تعليق: كلمة شي أمام قمة الرؤساء التنفيذيين للآبيك تشكل نموذج التوجه شرقا

14 نوفمبر 2017 /شبكة الصين/ حضر الرئيس الصيني قمة الرؤساء التنفيذيين للآبيك يوم الجمعة الماضي في فيتنام، حيث ألقى كلمة رئيسية بعنوان "اغتنام فرصة التحول الاقتصادي العالمي للسعي وراء تنمية أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". قال فيها إن الاقتصاد العالمي يواجه حاليا تحولات عميقة في أربعة جوانب، داعيا إلى مواصلة الجهود في أربع مجالات لتحقيق تنمية أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. مؤكدا أن الشعب الصيني سيطلق خمس "رحلات جديدة" لتعميق الإصلاح وتعزيز الابتكار وتوسيع الانفتاح وللسعي وراء حياة أفضل وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

ونال خطاب شي الذي استمر لنحو 35 دقيقة، إعجابا واسعا من المشاركين في القمة. فمن جانبه قال وانغ ون، الرئيس التنفيذي لمركز تشونغ يانغ للبحوث المالية بجامعة الشعب الصينية، إن كلمة الرئيس شي لها مغزى عميقا. معتقدا أن الصين قد أصبحت مبتكرة لأفكار العولمة الجديدة ومحركا للقوة الدافعة الجديدة ومبادرة للاتجاه الجديد.

وتعتبر كلمة شي في قمة الرؤساء التنفيذيين للآبيك، أول كلمة يلقيها في الخارج بعد اختتام المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني. وأكد وانغ ون أن الرئيس الصيني عرض في كلمته محتويات تقرير مؤتمر الحزب خلال القمة التي تعد فرصة مهمة للتواصل بين مختلف دول العالم. حيث أشار شي في كلمته إلى أن العالم يشهد تغيرات سريعة في حين يواجه تحولات عميقة في محرك النمو ونمط التنمية العالمية وعملية العولمة الاقتصادية ونظام الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وحول التحولات العميقة الأربعة، قال وانغ ون، إن الاقتصاد العالمي يشهد تغيرا عميقا في عصر الإنترنت وخاصة في عصر الثورة الصناعية الجديدة. ولكن العالم لم يع هذا التغير ولم تشرح الأوساط الأكاديمية ومؤسسات الأبحاث هذا التغير بشكل كاف. وأضاف أن التحولات الأربعة التي طرحها الرئيس شي هي عرض الحكمة الصينية والحل الصيني والفكر الصيني أمام العالم وتذكّر العالم بالتغيرات في الاقتصاد العالمي ونمط تنميته ونظام الحوكمة الاقتصادية والقوة الدافعة المستقبلية.

وأكد وانغ أن هذه التغيرات تتحلى بأهمية كبيرة جدا وتعتبر جوهر تقرير المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، وقد قدمتها الصين للعالم كنوع من السلع العامة لملء الفراغ الفكري في ظل العصر الجديد من الحوكمة العالمية والعولمة الاقتصادية.

كما أشار الرئيس شي في كلمته إلى أنه "في حين يشهد العالم تحولات عميقة يجب علينا التكيف مع الوضع العام لفتح مستقبل مشرق لازدهار منطقة آسيا والمحيط الهادئ معا. ودعا إلى مواصلة الجهود في أربعة مجالات تتمثل في بناء اقتصاد منفتح لتحقيق الفوز المشترك، والسعي وراء التنمية المدفوعة بالابتكار، وتعزيز الترابط والتواصل، وتطوير الاقتصاد الشامل لتوزيع ثمار التنمية على الجمهور.

وأكد وانغ ون أن كلمة شي تؤكد صحة طريق التنمية المنفتحة والابتكارية والتكاملية والشاملة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأهم من ذلك فإنها تعزز الثقة بمستقبل هذا الطريق. وأضاف وانغ أن الرئيس شي قد ذكر مبدأ الانفتاح والابتكار والتكامل والشمولية في أكثر من مناسبة خلال السنوات الخمس الماضية، واعتبره من الخبرات المهمة التي اكتسبتها الصين خلال نحو أربعة عقود من تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح وهي كذلك تجارب ناجحة مهمة بالنسبة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويعتقد وانغ أن الصين وجدت طريقا واضحا للتنمية فيما يتردد بعض الدول في آسيا والمحيط الهادئ بشأن طريق التنمية، وأكد الرئيس شي في كلمته أن الصين ستواصل جهود الانفتاح والابتكار والتكامل والشمولية، وذلك يشكل تشجيعا وتحفيزا للقادة الاقتصاديين الآخرين في آسيا والمحيط الهادئ، وأن ثقة الصين ستعزز ثقة المنطقة كلها.

واستعرض الرئيس شي في كلمته إنجازات التنمية التي حققتها الصين خلال السنوات الخمس الماضية، وذكر أن الشعب الصيني سيبدأ رحلة جديدة بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني. كما سلط الضوء على خمس رحلات جديدة للتنمية المستقبلية في الصين لتوضيح اتجاه التنمية.

ويرى وانغ ون، أن الرئيس الصيني أكد أن المعجزات الصينية والتنمية السريعة الصينية تتطلب جهودا كبيرة، في مجال الإصلاح والابتكار والانفتاح للسعي إلى حياة أفضل ونمط جديد من العلاقات الدولية، وذلك يُعد تجربة للصين يعرضها الرئيس شي أمام دول آسيا والمحيط الهادئ.

ويعتقد وانغ ون أن كلمة الرئيس شي طرحت أفكارا جديدة وتشكل نموذجا لقادة الآبيك، وتتصدر الصين المنطقة والعالم كله في مجال تقديم السلع العامة، وشكلت كلمة شي هذه نموذجا للتوجه نحو الشرق.