الإعلام الأجنبي: المؤتمر الـ19 للحزب يفتح صفحة جديدة لتعميق الإصلاح الشامل في الصين

19 أكتوبر 2017 /شبكة الصين/ جذب المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي افتتح أعماله أمس الأربعاء (18 أكتوبر الجاري) بالعاصمة الصينية بكين، أنظار العالم بأسره. وأشادت وسائل إعلام أجنبية بإنجازات الإصلاح التي حققتها الصين في مجالات مكافحة الفساد والشؤون الاقتصادية والعسكرية وتحسين معيشة الشعب، كما أولت اهتماما كبيرا بكيفية مواصلة المؤتمر تعزيز عملية تعميق الإصلاح على نحو شامل.

وكان موقع صحيفة "يو إس تشاينا بريس" الأمريكية مقالا بتاريخ 13 أكتوبر الجاري، أشار إلى أن الصين مرت بخمس سنوات غير عادية بقيادة الأمين العام للجنة الحزب المركزية شي جين بينغ. وقد طرح شي خلال السنوات الخمس الماضية مجموعة مفاهيم وأفكار واستراتيجيات جديدة، وعمل على توسيع "دائرة الأصدقاء" للصين، وقاد عملية تعميق الإصلاح على نحو شامل في البلاد، وأولى اهتماما بالغا بحياة سكان المناطق الفقيرة.

كما أشارت وكالة "رويترز" للأنباء في تقرير بتاريخ 12 أكتوبر الجاري، إلى أن الاجتماع الكامل الثالث للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني قد حدد الهيكل الرئيسي لإصلاح في الصين، ولا شك أن الإسراع في تحقيق التطلعات المطروحة على الاجتماع الكامل الثالث يمثل المهمة الأساسية بعد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني. مضيفا أن الصين سعت إلى تعزيز مكافحة الفساد بعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، الأمر الذي لا يكسب تأييد الشعب فحسب، بل يسهم في تنقية البيئة الاقتصادية ولاجتماعية والسياسية بأكملها. وبدون شك فإن مكافحة الفساد تعد أهم القضايا في الصين منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من تحقيق الصين نتائج فعالة في مكافحة الفساد، إلا أن مهمة الإصلاح مازالت صعبة وشاقة. وتزامنا مع المضي قدما في مكافحة الفساد، عملت الصين على تنفيذ خطط الإصلاح التي طرحت في الاجتماع الكامل الثالث للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، وأصدرت مشروعات متعلقة بالتطور الاقتصادي وتحسين معيشة الشعب، وحققت اختراقا كبيرا في هذه المجالات.

وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء في تقرير على موقعها بتاريخ 14 أكتوبر الجاري، إن الصين تفكر حاليا في دفع الإصلاح الاقتصادي على نحو متزايد، ويرى خبراء أن الاقتصاد "الأكثر انفتاحا" يعد عاملا جوهريا لحفاظ الصين على الاستقرار والازدهار والتطور ومواجه التحديات الدولية والمحلية الجديدة.

ويرى الخبير في معهد دراسات الشرق الأقصى للأكاديمية الروسية للعلوم، ألكسندر رومانوف، أن المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني سيناقش طرح تدابير جديدة حول تطوير اقتصاد السوق والتجارة الحرة، قائلا "المهمة الأساسية الحالية لقيادة الصين هي تعديل الهيكل الاقتصادي".

أما هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة "ستريتس تايمز" السنغافورية، فنشرتا مقالين قالتا فيهما إن الصين شهدت تطورا كبيرا بقيادة شي جين بينغ، وحققت إنجازات كثيرة في المجالات المختلفة التي تشمل الإصلاح العسكري، وقد سجل جيش التحرير الشعبي الصيني العديد من التغيرات الكبرى، وعمل شي جين بينغ بحزم على إصلاح الجيش والتحديث العسكري فضلا عن مكافحة الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى بالمؤسسة العسكرية.

وأشارت قناة "سي إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية في تقريرها إلى أن شي جين بينغ تعهد في عام 2015 بمساعدة 70 مليون شخصا على التخلص من الفقر خلال خمس سنوات، ومن المتوقع أن تصدر في المؤتمر الوطني التاسع عشر لحزب الشيوعي الصيني إجراءات حول الإسراع في التخفيف من حدة الفقر.

كما نقل التقرير عن رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، قوله إن الصين نجحت في حل مشكلة الفقر لنحو 800 مليون شخص منذ تسعينات القرن الماضي، الأمر الذي يعد أعظم الإنجازات في التاريخ البشري.

وأشادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية في مقال بعنوان "الصين بدون فقراء في المستقبل القريب"، واستعرضت الإنجازات الملحوظة التي حققتها الصين في مساعدة الفقراء، قائلة إن الصين سجلت رقما قياسيا عالميا في مجال التخلص من الفقر. مشيرة إلى أن مشكلة العلاقة بين القضاء على الفقر والنظام الاجتماعي ظهرت منذ زمن بعيد، ودائما ما تكون السوق التي أطلقت عليها "اليد غير المرئية" عاجزة عن حل هذه المشكلة، ولكن الصين أكدت على أن تحقيق الإنجازات في القضاء على الفقر يحتاج إلى العمل الشاق ووفقا للظروف المحلية واتخاذ الإجراءات المختلفة التي تشمل تحسين التعليم (تشجيع المعلمين على دعم العملية التعليمية في المناطق الأكثر فقرا) وتقديم المعلومات المعنية وتوفير مزيد من الماشية والبذور العالية الإنتاجية إلى الفقراء في المناطق الريفية.