقة القطرية الصينية" لدفع التعاون الودي الشعبي بين الدولتين في المجالات المتنوعة من خلال تنظيم ندوات ومؤتمرات ثقافية واقتصادية وتجارية وتكنولوجية وأكاديمية وعروض فنية ومعارض.
نمتلك مقوّمات زيادة حصة قطر من سوق السياحة الصينية
وقال سفير دولة قطر لدى الصين إن الجهات المعنية تابعت معدلات النمو الهائلة التي حققتها سوق السياحة الخارجية في الصين على مدى السنوات القليلة الماضية، والتي من المتوقع أن تواصل وتيرة نموها الحالية لتصل إلى نصف مليار سائح للخارج. مضيفاً أنه مع تزايد الاهتمام لدى السياح الصينيين باستكشاف العالم ومنه المنطقة العربية، وجدت قطر فرصة كبيرة لبناء جسور جديدة بين البلدين من خلال وضع الآليات والبرامج السياحية لزيادة حصتها من سوق السياحة الصينية.
منوّها إلى أن قطر تمتلك المقوّمات لتحقيق هذا الهدف، والتي من أهمها أسطول الخطوط الجوية القطرية العالي المستوى الذي يتمتع بشبكة واسعة تربطه بجميع دول العالم، ومطار حمد الدولي المصمم لاستقبال أكبر طائرات العالم، ويعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط. كما أن للخطوط القطرية ست محطات مهمة في جمهورية الصين، وهو ما يجعل من قطر محطة توقف مهمة للكثير من السياح الصينين، الأمر الذي شجع حكومة دولة قطر على توسيع نطاق خدمات التأشيرات الإلكترونية وفتح الباب أمام السياح الصينيين لزيارة البلاد بدون تأشيرة مسبقة لمدة 30 يوماً.
وبموجب اتفاق ثنائي أبرمته الهيئة العامة للسياحة في قطر مع الإدارة الوطنية للسياحة في الصين على هامش فعاليات الدورة الـ22 لاجتماع الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية المنعقدة في مدينة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، أصبحت قطر رسمياً وجهة سياحية معتمدة للسائحين الصينيين، ما يسمح لها باستقبال الزوار القادمين من الصين ويتيح لهيئة الترويج لدولة قطر كوجهة سياحية داخل السوق السياحية الصينية.
واحتفلت السفارة القطرية لدى الصين أمس الخميس، بذكرى اليوم الوطني إحياء لذكرى مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (1826 ـ 1913)، وسط حضور لافت لكبار الشخصيات وممثلي الهيئات الدبلوماسية لدى الصين وعلى رأسهم مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شياو دونغ وعدد من المسؤولين والصحفيين والشخصيات العامة. وكان في استقبال الحضور السفير القطري لدى الصين سلطان بن سالمين المنصوري.
انقلها الى... : |
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |