تحقيق إخبارى: كعك العباس .. حلوى عاشوراء المفضلة في لبنان

النبطية (جنوب لبنان) 29 سبتمبر 2017 (شينخوا) حركة عمال وزحمة زبائن كثيفة يستهدها فرن حسين طباجة وسط الشارع الرئيسي في مدينة النبطية ذات الغالبية الشيعية بجنوب لبنان التي ترتفع فيها الرايات السود حدادا لمناسبة ذكرى عاشوراء.

وعاشوراء هي الأيام العشر الأولى من شهر محرم وفق التقويم الهجري، وهي أيام حزن وعزاء عند الطائفة الشيعية، حيث تحيي في العاشر من محرم ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد النبي محمد (صلعم) في عام 680 ميلادي في موقعة كربلاء في العراق.

وكان الإمام الحسين قد تعرض ورهط من من أهله وصحبه للحصار في كربلاء على يد جيش يزيد بن معاوية الخليفة الأموي الثاني الذي رفض الحسين مبايعته حيث حوصر وقتل وأهله ورفاقه فيما أسر النساء.

وللشيعة طقوس وشعائر خاصة طيلة الأيام العشر الأولى من محرم وبينها اقامة مجالس عزاء تروي واقعة مقتل الحسين وآل بيته والمعاناة التي تلقوها وسط حالة من التآسي والحزن والبكاء واللطم على الصدور كما توزع حلويات ومآكل عن روح الحسين.

ويتوج إحياء ذكرى معركة كربلاء التي يعتبرها الشيعة ثورة ضد الظلم في العاشر من شهر محرم بالمسيرات والمواكب كما تمارس طقوس مسرحية أحداث كربلاء.

وفي فرن حسين طباجة كما غيره في مختلف المناطق اللبنانية الشيعية يجهد أصحابها خلال ايام عاشوراء في تحضير حلوى المناسبة المفضلة المعروفة ب"كعك العباس" التي توزع عن روح الأمام الحسين.

ويوضح عدنان فقيه المشرف على احدى الأفران في جنوب لبنان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "توزيع كعك العباس هو من العادات القديمة التي لا يزال الشيعة يمارسونها خلال ذكرى عاشوراء من كل عام لتدخل ضمن التقاليد المتبعة".

ويضيف إن "تناول هذا الكعك يطال خلال عاشوراء نسبة كبيرة من ابناء الطائفة الشيعية حيث يعدها الأهالي ويوزعونها على أقاربهم وجيرانهم وكل من يمر في دربهم".

وتقول زينب ضاهر إن كعك العباس "يتربع على قائمة الحلويات الشعبية التي تقدم في ذكرى عاشوراء".

وتروي أنها "تحمل في سلة من القش كمية كبيرة من كعك العباس لتوزعها عن روح زوجها الذي كان قضى خلال قتاله إلى جانب الجيش السوري عند مشارف حلب".

وتضيف أنها تتبرع كل عام في مناسبة عاشوراء بالكعك الذي توزعه على المواطنين في الشوارع وفي الحسينيات والجوامع حيث تقام الذكرى.

واكتسبت تلك الحلوى شهرة اضافية من خلال قيام رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال ذكرى عاشوراء في العام الماضي بتقديم سلة مليئة بكعك العباس للنواب خلال اجتماع للمجلس النيابي.

ويقول أحمد جابر صاحب فرن السلام على الطريق الدولية التي تربط مدينتي النبطية وصيدا إن "كميات كبيرة تستهلك من كعك العباس خلال ايام عاشوراء وأن انتاج فرني اليومي يتراوح بين 30 إلى 35 ألاف كعكة نعمل على تأمين لوازمها قبل حوالي شهر".

وحسب جابر فان كعك العباس هو عبارة عن عجينة من الطحين مع خليط من السكر واليانسون والسمسم تأخذ شكل قطع دائرية لتدخل إلى الفرن لفترة بين 5 إلى 7 دقائق لتصبح بعدها جاهزة للتوزيع.

والغاية من توزيع الكعك بحسب علماء الشيعة يقول جابر هو "التقرب إلى الله تعالى وإطعام في سبيل الحسين وعلى حبه فيما تعود التسمية نسبة إلى العباس بن علي بن أبي طالب المعروف بأبي الفضل".

وتواكب مراسم إحياء عاشوراء تقاليد إجتماعية متعددة بينها إعداد أطباق من "الهريسة" وتقديم "الراحة مع البسكويت" حيث أصبحت هذه الاصناف مع كعك العباس مرتبطة بشكل اساسي بإحياء عاشوراء.

يذكر أن الطائفة الشيعية في لبنان التي يناهز تعدادها حدود المليون ونصف المليون تقيم سنويا مراسم ذكرى عاشوراء في معظم المدن والبلدات الشيعية في مختلف المناطق. /نهاية الخبر/