تقرير إخباري: الحكومة الفلسطينية تتسلم إدارة معابر قطاع غزة

غزة أول نوفمبر 2017 (شينخوا) تسلمت حكومة الوفاق الفلسطينية اليوم (الأربعاء)، إدارة معابر قطاع غزة بموجب اتفاق المصالحة الأخير الذي وقع في 12 من شهر أكتوبر الماضي بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) برعاية مصرية.

وبدأت إجراءات التسلم من معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، بحضور وفد من مسؤولي إدارة هيئة الحدود والمعابر التابعة للسلطة الفلسطينية، وآخر أمني من جهاز المخابرات المصري.

وجرى عزف النشيدين الوطنيين المصري والفلسطيني على مدخل معبر رفح قبل بدء مؤتمر صحفي لإعلان تسلم إدارة المعبر، فيما رفعت صور للرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي.

وقال وزير الأشغال في حكومة الوفاق مفيد الحساينة خلال المؤتمر "بدأت لجنة استلام المعابر اليوم بتوجيهات رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، استلام كافة المعابر (في قطاع غزة)، ونتمنى أن تكون انطلاقة حقيقية على طريق المصالحة الفلسطينية وطي صفحة الانقسام".

وأشار الحساينة، إلى أن الحمد الله "سيصل إلى قطاع غزة خلال أيام للاطلاع على سير العمل في المعابر ومتابعة كافة الملفات على طريق توحيد الشعب الفلسطيني تحت راية العلم الفلسطيني".

وقدم الحساينة باسم الرئيس عباس والحمد الله الشكر لجمهورية مصر ممثلة بالرئيس السيسي والقيادة المصرية لجهودها الكبيرة في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.

وقال المدير الإداري لمعبر رفح المعين من السلطة الفلسطينية العقيد رشيد البوجي، إن طواقم السلطة بدأت العمل رسميا على معبري رفح البري مع مصر و(كرم أبو سالم/كيرم شالوم) مع إسرائيل.

وذكر البوجي للصحفيين في معبر رفح، أن 70 عنصرا أمنيا شرعوا بعملهم في المعبرين المذكورين، فيما سيصل نحو 70 موظفا آخرين في غضون أيام لاستلام ملفات الجمارك والإدارة.

ولاحقا، انتقل الوفد الحكومي إلى معبر (بيت حانون/إيرز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية في شمال قطاع غزة إيذانا ببدء استلام إدارته.

وشوهد عمال وهم يعملون على تفكيك نقطة شرطية كانت تابعة لأمن حركة حماس على حاجز (بيت حانون/إيرز) فيما يعرف بحاجز (4-4).

بدوره قال الحمد الله في بيان له "وفاء منا لبنات وأبناء غزة الذين تحملوا آلام وثقل سنين الانقسام وضراوة الحصار وبتعليمات ومتابعة من الرئيس عباس نتسلم اليوم معابر قطاع غزة".

واعتبر الحمد الله، أنها "خطوة أساسية نبني عليها لتمكين حكومة الوفاق وتعزيز عملها في النهوض بظروف حياة أهلنا في قطاع غزة، ولنجسد الوحدة تدريجيا في كافة نواحي الحياة".

من جهته محمد أبو زايد الذي كان يشغل منصب مدير هيئة الحدود والمعابر المعينة من حركة حماس إنه جرى "الانتهاء من تسليم المعابر بشكل كامل لحكومة الوفاق الوطني ممثلة بمدير عام المعابر نظمي مهنا وبإشراف مصري".

وذكر أبو زايد، أنه "من هذه اللحظة ليس لنا أي علاقة أو موظفين داخل المعابر".

بدوره اعتبر مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، أن استلام الحكومة معابر قطاع غزة "يشكل بداية هامة" في تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير للمصالحة.

وقال الأحمد لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن "نجاح خطوة تسليم المعابر يشكل مسافة هامة جدا في تنفيذ أهم بند في بداية ما تم الاتفاق عليه في القاهرة".

وأضاف أن الخطوة "ستفتح الطريق أمام استكمال خطوات تمكين حكومة الوفاق بحيث يأتي بداية ديسمبر المقبل لاستكمال مسألة تمكين الحكومة من بسط سلطتها الكاملة على كافة المؤسسات والوزارات المدنية في قطاع غزة".

وأشار المسؤول في فتح، إلى أن الحكومة "جهزت كافة الطواقم الأمنية والإدارية، وكذلك الوزارات المعنية وتحديدا وزارات المالية والصحة والبيئة والزراعة للتواجد كما معروف على المعابر الدولية للقيام بمهامها".

وبشأن وجود وفد أمني مصري في القطاع للإشراف على عملية تسليم المعابر أكد الأحمد، أن مصر رعت اتفاق المصالحة الأخير مع حماس وهي حريصة على تنفيذ كل بنوده أول بأول.

من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال مؤتمر صحفي في غزة، إنه "تم تسليم معابر قطاع غزة بمسؤولية ومن دون مقايضة أو فرض اشتراطات".

واعتبر هنية أن "المرحلة الأولى من تفاهمات المصالحة تم تنفيذها بامتياز" عقب تسليم معابر القطاع، مشيرا إلى أنه سيتم الآن التوجه للملفات الكبيرة في مسيرة تحقيق المصالحة.

وكان رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية الوزير حسين الشيخ أعلن أمس الثلاثاء في بيان صحفي له تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن الادارة العامة للمعابر والحدود برئاسة مهنا ستستلم اليوم كافة معابر قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح البري.

وقال الشيخ "سيعلن العودة للعمل بشكل طبيعي على معبر رفح كما كان قبل تاريخ 14 يونيو 2007 (سيطرة حركة حماس على قطاع غزة) ابتداء من تاريخ 15 نوفمبر" الجاري.

وأضاف الشيخ، أن العمل على المعبر سيتم بالتنسيق الكامل مع الأشقاء المصريين وكافة الجهات ذات الصلة، مشددا في الوقت ذاته على مراعاة المستجدات الأمنية لمصر وفلسطين.

ولفت إلى أنه سيتم الاستمرار في توفير كافة الاحتياجات المطلوبة لفتحه وفق اتفاق المعابر 2005 الذي ينص (على وجود أفراد حرس الرئيس ومراقبين دوليين) بداية من اليوم الأربعاء وحتى أسبوعين موعد تشغيل المعبر.

وكان تم تحديد الأول من نوفمبر لتسليم المعابر بموجب اتفاق وقعته حماس مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس في 12 من الشهر الماضي برعاية مصرية.

وتضمن الاتفاق تمكين حكومة الوفاق المشكلة منذ منتصف عام 2014، من استلام مهامها في قطاع غزة بما في ذلك المعابر والوزارات والمؤسسات الحكومية حتى الأول من ديسمبر المقبل.

ويذكر أن قطاع غزة له ثلاثة معابر اثنين مع إسرائيل وهما (ايرز/بيت حانون) وهو مخصص لعبور الأفراد، و(كرم أبو سالم) وهو مخصص للبضائع، أما المعبر الثالث فهو معبر رفح البري مع مصر.