رام الله/غزة 8 ديسمبر 2017 (شينخوا) قتل فلسطيني وأصيب مئات آخرون اليوم (الجمعة)، في مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة في بيان له، أن شابا يدعى محمود المصري (30 عاما) قتل جراء إصابته بعيار ناري من قوات إسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل شرق مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة.

وذكر القدرة، أن 140 فلسطينيا أصيبوا بجروح وصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة خلال مواجهات مماثلة اندلعت في مناطق متفرقة من أطراف شرق قطاع غزة.

وفي السياق أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن طواقمها تعاملت مع 245 إصابة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس بينها 11 إصابة بالرصاص الحي.

واندلعت المواجهات عقب مظاهرات شعبية دعت لها الفصائل الفلسطينية تنديدا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول أمس الأربعاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتوقيع مرسوم لنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

وتخلل المظاهرات إحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي وإشعال إطارات سيارات.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام بكر لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المظاهرات انطلقت من كافة مدن الضفة الغربية عقب أداء صلاة الجمعة.

وذكر بكر، أن عددا من المشاركين في المظاهرات توجهوا إلى مناطق التماس مع قوات الجيش الإسرائيلي تعبيرا عن الرفض القاطع للقرار الأمريكي ضد القدس.

واعتبر بكر، أن المظاهرات "تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في رفض القرار الأمريكي والتمسك بمدينة القدس عربية إسلامية ومسيحية وعاصمة أبدية له".

وعممت وزارة الأوقاف الشؤون الدينية الفلسطينية على خطباء المساجد بالتركيز على قضية القدس في خطب الجمعة، وتأكيد التمسك بالمدينة عاصمة لدولة فلسطين.

وأدى نحو 27 ألف فلسطيني صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى المبارك شرق مدينة القدس.

وقال خطيب الأقصى يوسف أبو سنينة خلال خطبة الجمعة، إن قرار ترامب بحق القدس "باطل وغير معترف به، فالقدس إسلامية عربية فلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى".

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية باب العامود (أحد أشهر أبواب البلدة القديمة) وسط المدينة لليوم الثاني لفض تظاهرة لعشرات الفلسطينيين تنديدا بالقرار الأمريكي ضد المدينة.

وأدى عشرات الفلسطينيين صلاتي الجمعة (الظهر) والعصر في باحة باب العامود وسط تواجد مكثف للشرطة الإسرائيلية وسط مواجهات متفرقة أسفرت عن عدد من الإصابات بالاختناق.

ونظمت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي مظاهرات في كافة مدن قطاع غزة للاحتجاج على قرار ترامب بشأن القدس.

وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان خلال مظاهرة في غزة، إن "جماهير الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية تخرج اليوم رفضا للقرار الأمريكي الجائر ونصرة لمدينة القدس".

وشدد رضوان، على أن القدس "لا تقبل القسمة وهي موحدة كاملة عاصمة لفلسطين"، داعيا إلى الإسراع في إنجاز المصالحة الفلسطينية "على أساس الثوابت وخيار المقاومة".

من جهته قال الناطق باسم حركة الجهاد داود شهاب خلال مظاهرة في شمال قطاع غزة، إنه "لا اعتراف بإسرائيل لأن الاعتراف هو تنازل عن القدس، ونحن لا نتنازل ولا صلح ولا تفريط بأرضنا".

وأضاف شهاب، أن "على الاحتلال الإسرائيلي أن يرحل عن أرضنا، وإلا فإن المجاهدين سيطاردونه حتما في كل مكان، ولا مكان ولا وجود لما يسمى بإسرائيل فوق أرضنا وترابنا المقدس".

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب متلفز له، إلى مواصلة "الانتفاضة" الفلسطينية للدفاع عن القدس ومواجهة القرار الأمريكي بشأنها.

من جهتها جددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التأكيد على رفض إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها واعتبرته "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني".

وقال المتحدث باسم الحركة وعضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي في بيان له، إن قرار ترامب "مخالف للاتفاقيات والمواثيق الدولية والقانون الدولي، وضرب لأسس عملية السلام".

وأكد القواسمي، أن قرار ترامب "أنهى دور الولايات المتحدة من أي وساطة للعملية السياسية، ودمر العملية السياسة بخرقه للقانون الدولي، ونسف أي حديث عن صفقة لإحلال السلام في المنطقة".

وطالب المتحدث باسم فتح الأمتين العربية والإسلامية "بالوقوف عند مسؤولياتها أمام هذا العدوان الأميركي الغاشم على الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية".