مقالة خاصة: شي يعرض رؤيته بشأن "عقد ذهبي" جديد فى التعاون بين دول البريكس

شيامن 3 سبتمبر 2017 (شينخوا) عرض الرئيس الصيني شي جين بينغ رؤيته بشأن التعاون بين دول البريكس الذى يؤمن بانه سيدخل "عقده الذهبي" الثاني اذا عملت دول الأسواق الصاعدة معا للتغلب على تحديات النمو الضعيف وتهديدات السلام العالمي.

وفى خطابه فى منتدى أعمال البريكس فى شيامن اليوم (الاحد)، بوجود الرئيس البرازيلي ميشال تامر ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بين الحضور، قال شي انه بعد 10 سنوات يتشكل إطار تعاوني مكتمل بين دول البريكس.

وبانضمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهندي ناريندرا مودي، سيرسم قادة الدول النامية الخمس الرئيسية خلال قمة البريكس التاسعة فى الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر طريق الكتلة نحو المستقبل.

ورفض شي اليوم (الاحد) فكرة ان البريكس تفقد بريقها، وقال انه رغم الرياح المعاكسة التى تتسبب فى تراجع النمو، الا ان دول البريكس "واثقة تماما" من فرصها فى النمو ومستقبلها المشرق.

منافع ملموسة

صيغ مصطلح (بريك) للمرة الأولى فى 2001 ليصف الاقتصادات الصاعدة الاربعة التى تتمتع بنمو سريع وامكانية كبيرة. وتحول المفهوم إلى إطار تعاون رسمي فى 2006. وبعد أربع سنوات، انضمت جنوب افريقيا وأصبح المصطلح (بريكس).

وقال شي ان العقد الماضي شهد تقدم دول البريكس فى السعي نحو التنمية المشتركة. وارتفع إجمالي الناتج المحلي للمجموعة 179 بالمائة وزادت التجارة 94 بالمائة وكذا التوسع السكاني الحضري 28 بالمائة خلال تلك الفترة.

كما حققت تنمية دول البريكس خلال العقد الماضي نتائج ملموسة لأكثر من 3 مليارات نسمة.

وأوضح شي انه يتعين تعزيز ثلاث ممارسات هامة ذات قيمة مشتركة -- المعاملة على قدم المساواة والسعي لتحقيق تعاون موجه نحو النتائج وأخذ رفاهية العالم فى الاعتبار.

ولخص شي مبدأ التعاون فى عبارة بسيطة "الحوار بدون مواجهة، والشراكة بدون تحالف."

وقال ان المبدأ يحصل على موافقة متزايدة وأصبح طاقة ايجابية فى المجتمع الدولي.

النهوض لمواجهة التحديات

وقال الرئيس الصيني ان الاقتصاد العالمي يظل فى فترة تقويم يسودها النمو الضعيف وعدم وجود محركات جديدة واضحة. وبسبب النمو الضعيف، تتصاعد نبرة الحمائية وعقيلة النظر إلى الداخل. وأصبحت التنمية المتفاوتة وكذا نقص العدالة أكثر حدة.

وأعرب شي عن تطلعه إلى أن تعمل دول البريكس على خلق قوة دفع جديدة للنمو وان تستمر فى تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية.

وأوضح "علينا الا نتجاهل المشكلات الناتجة عن العولمة الاقتصادية. ويتعين علينا بذل جهود للتوصل إلى حلول."

وقال انه على دول البريكس تدعيم بناء اقتصاد عالمي مفتوح، ودفع تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وكذا بناء سلاسل قيمة عالمية جديدة وإعادة توازن العولمة الاقتصادية.

"الانفتاح ينتج عنه تقدم، والشمول فقط هو الذى يحافظ على استدامة مثل هذا التقدم"، وفقا لما قال شي .

وأوضح ان الطريق الطويل نحو السلام ليس ممهدا، داعيا دول البريكس إلى القيام بدور بناء فى عملية حل القضايا الجيوسياسية الساخنة وتحقيق الاسهامات الواجبة.

كما أعرب شي عن أمله فى رؤية ألسنة نيران الحروب تتلاشى وعودة اللاجئين المشردين إلى ديارهم حيث يعمل الحوار والتشاور على تسوية القضايا فى سوريا وليبيا والصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.

فطيرة أكبر

وقال الرئيس الصيني ان تنمية الأسواق الصاعدة والدول النامية لا تهدف إلى "نقص جبن أحد" ولكنها تهدف إلى "جعل فطيرة الاقتصاد العالمي أكبر".

خلال السنوات العشر الماضية، زاد نصيب دول البريكس فى الاقتصاد العالمي أكثر من الضعف. كما أسهمت بأكثر من نصف النمو العالمي.

وأوضح شي انه يتعين مشاركة المزيد من الأسواق الصاعدة والدول النامية لأن البريكس، منصة ذات تأثير عالمي، تخص أكثر من خمس دول.

وخلال قمة شيامن، ستعقد الصين حوار الأسواق الصاعدة والدول النامية، حيث سيشارك قادة مصر وغينيا والمكسيك وطاجيكستان وتايلاند قادة البريكس فى مناقشة التعاون العالمي بشأن التنمية وكذا التعاون الجنوبي-الجنوبي.

ومع وجود برامج كانت تمتد خارج المجموعة خلال قمم البريكس الماضية منذ 2013، هذه هي المرة الأولى التى يشارك فيها قادة من مختلف أنحاء العالم وليس فقط من دول جوار الدولة المضيفة.

وقال شي انه يتعين تدعيم منهج "البريكس بلس" لبناء شبكة شركاء تنمية منفتحة ومتنوعة للكتلة.

الاستمرار فى طريق الاصلاح

وأوضح شي ان بلاده اتخذت "الخيار الصحيح" بشأن تعميق الاصلاح وستسير فى هذا الطريق بخطى سريعة.

وقال شي خلال المنتدى "شهد العقد الماضي ليس فقط تقدما قويا فى تعاون البريكس، ولكن أيضا تقدم الاصلاح الشامل والانفتاح فى الصين وكذا التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة."

وأضاف ان اقتصاد الصين حقق نموا إجماليا بواقع 239 بالمائة خلال السنوات العشر الماضية. كما تحسنت حياة شعبها البالغ أكثر من 1.3 مليار نسمة بشكل كبير.

وفى النصف الأول من 2017، توسع الاقتصاد الصيني بواقع 6.9 بالمائة وتمت إضافة 7.35 مليون وظيفة جديدة فى المناطق الحضرية.

وأوضح شي ان الصين تحقق المزيد من الاسهامات فى الاقتصاد على المستويين الاقليمي والعالمي.

وأشار شي إلى ان مبادرة الحزام والطريق، على سبيل المثال، ليست أداة تخدم أية أجندة جيوسياسية ولكنها منصة للتعاون العملي، وليست برنامج مساعدات أجنبيا، ولكنها برنامج يدعم التنمية المترابطة بتشاور مكثف وإسهام مشترك ومنافع مشتركة.

"ستواصل الصين الممارسة العملية لرؤية التنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والمنفتحة والشاملة"، وفقا لما قال شي.

وأوضح "سنتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد للتنمية الاقتصادية وسنقوده. كما سنعزز الاصلاح الهيكلي لجانب العرض، وسنسرع بناء نظام جديد لاقتصاد منفتح، وسنقود التنمية الاقتصادية بالابتكار، وسنحقق التنمية المستدامة."