تحقيق: ترقب لا يبدل الحياة الطبيعية بجنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ل"حزب الله"

مرجعيون (القطاع الشرقي بجنوب لبنان) 19 أكتوبر 2017 (شينخوا) يقف المواطن اللبناني اسعد بزي مع عائلته المؤلفة من 5 اطفال بمحاذاة السياج الحدودي الشائك على الحدود اللبنانية/الاسرائيلية في نقطة العديسة المشرفة على العديد من المستوطنات الأسرائيلية يرقبون تحركات الدوريات على الجانب المواجه.

ويقول بزي بكل ثقة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "التهديدات الأسرائيلية المتصاعدة تأتي في إطار التهويل ولن تتجاوز مفاعيلها الأسلاك الشائكة لأن الحرب لم تعد لعبة وعلى الدولة العبرية أن تعي مخاطرها".

وعند الخط الحدودي في محور بلدة كفركلا الحدودية تمارس الطالبة الجامعية سهى أبو قانصو رياضة المشي وتقول بدورها إن "طبول الحرب التي تقرع بقوة في هذه الفترة لا يتردد صداها في قرانا الحدودية فالحياة عندنا طبيعية ولن نلتفت إلى التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة وما يرافقها من إجراءات أميركية سلبية ضد "حزب الله" وبعض قادته".

وتضيف ابو قانصو بعد التقاطها صورا بهاتفها الخلوي مع عناصر من قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان "يونفيل" عند "الخط الأزرق" الحدودي إن "اسرائيل تعرف قدرات "حزب الله" العسكرية التي تضاعفت عدة وعددا وخبرة خلال مشاركته في الحرب السورية".

وشددت أن "الحرب التي يدعي جيش إسرائيل بأنه يعد لها سترتد ويلا عليه إن حصلت".

ولا تنفك إسرائيل تهدد وتتوعد لبنان على لسان كبار مسؤوليها وكان آخرها في العاشر من الجاري حيث لوح وزير الدفاع افيجدور ليبرمان بالحرب متهما الجيش اللبناني بأنه يغطي أعمال ونشاطات "حزب الله" الذي قال إنه أصبح مسيطرا على جيش البلاد.

وفي محور بنت جبيل يؤكد المزارع عادل بزي أنه يحرث حقله المجاور للسياج الحدودي الشائك وأن الوضع مستقر والحياة في القرى الحدودية واسواقها أكثر من عادية ولاتكترث بالتهديدات".

من جهته يشير ضابط في قوات اليونيفيل رفض الكشف عن اسمه إلى أن "الأوضاع هادئة وطبيعية على "الخط الأزرق" الحدودي وإلى أن كثافة ورش البناء في الجانب اللبناني من الخط حيث تشيد المنازل والمحال تجارية والمنتزهات مما يعتبر مؤشر اطمئنان".

أما في محور مرجعيون فيشير عادل شقير وهو صاحب محطة محروقات أن "لا مكان للخوف عندنا طالما أن قوة الردع لدى لبنان في الجيش والمقاومة في أحسن أحوالها".

ويضيف " إسرائيل تهول بالحرب ولا نبالي بالتهديدات كما أننا على ثقة بأنها لن تغامر وتقدم عليها".

ويؤكد أن "العديد من ابناء القرى الحدودية يقيمون مشاريع بمئات آلاف الدولارات ما يعني أن لديهم الشعور بالأمان بمعزل عن الالتفات إلى ما يحكى عن حرب مقبلة".

ويقول حسام السعديدي العامل في مجال البناء إن "الحرب مستبعدة ونثق بأن قدرات المقاومة و"حزب الله" في لبنان كفيلة بردع اسرائيل عن الاقدام على أي مغامرة عسكرية".

بدوره يقول جمال الضابط المتقاعد في الجيش اللبناني محور مرجعيون " نرقب حركة تدريبات إسرائيلية متواصلة ومكشوفة تدخل في إطار إعلامي وهمي في حين السرية هي صمام الأمان والانتصارفي معظم الحروب".

يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد نفذ الشهر الماضي مناورات غير مسبوقة امتدت لعشرة أيام على الحدود الشمالية مع لبنان واعتبرت الأكبر والأهم منذ 19 عاما حيث شاركت فيها 20 فرقة عسكرية من كافة الأسلحة العسكرية وتهدف إلى الوقوف على الجاهزية العسكرية في حال اندلاع حرب واسعة ضد "حزب الله".

وكانت إسرائيل قد شنت حربا على لبنان في صيف العام 2006 استمرت 33 يوما وأوقعت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم مدنيون و160 قتيلا في الجانب الاسرائيلي غالبيتهم عسكريون.