رؤية عالمية لممارسة الحزب في الحكم والإدارة

بقلم تشانغ هوي

28 نوفمبر 2017 /شبكة الصين/ في السنوات الخمس الماضية، طرحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التي يعتبر الأمين العام شي جين بينغ نواتها، العديد من الرؤى والأفكار والإستراتيجيات الجديدة حول الحوكمة، حظيت باهتمام في المجتمع الدولي. قال مارك فيللا بونيشي، أمين مكتب الشؤون الدولية لحزب العمال بدولة مالطا في مقابلة مع ((الصين اليوم)): "سمعت في الدول الغربية ثناء كثيرا على قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وقد وجدت أن إنجازات التنمية في السنوات الخمس الماضية كبيرة وأن قيادة الحزب الشيوعي الصيني ناجحة."

المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، المنعقد في الفترة الحاسمة لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، هام للغاية، يتعلق بالتنمية المتواصلة في الصين ويؤثر في مستقبل العالم تأثيرا عميقا. قال كامل إسماعيل سيد، رئيس قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني السوداني في مقابلة مع ((الصين اليوم))": "الأفكار الجديدة حول الحكم والإدارة التي طرحها الحزب الشيوعي الصيني والقادة الصينيون، تركت لدينا انطباعات عميقة، لاسيما أن الأفكار الجديدة المتعلقة ببناء الاشتراكية الصينية وسياسات التنمية الخضراء يكمل كل منهما الآخر ولها تأثير إيجابي على العالم بأسره."

تجارب تستحق الاستفادة منها

قال محمد فاروق، عضو حزب رابطة عوامي في بنغلاديش ورئيس لجنة الطيران المدني والسياحة في برلمان بنغلاديش: "أعتقد أن أهم مساهمة قدمها الحزب الشيوعي الصيني للصين وللعالم أجمع هي تخليص الناس من الفقر. على مدى العقود الماضية، خلصت الصين أكثر من سبعمائة مليون فرد من مواطنيها من الفقر. هذا هو المجال الذي ينبغي لدول عديدة أن تتعلمه من الصين.

قال تشارلز كايونغا، سفير روندا لدي الصين: "إن استمرارية سياسة الحزب الشيوعي الصيني، وهدفها لخدمة الشعب في جميع الأوقات، خبرة جديرة بالتعلم منها. أعتقد أن هذا هو المعنى الأصلي لتحرير الشعب. إن حركة التحرير ليست فقط هزيمة العدو والسيطرة على الدولة، ولكن أيضا تحرير الشعب من أغلال الفقر وقيود التنمية الأخرى. هذا هو الدرس الأهم الذي تعلمناه من الحزب الشيوعي الصيني، ونحن نسعى لتطبيق ذلك في رواندا."

يعتقد مارك فيلا بونيسي، سكرتير مكتب الشؤون الدولية لحزب العمال بدولة مالطا، أن نظام التشاور السياسي في الصين يتسم بالفعالية. وقال: "نظام التشاور السياسي بقيادة الحزب الشيوعي الصيني يضمن أن يتم وضع القرارات التي يتخذها الحزب الحاكم بالتشاور مع الأحزاب السياسية الأخرى لتكون مفيدة للشعب."

أشاد ليونيداس روكاناس، سفير اليونان لدى الصين، بالممارسة الناجحة في التنمية الخضراء الصينية قائلا: "عليك أن تعرف أن التنمية الخضراء لا تحدث تلقائيا، وإذا لم ننفذ الحوكمة والتدخل، فإن البيئة سوف تصبح أكثر سوءا." وهو يري أن الحزب الشيوعي الصيني لديه درجة عالية من اليقظة في هذا الصدد، إذ قال: "أعتقد أن الصين إذا تسير على هذا الطريق باستمرار، فستلعب دورا حاسما على الصعيد الدولي في هذا المجال." كما ذكر على وجه التحديد جهود الصين لمكافحة التصحر، "مثل صحراء كوبوتشي" في منغوليا الداخلية، والتي تركت انطباعات عميقة لديه. وهو يرى أن التصحر مشكلة رئيسية في حماية البيئة، وتدفع كثير من البلدان ثمنا باهظا بسببها. تحاول الصين تحويل الصحراء إلى واحة، وقد اكتشفت طريقة خلاقة لمكافحة التصحر، هي طريقة زراعية، يتم بها تحسين جودة التربة، والجمع بين مكافحة التصحر والتنمية الاقتصادية. هذا مجال في الصين جدير بالتعلم منه.

أثنى ديميتار بويشيف، رئيس الحزب الوطني بمنطقة بورغاس في بلغاريا، على إقامة مسابقة لاختيار أجمل مدينة في الصين، قائلا: "عندما قمنا بزيارة فوتشو، علمنا أن فوتشو قد صنفت كمدينة صحية وطنية في عام 2015. مع إقامة هذه المسابقة الوطنية، كل مدينة سوف تتخذ بعض التدابير المناسبة لتحقيق معيار معين. وقد رأينا في فوتشو، بعد أن اتخذت إجراءات لتحسين الظروف فيها، أن المدينة قد أصبحت نظيفة وجميلة جدا. أعتقد أن هذه المسابقة مفيدة جدا. يمكن أن أدخل هذه الطريقة إلى بلدي."

