arabic.china.org.cn | 19. 10. 2017 |
بكين 18 أكتوبر 2017 (شينخوا) فى كتابه 1927 "ساعات القدر فى تاريخ البشرية"، كتب الكاتب النمساوي ستيفان زفايج انه بالرغم من أن لحظة حرجة تحدث نادرا فإنه عندما يحدث ذلك تكون حاسمة على مسار التاريخ لعقود أو قرون.
وفى الأعوام المقبلة قد يتذكر الناس المؤتمر الوطني الحالى للحزب الشيوعي الصيني باعتباره أحد تلك اللحظات بالنسبة للصين وربما حتى العالم.
إن المؤتمرات الوطنية السابقة للحزب الشيوعي الصيني علمتنا أن الاجتماع الذى يعقد مرتين فى العقد ليس مهما فقط فيما يتعلق بتعديل القيادة ولكنه ضروري بالمثل لتهيئة الطريق قدما من أجل مستقبل الصين.
وفى تقرير مقدم إلى المؤتمر بالنيابة عن اللجنة المركزية المنقضية مدتها للحزب الشيوعي الصيني، قال شي جين بينغ إن الصين سوف تصبح "دولة اشتراكية حديثة عظمى" بحلول منتصف القرن الحادى والعشرين".
وسوف تصبح الصين قائدا عالميا من حيث القوة الوطنية المركبة والتأثير الدولي باقتصاد حديث وثقافة متقدمة وقوات مسلحة من المستوى العالمي.
وقال شي ان الرخاء المشترك لكل فرد قد تحقق على نحو أساسي. وان الشعب الصيني يتمتع بحياة أكثر سعادة وأمنا وصحة.
وعشية انعقاد المؤتمر كتبت صحيفة (لوموند) الفرنسية برموز صينية كبيرة "الصين قوة عظمى صاعدة" فى صفحتها الاولى مع نشر تقرير خاص من ثماني صفحات حول بزوغ نجم الصين.
ولم تكن (لوموند) وحدها التى ترى مثل هذا المسار. فقد نشرت مؤسسة مورجان ستانلى المالية الأمريكية تقريرا فى شهر فبراير تكهنت فيه بأن ينمو معدل الدخل بالنسبة للفرد فى الصين من 8 آلاف دولار أمريكى الآن إلى 12500 دولار امريكى بحلول عام 2027.
وفى خطابه قال شي ان التحديث الاشتراكي سوف يتحقق بشكل أساسي فى عام 2035.
واذا ما تحقق هذا الهدف فان الحزب الشيوعي الصيني سوف يحول الصين الاشتراكية إلى واحدة من أغنى دول العالم وأكثرها قوة على الأرض -- وهى المرة الأولى التى يحقق فيها حزب ماركسى مثل هذا العمل الفذ.
تجدر الإشارة إلى أن كارل ماركس الفيلسوف الألماني الذى كان يعيش فى القرن التاسع عشر يعتقد أن الاشتراكية سوف تخلق مستقبلا أفضل يتخطى الرأسمالية. وبعد قرن من وفاته فإن الحزب الشيوعي الصيني يطبق نظريته عمليا وإن تكن بالخصائص الصينية وتقود الدولة من الفقر إلى الرخاء.
وكما قال الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ "عندما تدخل الصين الصفوف الأولى للدول) فإننا لن نكون قد قمنا بشق طريق جديد فحسب لشعوب العالم الثالث ولكننا سنكون قد أظهرنا للبشرية أيضا، وهذا هو الأهم، أن الاشتراكية هى الطريق الوحيد الذى يتفوق على الرأسمالية".
وقد شهد القرن العشرون تنافسا شديدا بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي ولكن سقوط الاتحاد السوفيتي وجه ضربة شديدة لحركة الاشتراكية العالمية. بيد أن الصين قاومت هذه الرياح المعاكسة وخطت نحو القرن الجديد بماركسية تطبق فيها الخصائص الصينية.
وقد أعلن شي اليوم أن الاشتراكية بالخصائص الصينية قد دخلت عصرا جديدا.
كما ان الاشتراكية العلمية مليئة بالحيوية فى الصين فى القرن الحادى والعشرين، وان راية الاشتراكية بالخصائص الصينية ترتفع عاليا ومصدر فخر يراه الجميع.
إن الوهم القائل بأن الاشتراكية انتهت قد غرق الآن فى الماء.
ومن الواضح ان الرأسمالية غير ملائمة تماما لاحتكار أيديولوجيات العالم. وقد اتضح صدق هذا تماما منذ الأزمة المالية لعام 2008 التى مازالت آثارها الممتدة تسبب تموجات فى ارجاء العالم المتقدم. كما تتسع فجوة الثروة وتعاني الطبقة العاملة وما زال المجتمع منقسما.
ان الصدوع فى الرأسمالية من السهل على الجميع أن يروها. وليس مفاجئا ان يكون هناك حنين متزايد للاشتراكية فى الغرب.
وفى العالم النامي، إن خبرة الصين تقدم لهم خيارا جديدا للإسراع بالتنمية فى الوقت الذى يحافظون فيه على استقلالهم.
ومن المحتمل ان يشهد القرن الحادى والعشرون الرأسمالية وهى تفقد جاذبيتها فى الوقت الذى تتجاوزها الحركة الاشتراكية بقيادة الصين بسرعة.
ويسود التفاؤل بين الكثيرين من المراقبين الاقتصاديين بشأن احتمال تخطى الصين الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد عالمي فى هذا القرن. وتتوقع شركة المحاسبات العالمية التى تتخذ من لندن مقرا لها (بى دبليو سى) أن هذا قد يحدث قبل عام 2030 مهما كان حساب اجمالي الناتج المحلي بسعر الصرف فى السوق أو من ناحية تعادل القوة الشرائية.
وان اليوم الذى تتجاوز فيه الصين أكبر دولة رأسمالية فى العالم سوف يكون معلما فى التاريخ الذى تتابع على النحو التالى:
-- فى القرن التاسع عشر قدم ماركس الاشتراكية العلمية.
-- فى القرن العشرين بدأت الثورة الروسية بقيادة فلاديمير لينين فى تطبيق نظريات ماركس فى السياسة في العالم الحقيقي.
-- فى القرن الحادى والعشرين اظهرت التجربة الصينية للعالم ان الاشتراكية يمكن ان تحقق طاقتها الكاملة فى دولة نامية وأن تفى بشعار صيني صمد للزمن هو: الاشتراكية عظيمة.
ويرى المنظرون الماركسيون أن التحول من الرأسمالية للاشتراكية أمر حتمي ولكنهم يوافقون على ان العملية سوف تكون طويلة وشاقة.
واليوم فإن معسكري الاشتراكية والرأسمالية يبدو انه من المحتمل ان يحافظا على علاقات تنافسية وتعاونية معا لفترة طويلة من الزمن. ومع ذلك فان الايديولوجيتين يمكنهما بل ويجب عليهما التعايش فى سلام فى عصر العولمة أو حسب تعبير شي "فى مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
انقلها الى... : |
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |