السلطات السودانية تحمل مجموعات مسلحة المسؤولية عن مواجهات داخل مخيم للنازحين في دارفور

نيالا، جنوب دارفور 22 سبتمبر 2017 (شينخوا) حملت السلطات السودانية اليوم (الجمعة) مجموعات مسلحة المسؤولية عن اندلاع مواجهات داخل مخيم للنازحين بجنوب دارفور، على خلفية زيارة للرئيس السوداني عمر البشير، المتواجد في الإقليم الواقع غربي البلاد منذ أربعة أيام.

وكانت بعثة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) قد أعلنت في وقت سابق اليوم مقتل ثلاثة نازحين وإصابة نحو 26 اخرين بجروح في مواجهات مع قوات حكومية سودانية خلال احتجاجات داخل معسكر (كلما) بجنوب دارفور، رفضا لزيارة للرئيس السوداني.

وقالت حكومة جنوب دارفور في بيان إن الاشتباكات نشبت بين "مجموعة مؤيدة لزيارة رئيس الجمهورية من جهة والمعارضة من الحركات المسلحة داخل المعسكر" بعدما "قام عدد من النازحين الرافضين للزيارة بإطلاق أعيرة نارية من داخل المعسكر على قوة التأمين، مما أدى إلى إصابة جندي بطلق ناري".

وتحدث البيان عن "وفاة نازحين اثنين وجرح مواطن واحد" في الاشتباكات.

وأوضحت حكومة جنوب دارفور أنها كانت قد أبلغت بعثة حفظ السلام المشتركة الخميس "بالنوايا التخريبية التي تم الترتيب لها من قبل بعض المجموعات داخل المعسكر لتنفيذها أثناء اللقاء الجماهيري لرئيس الجمهورية، وأن التفويض الممنوح لها لا يعطيها الحق في حماية المسلحين داخل المعسكر".

وقالت يوناميد في بيان حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه اليوم إنها "تعرب عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات بين القوات الحكومية والنازحين المقيمين في مخيم كلما بجنوب دارفور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة نازحين على الأقل وإصابة نحو 26 آخرين".

ووقعت الاشتباكات صباح اليوم عندما قامت قوات الحكومة السودانية بتفريق نازحين تجمعوا احتجاجا على زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، إلى جنوب دارفور، حسب البيان.

وحثت البعثة جميع الأطراف المتنازعين على التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس.

وقال ممثل اليوناميد الخاص جريمايا مامابول، وفقا للبيان، "أدعو جميع الأطراف المعنيين بهذا الوضع إلى استعادة الهدوء في أقرب وقت ممكن، فالحل السلمي للخلافات هو السبيل الوحيد للمضي قدما بالنسبة إلى شعب دارفور".

وأشارت يوناميد إلى أن فريقا طبيا تابعا لها موجود حاليا في المخيم لمساعدة السلطات المحلية على علاج المصابين.

وبدأ الرئيس السوداني الثلاثاء جولة في إقليم دارفور غربي السودان الذي يشهد نزاعا مسلحا منذ العام 2003، تتضمن زيارة معسكرات كلما وشطاية وقريضة للنازحين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وأنشئ معسكر "كلما" في فبراير من العام 2004 على بعد نحو 15 كيلومترا شرق مدينة نيالا.

ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الهجرة الدولية، يُعتبر المعسكر، الذي يضم 126 ألفا ومئتي نازح، أكبر معسكر للنازحين في دارفور.

ووصل النازحون لأول مرة إلى منطقة كلما في عام 2004، عقب فرارھم من القتال في عدة مناطق في دارفور.

وتتهم السلطات السودانية غالبية سكان المعسكر بالولاء لحركة تحرير السودان، فصيل عبد الواحد محمد نور، وهي إحدى الحركات المسلحة الرئيسية في الإقليم، التي ترفض توقيع اتفاق سلام مع الخرطوم.