نواة القيادة القوية 

أشاد العديد من الذين أجرينا مقابلات معهم باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني باعتبار الأمين العام شي جين بينغ نواتها. قال سفير رواندا لدى الصين تشارلز كايونغا: "منذ تولي الأمين العام شي جين بينغ القيادة، حققت الصين تقدما غير مسبوق في مجالات عديدة، وتواصل الصين تعزيز الإصلاح والانفتاح في السنوات الأخيرة. في المجتمع الدولي، طرحت الصين العديد من المبادرات الجديدة في المجالات المختلفة؛ الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية. كما تطورت علاقات الصين مع رواندا إلى مرحلة جديدة من حيث السياسة والتعاون الاقتصادي. لذا، فإن رواندا والعديد من البلدان الأخرى، محبة ومعجبة بالأمين العام شي جين بينغ وقيادة الحزب الشيوعي الصيني."

وقال كامل إسماعيل سيد: "عرفنا كثيرا حول قيادة الحزب الصيني، خاصة قدرة وحكمة الأمين العام شي جين بينغ. ونحن نعلم أنه في السنوات الخمس الماضية، عالج الكثير من الأحداث الكبرى. إنه أيضا زعيم بارز وذو رؤية ثاقبة. وقد نجح في قيادة الشعب الصيني لحل بعض المشكلات في الصين والعالم. ويحدونا الأمل في أن يواصل اتباع حكمه الرشيد وأن يواصل الحفاظ على السلم والأمن العالميين."

أشاد فيوريل نيغا، الرئيس التنفيذي للشركة الحاضنة بشمال مولدوفا بنجاح الحزب الشيوعي الصيني في التنمية الاقتصادية والجمع بين النظرية والتطبيق، وقال: "أولا، قدم الحزب الشيوعي الصيني نموذجا لتنمية الاقتصاد وتعديل نمط التنمية. يهتم الحزب الشيوعي الصيني بالممارسات وفي نفس الوقت بالنظريات والسياسات المعنية، ويدرك كيف ينفذ خطته. إن كل قادة حزب سياسي في العالم يريدون تحقيق إنجازات عظيمة وسريعة خلال فترة حكمهم ليعرضوا أمام شعبهم حكمتهم في القيادة. ولكن كثيرا منهم يرتكبون الأخطاء أحيانا إذ أنه عندما يريدون تحقيق التطور السريع في بلدهم، قد يهملون شيئا أو جانبا هاما. أعتقد أن هذا لم يحدث في الصين، والحزب الشيوعي الصيني يعتبر نموذجا مثاليا للعالم في الحوكمة والتطبيق. أعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني سيجلب السعادة للشعب الصيني ويحقق الفائدة للعالم بأسره."

نقاط الاهتمام في المستقبل

قال ديميتار بويشيف، رئيس جمعية الصداقة البلغارية- الصينية: "بعد تنمية الاقتصاد الصيني بشكل ملحوظ، تعد حماية البيئة خلال فترة التحول النمطي قضية هامة، لا تتعلق فقط بالحاضر، وإنما أيضا ترتبط بأجيالنا المقبلة. هذه ليست مشكلة تواجهها الصين فقط، بل هي أيضا مشكلة يتعين على العالم بأسره أن يجد حلا لها. قال إنه سوف يتابع الإجراءات الجديدة لتحسين جودة البيئة وفي المجالات الأخرى بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وبالإضافة إلى ذلك، يولي السيد بويشيف اهتماما كبيرا لإجراءات الحزب الشيوعي الصيني في تعزيز التعاون الدولي ومنه التعاون بين الحزب الشيوعي الصيني وحزبه في بلغاريا وكيفية تعزيز العلاقات الودية بين بلغاريا والصين، وتعميق المودة بين الشعبين.

قال سفير اليونان لدى الصين، ليونيداس روكاناس: "يمكن أن نرى من الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين (2016- 2020)، أن عنصر التنمية الأساسي هو الابتكار والتركيز على التنمية المستدامة والمفتوحة والشاملة والمنسقة." وقال إنه سيتابع باهتمام ما يتخذه الحزب من إجراءات جديدة في الانضباط الحزبي ومكافحة الفساد والتنمية المستقبلية للشركات الوطنية والنمو الاقتصادي الصيني. وحول بناء الحضارة الإيكولوجية، قال: "تم النص في دستور الحزب الشيوعي الصيني على بناء الحضارة الإيكولوجية، بما في ذلك حماية البيئة والتغير البيئي. هذا مهم جدا ومثير جدا للاهتمام."

قال كامل إسماعيل سيد: "التدابير والقرارات التي اتخذت في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني ستؤثر على مستقبل الصين والعالم. نحن نولي اهتماما كبيرا لسياسة الصين في تعميق الإصلاح وتعزيز العلاقات الدولية. السودان، كدولة نامية، تتطلع كثيرا لتطوير العلاقات مع الصين."(المصدر: الصين اليوم)