تنامي "ثقافة" القهوة في الصين وسط الشباب

12 ديسمبر 2017 / شبكة الصين / تستمتع الشابة شيوي (25 عاما) وهي مستريحة على أريكة بمقهى وسط العاصمة بكين، باحتساء فنجان من القهوة خلال وقت فراغها. وأصبح تذوق أنواع القهوة المتنوعة أحد أساليبها المفضلة لقضاء فترة ما بعد الظهر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت "أحب المقاهي المزودة بأثاث جميل مع تصميمات فنية وموسيقى هادئة، ووسط نكهات القهوة ومزاج شاعري، يصبح هذا المكان مثاليا للجوء إليه عندما أحتاج إلى التخلص من ضغوط العمل وفوضى الحياة".

وتعكس تفضيلات ونمط حياة شيوي، الشكل التقليدي لحياة الموظفين من ذوي الياقات البيضاء في المدن الصينية الكبيرة، حيث يكتشفون نكهة "الشراب الأسود"، ويتبنون أسلوب حياة مرهفا متمثلا في ثقافة القهوة المتنامية. وبالتالي ليس مستغربا أن تفتتح "ستاربكس"، أكبر الرابحين في سوق القهوة بالصين، يوم الأربعاء أول وأكبر متاجرها في العالم لتحميص وتذوق القهوة في بلدية شانغهاي.

وعلى مساحة 3 آلاف قدم مربع، أفتتح في منطقة شانغهاي التجارية على طريق نانجينغ الغربي، متجر يجمع بين تحميص البن وتصنيعه وتعليم إعداد الخلطات وتجارة التجزئة، بهدف مفاجأة العملاء "بتجربة لا مثيل لها".

وقال شون رين، العضو المنتدب لمجموعة أبحاث السوق الصينية، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "إن النساء تحت سن الثلاثين يجربن التحول عن شراءحقائب لويس فويتون الفاخرة، وتشكل ثقافة القهوة جزءا من ذلك". وقد استشعرت ستاربكس هذا التوجه الجديد منذ وقت طويل، واستثمرت مبالغ كبيرة في تصميم متجرها وخدماتها في الصين.

وردا على سؤال لوسيلة إعلام صينية منذ سنوات، حول سبب التكلفة الأعلى لنفس الشراب في الصين مقارنة مع الدول الأخرى، أوضحت شركة "ستاربكس" أن ميل العملاء الصينيين إلى البقاء لفترة أطول في مقاهيها يرفع تكاليف الإيجار والعمالة.

ويظهر تقرير أصدرته "المنظمة الدولية للقهوة" في عام 2015 أن استهلاك القهوة في الصين ارتفع بنسبة 16% على أساس سنوي ما بين عامي 2004 و2014، وهو أسرع بكثير من معدل النمو العالمي البالغ 2%. ووجد تقرير المنظمة خلال مقارنة نمو استهلاك القهوة في الصين على مدى العقد الذي انتهي في عام 2013 مع اليابان منذ 40 عاما، ميلا مماثلا، حيث استمر زخم النمو في اليابان حتى منتصف عام 2000 عندما وصل إلى أكثر من سبعة ملايين كوب، وأصبحت رابع أكبر مستهلك للقهوة في العالم. ومع ذلك، فإن الشخص الصيني العادي يشرب خمسة أكواب فقط من القهوة سنويا، وهو ما يزيد كثيرا عن متوسط 240 كوبا حول العالم. ومع التنمية السريعة في الصينوتوسع شريحة الطبقة المتوسطة، يعتقد كثيرون أن إمكانيات السوق مازالت مفتوحة.

وقال هاورد شولتز، الرئيس التنفيذي لسلسلة مقاهي ستاربكس، الذي توقع تجاوز السوق الصينية قرينتها في الولايات المتحدة في مرحلة ما، إن الصين تمثل أكثر الفرص أهمية وإثارة أمام الشركة. ومنذ افتتاح أول مقاهيها في بكين عام 1999، افتتحت الشركة حوالي 3000 مقهى في أكثر من 130 مدينة صينية، كما تستهدف افتتاح 2000 منفذ آخر في البلد خلال السنوات الخمس المقبلة.