الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: الصين تشارك مع الدول النامية قضايا مكافحة التصحر

arabic.china.org.cn / 16:56:13 2017-09-20

بكين 20 سبتمبر 2017 (شينخوا) يعد التصحر "سرطان الأرض"، ويتمثل بتدهور طبيعة الأرض في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، ما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، إضافة لفقدان التربة السطحية وبالتالي تفقد الأرض القدرة على الإنتاج الزراعي ودعم أشكال الحياة الحيوانية والبشرية.

ويهدد التصحر حياة ما يزيد عن ملياري شخص في 167 دولة ومنطقة في العالم، بما في ذلك الصين والدول العربية.

وفي مسعى لكبح جماح هذا المرض الخطير، أنشأت الأمم المتحدة أول اتفاقية عالمية للدول الأطراف لمكافحة التصحر في عام 1996، وبادرت الصين للانضمام إليها فور دخولها حيز التنفيذ.

وقام ما يقرب من 200 طرف بالعمل وتعزيز التعاون فيما بينهم من خلال العديد من المؤتمرات في الـ21 سنة الماضية، وسط تطلعات لتحقيق هدف " زيادة صفر" للأراضي المتدهورة بحلول عام 2030.

وعندما استضافت الصين الجلسة الـ13 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في سبتمبر الجاري، جددت التأكيد على مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال، وجذبت إنجازاتها أنظار العالم، من حيث مساهماتها ومفاهيمها وخططها في عمليات مكافحة التصحر العالمية.

- الإنجازات

في الجلسة الـ13 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي افتتح أعماله في مدينة أوردوس بمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بشمالي الصين مؤخرا، كشف تشانغ جيان لونغ، رئيس مصلحة الدولة الصينية للغابات أن الصين هي أكبر دولة من حيث مساحة الأراضي المتصحرة وعدد السكان المنكوبين بهذه المشكلة، إذ بلغت مساحة الأراضي المتصحرة 2.61 مليون كيلومتر مربع، أي 27 بالمائة من إجمالي مساحة الأراضي الصينية، بينما بلغ عدد الذين يعانون من التصحر 400 مليون شخص.

غير أن الصين تمكنت من كبح اتجاه تدهور الأرض من خلال جهودها الدؤوبة، لتتمكن من تقليص مساحة الأراضي المتصحرة بمقدار 10.4 ألف كيلومتر مربع سنويا في نهاية القرن الماضي إلى 2424 كيلومترا مربعا سنويا في الوقت الحالي، فيما تحقق هدف زيادة الصفر لمساحة الأراضي المتصحرة.

وتعتبر صحراء كوبوتشي الصينية إحدى العجائب التي حققتها الصين في مكافحة التصحر.

فقد ذكر مزارع محلي عمره خمسين عاما، عاش طوال حياته على أطراف صحراء كوبوتشي، ذكر تجربة اجتياح العواصف الرملية للمنطقة في القرن الماضي، قائلا: " إن الرمال في الساحة تراكمت حتى سقف المنازل خلال ليلة واحدة، حيث كان يمكن الصعود إلى السقف عبر تل الرمال المتشكلة. وفي النهار، وبسبب سوء الرؤية أثناء العواصف الرملية، كان لا يستطيع أن يعثر على باب المنزل إلا من خلال نباح الكلب.

وفي الفترة ما بين عامي 1949 و1980، زحفت صحراء كوبوتشي 1.5 كيلومترا تجاه المناطق السكنية، ما أثر بشكل شديد على إنتاج وحياة الإنسان . وبعد جهود معالجة التصحر لثلاثين عاما، كبحت الغابات والمروج على مساحة أكثر من 6000 كيلومتر مربع نمو صحراء كوبوتشي التي تسمى بـ" بحر الموت "، لتبدأ مساحة الصحراء بالتقلص تدريجيا.

" في صحراء كوبوتشي، نستطيع أن تزرع شجرة بسهولة في 10 ثوان "، قال هان مي في، المهندس البارز في الشركة الإيكولوجية التابعة لمجموعة إيليون الصينية، والذي طور فريقه أسلوبا خاصا يناسب الصحراء، حيث يستغرق زراعة شجرة واحدة 10 ثوان فقط، وبفعالية تعادل 14 ضعف الأساليب التقليدية.

وحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تم تأهيل أراض صحراوية على مساحة 646 ألف هكتار، ما خلق ثروة إيكولوجية قيمتها أكثر من 500 مليار يوان ( حوالي 76.25 مليار دولار أمريكي )، وساعد أكثر من 100 ألف مواطن على التخلص من الفقر، كما وفر فرصة عمل لأكثر من مليون شخص/مرة.

في عمليات معالجة التصحر في أنحاء البلاد، أوجدت الصين حكومة وشعبا أساليب جديدة مدمجة لكبح التصحر مع القضاء على الفقر، وحققت الهدف الذي يجمع جمال البيئة وحسن معيشة الناس.

لم تتأت هذه الإنجازات بسهولة، بل احتاجت إلى جهود دؤوبة عبر الأجيال، وشهدت تسارعا في السنوات الخمس الأخيرة، حيث أدرج المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني بناء الحضارة الإيكولوجية ضمن الخطة الشاملة للاشتراكية ، التي تشمل البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي أيضا.

وفي خطاب تهنئة بعث به الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الاجتماع رفيع المستوى للجلسة الـ13 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، أكد على أهمية التعاون العالمي في مجال مكافحة التصحر، الذي وصفه بأنه تحديا مشتركا للبشرية.

بالفعل، ظلت الصين منفتحة على مشاركة خبراتها مع الدول النامية التي تعاني من التصحر وخاصة الدول العربية.

في أوائل سبتمبر، فتحت منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين دورة جديدة للتدريبات حول تكنولوجيا الوقاية من ومعالجة التصحر للدول العربية، مع العلم أن هذه هي العاشرة من نوعها ابتداءا من عام 2006، وبلغ عدد المشاركين العرب أكثر من 240 شخصا.

كما ساعدت منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين في مشروع " السور الأخضر العظيم " الإفريقي من خلال تقديم تدريبات لـ20 فنيا من السودان وموريتانيا وأثيوبيا وغيرها من 9 دول افريقية حول مكافحة التصحر في يوليو وأغسطس الماضيين.

وكشف لو تشي، رئيس معهد دراسة التصحر لأكاديمية علوم الغابات الصينية أن الصين ومصر تسرعان بناء مشروع تعاوني نموذجي لدراسة تكنولوجيا مكافحة التصحر، ويشهد الجانبان تكثيفا في تعاون البحوث والتدريب حاليا.

من جانبه ذكر إريك سولهايم، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن صحراء كوبوشي ليست وحدها التي تدخل ضمن جهود الصين لمعالجة التصحر، بل يمكن مشاهدة نماذج ناجحة في منطقة شينجيانغ ومقاطعات بشمال غربي الصين مثل شنشي وقانسو، مؤكدا: " أن أهم شيء يتمثل في الرؤية الصينية التي لا تعتبر الصحراء مشكلة، وإنما فرصة لإيجاد الأعمال وتخفيف الفقر، لتقدم للعالم نموذج صحراء كوبوتشي وتقدم المساعدات المتعلقة بهذا المجال.

وفي أثناء الجلسة، بدأ تشغيل آلية التعاون للوقاية من ومعالجة التصحر للبلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث شاركت في الآلية الصين والجزائر وكمبوديا، ورأى سولهايم أن مبادرة الحزام والطريق الصيني بدورها ستساعد في دفع عمليات معالجة التصحر العالمية.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号