مقالة خاصة: تقديرات وتطلعات مصرية إزاء قمة بريكس

شيامن 4 سبتمبر 2017 (شينخوا) افتتح يوم الأحد منتدى أعمال كتلة بريكس، والذي يعتبر جزءا هاما من أنشطة قمة شيامن، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمات رئيسية، أثارت المزيد من التطلعات والتقديرات المصرية إزاء القمة المنعقدة بمدينة شيامن الصينية.

وأكد الرئيس شي خلال خطابه على روح بريكس، المتمثلة في المساواة والفوز المشترك والمسؤولية إزاء العالم، قائلا إن هذه الروح لم تأت بالرفاهية لدول بريكس الخمس فحسب، بل أتت بعالم أفضل للبشرية أجمعهم.

على هذا الصعيد، قال أحمد أبو زيد، مراسل قناة ((أون لايف))، إن خطاب الرئيس شي يتمتع بأهمية بالغة، إذ أنه يدعو إلى احترام حقوق الدول الصغيرة والضعيفة، حيث رأى أن لكل دولة الحق في أن يسمع صوتها وأن روح بريكس تكمن في احترام خصوصيات كل دولة.

وأعرب عن إعجابه بالفلسفة المرتبطة بالتنمية التي تطرق إليها الرئيس شي في خطابه حيث قال إن "المباني الشاهقة تبدأ من الأرض"، مشيرا إلى أنه في طريق التنمية، لا مفر من مواجهة الصعاب، ولكن المردود النهائي سيكون أكثر بريقا.

وأعرب أبو زيد عن تطلعاته بأن تجري مصر مزيدا من التعاون مع مجموعة بريكس، خاصة مع الصين التي تتولى رئاسة القمة الحالية.

ومن جانبه، قال طارق عبد الغفار، مدير التحرير ورئيس القسم الاقتصادي بوكالة الشرق الأوسط، إنه يرى نقطتين مهمتين في خطاب الرئيس شي. الأولى، دعوة الصين دول بريكس إلى بناء اقتصاد منفتح، بعيدا عن الإجراءات الحمائية، والتعاون المشترك لاستكشاف فرص التعاون الاقتصادي بين أعضاء المجموعة.

وقال عبد الغفار "هذه هي أهم نقطة..فدعوة الرئيس شي إلى إقامة نظام منفتح تأتي من أجل الاستفادة من الفرص المتوافرة، الفرص الاستثمارية والتجارية المتواجدة في دول بريكس".

وقال الرئيس شي جين بينغ في خطابه بمنتدى الأعمال إنه على دول بريكس تدعيم بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودفع تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وكذا بناء سلاسل قيمة عالمية جديدة وإعادة توازن العولمة الاقتصادية.

وقال "الانفتاح ينتج عنه تقدم، والشمول فقط هو الذى يحافظ على استدامة مثل هذا التقدم".

وأوضح عبد الغفار أن النقطة الثانية هي ترحيب الرئيس شي بالتعاون مع الدول الأخرى غير الأعضاء ، والتي يعتبرها شركاء بريكس مثل مصر والمكسيك، واصفا الخطاب بأنه "جاء متوازنا، وعكس وجهة النظر الصينية الرامية إلى بناء تكتل قوي للدول النامية، في مواجهة احتكار أو هيمنة الغرب، على رأسها الولايات المتحدة، على التجارة العالمية".

واستطرد عبد الغفار قائلا، إن دول بريكس تلعب دورا كبيرا في نمو الاقتصاد العالمي. وفي ظل تراجع معدلات النمو في الاقتصادات الكبرى التقليدية، يمكن لدول المجموعة أن تقدم إسهامات في تدعيم المشروعات التنموية من خلال بنك التنمية الجديد، وتدعم التعاون الاقتصادي من خلال آلية بريكس بلس".

واعتقد أن العلاقات المصرية -الصينية قد ارتقت من مجرد علاقات عادية بين دولتين إلى علاقة شراكة استراتيجية شاملة منذ زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى بكين عام 2014 وزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى القاهرة في أوائل العام الماضي.

وقال إن" مصر استفادت من التجربة الصينية في الإصلاحات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية، وحسنت بها الاستثمار والتعامل مع المستثمرين، ومحاولة تشجيع الشركات الصينية على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة حاليا في مصر، خاصة في مجالي البنية التحتية والطاقة".

وقال أيضا إن "مصر تستهدف إقامة شراكة حقيقية مع دول بريكس باعتبار تلك الدول تمثل محركا رئيسيا لنمو الاقتصاد العالمي".

وأكد مدير تحرير وكالة الشرق الأوسط في حديثه لوكالة ((شينخوا)) إن مصر حققت نموا اقتصاديا خلال الفترة الماضية، وتتطلع شأنها شأن دول أخرى إلى مزيد من التعاون مع دول بريكس، موضحا أن آلية بريكس بلس تستهدف تعزيز اقتصاد الدول النامية بتوفير المزيد من آليات التمويل وتبادل الخبرات الناجحة بين دول بريكس مع بعضها البعض وشركائها.

وأكد أن دعم التعاون الاقتصادي من خلال آلية "بريكس بلس" من شأنه أن يعزز ثقة الدول النامية الكبرى في أي مفاوضات سواء فيما يتعلق بتحرير التجارة أو تعزيز وضعها في دعم نمو الاقتصاد العالمي. كما سيدعم ذلك تعاون الجنوب- الجنوب في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة على التجارة العالمية.

جدير بالذكر أن الصين التي تستضيف حاليا قمة بريكس التاسعة في شيامن ابتكرت ترتيب "بريكس بلس" الجديد ودعت خمس دول نامية غير أعضاء وهى مصر والمكسيك وتايلاند وغينيا وطاجيكستان لحضور فعاليات القمة من أجل توسيع التعاون بين الدول النامية والاقتصادات الناشئة، حيث ستعقعد غدا الثلاثاء جلسة الحوار بين الأسواق النامية والناشئة.