الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تعليق: مع استمرارها ... الأزمة الخليجية تصبح "رقعة شطرنج" جديدة في لعبة بين أمريكا وأوروبا

arabic.china.org.cn / 08:53:12 2017-09-18

بكين 17 سبتمبر 2017 ((شينخوا)) مع استمرار الأزمة الخليجية دون حل، قام أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في نهاية الأسبوع الماضي بجولة خارجية إلى أوروبا شملت ألمانيا وفرنسا وبدأها بتركيا التي تعد "حليفا إستراتيجيا" لقطر، وهي الأولى له بعدما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في 5 يونيو الماضي.

وخلا ل الزيارة، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن دعم بلادها لجهود الوساطة التي تبذل لحل الأزمة القطرية, مشددة على أهمية احترام الأصول الدبلوماسية من أجل معالجة الأزمة. وأمام دعم ألمانيا، أعلن أمير قطر في مؤتمر صحفي أن بلاده لديها ثقة كبيرة في الاقتصاد الألماني والشركات الألمانية وستواصل استثماراتها في ألمانيا.

وقبل جولته الخارجية هذه، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء الإثنين الماضي الموافق 11 سبتمبر في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العلاقات الثنائية وآخر مستجدات الأزمة الخليجية والمساعي الدولية الرامية لحلها, حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية )(قنا)).

وجاء هذا الاتصال الهاتفي بعد مضي أسبوع على زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للدوحة، وهي الثانية له منذ بدء الأزمة الخليجية بعدما زارها في يوليو الماضي. وبعد مضى يومين فقط على الاتصال، أي في الـ14 من سبتمبر, بدا أن تحركات قطر وفرنسا لم تقتصر على التقارب الشفهي, إذ وصلت فرقاطة فرنسية إلى ميناء حمد القطري للمشاركة في عدد من المناورات البحرية والتمرينات العسكرية المشتركة مع البحرية القطرية التي من المقرر أن تقام في مناطق ميناء حمد وقاعدة الدوحة البحرية والمياه الإقليمية لقطر, تحت إطار التعاون العسكري المشترك بين فرنسا وقطر لمكافحة الإرهاب والتطرف حسبما ذكرت وكالة ((قنا)) للأنباء يوم 13 سبتمبر.

إن "الأزمة الدبلوماسية الخليجية صارت بمثابة رقعة شطرنج جديدة للعبة بين ترامب وأوروبا", جاء هذا الاستنتاج على لسان محللين صينيين قبل حوالي ثلاثة أشهر حيث قالوا إن هذه النتيجة التي توصلوا لها تختفى وراء مجموعة الخلافات بين قطر ودول الخليج.

ففي بداية الأزمة الخليجية, أكد الرئيس الفرنسي ماكرون على أهمية الحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج معربا عن تأييده لكل المبادرات التي تدعو إلى تهدئة التوتر الذي نشب بين قطر وجيرانها العرب ومبديا استعداد فرنسا إلى القيام بدور الوساطة في الأزمة. ومن ناحية أخرى, انتقدت قوة أوروبية كبري أخرى وهي ألمانيا انتقدت بشدة السياسة الأمريكية الجديدة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب, والتي تجسدت في توقيع اتفاقيات عسكرية بين الولايات المتحدة ودول خليجية, قائلة إنها ستؤدي الى جولة جديدة من سباق التسلح في المنطقة.

وتدريجيا ومع مرور الوقت, بات الجميع يدرك أن الأزمة الخليجية تفتح الباب أمام القوى الكبرى للتدخل في شؤون الشرق الأوسط سعيا لتحقيق مصالحها الخاصة. وهذا يتضح بصورة أكبر وأكبر من التحركات التي تقوم بها أوروبا إزاء هذه الأزمة, فهذه التحركات تثبت أن القارة العجوز تهتم اهتماما كبيرا بأن يكون لها دور على "رقعة شطرنج" الأزمة في الخليج, لتواصل تدخلها في شؤون المنطقة.

وإن سعى قطر إلى تعزيز علاقاتها مع دول أخرى تتمتع بنفوذ وتأثير وذات ثقل وصوت مسموع على الساحة السياسية إقليميا وعالميا، من المرجح أن يشجع المزيد من الجهات (المتسابقين) على الدخول في "لعبة الشطرنج" هذه. والجولة الخارجية التي قام بها أمير قطر تحت رغبة الجانبين القطري والأوروبي هي علامة تشير إلى مشاركة أوروبا في لعبة الشطرنج.

أما من الجانب الأمريكي، فرغم أن ترامب عرض في بداية الأزمة مساعدة قطر ودول الخليج الأخرى على خل الخلاف بينهم، إلا أن نيته الحقيقة في تسوية هذه الأزمة لم تكن واضحة تماما، حيث مرت أكثر من ثلاثة أشهر والأزمة تراوح مكانها دون حل، وإذ به في مطلع الشهر الحالي يعرب عن استعداده إلى لعب دور وساطة في الأزمة الحالية دون أن يوضح ماهية التحركات التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة لحل الأزمة، ومن ثم تبدو الخطى الأمريكية في هذا الصدد غامضة إلى حد كبير. ومع هذا الغموض، يعتبر توجه قطر نحو أوروبا للحصول على دعمها في حل الأزمة أمرا مفهوما.

وفي ظل هذا الوضع، أصبحت الأزمة الخليجية بمثابة "رقعة شطرنج" جديدة في لعبة مازالت مستمرة بين العم سام والقارة العجوز.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号