الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

التطور الصيني في تقرير شي جين بينغ أمام المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني

arabic.china.org.cn / 08:47:50 2017-10-20

حسين إسماعيل 

20 أكتوبر 2017 / شبكة الصين/  في الثامن عشر من أكتوبر 2017، قدم الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ تقرير عمل الحزب منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في 2012. استعرض السيد شي في التقرير، الذي ألقاه نيابة عن اللجنة المركزية للحزب، باعتبارها نواتها، الإنجازات التي حققها الحزب على مستوى بناء الدولة وعلى مستوى البناء الحزبي، كما قدم عرضا مفصلا للتحديات التي تواجه الدولة والحزب، إضافة إلى الرؤية المستقبلية للصين والحزب الشيوعي الصيني في الفترة القادمة.  

 أكد الرئيس شي جين بينغ في تقرير العمل هذا، على الأهمية البالغة للمؤتمر التاسع عشر، قائلا إنه يعقد في مرحلة حاسمة لإنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وفي فترة مصيرية دخلت فيها الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد." وقال الرئيس شي: "لقد طورنا السياسة الديمقراطية الاشتراكية، ودفعنا حكم الدولة بالقانون على نحو شامل، وعززنا الوحدة العضوية بين الحزب وأفراد الشعب باعتبارهم سادة البلاد." واستعرض شي إنجازات الصين في مجال تحسين معيشة الشعب خلال السنوات الخمس الماضية، فقال: "نفذنا بعمق فكرة التنمية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها، وطبقنا فعليا مجموعة كبيرة من الإجراءات والتدابير المفيدة للشعب، وحققنا تقدما ملموسا في معركة التغلب على المشكلات العويصة للقضاء على الفقر، فانخفض معدل حدوث الفقر من 2ر10% إلى أقل من 4%. ووفرنا فرص عمل جديدة لأكثر من 13 مليون فرد سنويا." كما يؤكد السيد شي على الدور الهام للشباب في بناء الدولة، قائلا: "إذا نهض الشباب نهضت الدولة، وإذا قوي الشباب قويت الدولة. وما دامت لدى جيل الشباب المثل العليا والكفاءة وروح تحمل المسؤولية، فسيكون للبلاد مستقبل واعد، وللأمة أمل."

وأكد السيد شي على أن اقتصاد الصين سيصبح أكثر انفتاحا، و"لن يغلق أبوابه" أمام العالم، بل على العكس من ذلك سينفتح أكثر. قال: "إن النظام "سيحمي الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب، وكل الشركات الأجنبية المسجلة في الصين ستعامل على قدم المساواة وبإنصاف." ودعا الأمين العام بكل حزم لأي "أقوال أو أفعال" من شأنها أن "تقوض سلطة الحزب والنظام الاشتراكي". وقال: "علينا أن نتصدى بكل حزم لأي عمل من شأنه أن يضر بمصالح الشعب أو أن يباعد بين الحزب والشعب"، مضيفا أن الصين ستحافظ على سيادتها وأمنها وتعارض أي سلوك يسعى لتقسيم الدولة. وقال أيضا إنه يجب الحفاظ على مبدأ "الصين الواحدة".

وحول سياسة الصين الخارجية، قال شي: "لقد نجحنا في دفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، وفي صياغة خطة دبلوماسية شاملة الاتجاهات ومتعددة المستويات وثلاثية الأبعاد، مما هيأ ظروفا خارجية مناسبة لتنمية بلادنا."

الرئيس الصيني لم يعدد إنجازات بلاده فحسب، وإنما أيضا استعرض الصعوبات والتحديات التي تواجهها، فقال: "علينا أن ندرك بوعي حقيقة أن أعمالنا مازال يشوبها كثير من النواقص وتواجهها صعوبات وتحديات غير قليلة، تتجسد رئيسيا في ما يلي: أن بعض المشكلات البارزة في التنمية غير المتوازنة وغير الكافية لم تحل بعد، ولا تزال كل من جودة وفعالية التنمية غير عالية، والقدرة الإبداعية ليست قوية تماما، ويحتاج مستوى الاقتصاد الحقيقي إلى الارتقاء به، وتعتبر حماية البيئة في بداية الطريق. كما توجد نقاط ضعف غير قليلة في مجال تحسين معيشة الشعب، ومازالت المهام شاقة بشأن التغلب على المشكلات المستعصية في أعمال تخفيف الفقر، ومازالت هناك فجوة كبيرة نسبيا في التنمية وتوزيع الدخل بين الحضر والريف وبين مختلف المناطق. ويواجه المواطنون صعوبات عديدة في التوظيف والتعليم والخدمات الطبية والمساكن ورعاية المسنين وغيرها من المجالات. يحتاج مستوى الحضارة الاجتماعية إلى الارتقاء به، وتتشابك وتتراكب التنقاضات والمشكلات الاجتماعية. لا تزال مهام حوكمة الدولة وفقا للقانون على نحو شامل شاقة. ولا يزال نظام حوكمة الدولة في حاجة إلى مزيد من التعزيز."

ولعل من أهم ما يلفت الانتباه في تقرير الأمين العام شي جين بينغ هو أنه يضع استراتيجية متوسطة وبعيدى المدى لتطور الصين حتى منتصف القرن الحادي والعشرين، إذا قال: "بعد تحليل شامل للأوضاع الدولية وظروفة تنمية بلادنا، يمكن تقسيم الفترة من عام 2020 حتى منتصف القرن الجاري إلى مرحلتين: المرحلة الأولى، تستمر من عام 2020 حتى عام 2035، وخلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس، بعد خمس عشرة سنة من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. وعندئذ ستشهد بلادنا طفرة كبيرة في قوتها الاقتصادية وقوتها العلمية، وتكون في مقدمة صفوف الدول المبتكرة. وسيكون حق الشعب في المشاركة المتساوية والتنمية المتكافئة مكفولا بشكل تام."

إن الرئيس هنا لا يتحدث عن التنمية بمعناها الاقتصادي فحسب، وإنما بمضمونها الاجتماعي والسياسي أيضا. كما أنه يتناول الأوجه المختلفة للقوة الصينية، قائلا: "ستصل الحضارة الاجتماعية إلى مستوى جديد، وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ، كما يزداد تأثير الثقافة الصينية توسعا وتعمقا، وستصبح معيشة الشعب أكثر يسرا، وترتفع نسبة الفئات ذات الدخل المتوسط بشكل واضح." المرحلة الثانية، تستمر من سنة 2035 حتى منتصف القرن الحالي، وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس تحقيق التحديثات بشكل أساسي."

إن العالم سيتوقف كثيرا بالدرس والتحليل أمام هذا التقرير الشامل، الذي يعد وثيقة أخرى تضاف إلى وثائق الحزب الشيوعي الصيني، بل إنه إستراتيجية ومخطط عمل يحدد توجهات الصين وسياساتها ومقاصدها حتى منتصف القرن الحادي والعشرين.

مصدر: الصين اليوم


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号