مقالة خاصة: بريكس على مشارف عقد جديد... تشارك فيه مصر بفاعلية arabic.china.org.cn / 11:07:02 2017-08-31
بكين 31 أغسطس 2017 (شينخوا) من المقرر أن تعقد القمة التاسعة لقادة دول بريكس في الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر المقبل حيث سيرسم الزعماء مسار نمو المجموعة في عقدها الثاني الذي عقدت فيه الصين العزم على دفع التعاون بين جميع الدول النامية والاقتصادات الناشئة قدما. وقد دعت الصين التي ستستضيف هذه القمة في مدينة شيامن جنوب شرقي الصين خمسة اقتصادات ناشئة في العالم من بينها مصر للمشاركة في حوار إستراتيجي سيعقد على المستوى الرئاسي على هامش قمة مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. -- عقد جديد تأسست مجموعة بريكس في عام 2006 على خلفية العولمة الاقتصادية والتعددية القطبية في العالم، لتفتح بذلك عصرا جديدا للتعاون بين الأسواق الناشئة. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حقق التعاون بين دول بريكس إنجازات هامة وملموسة في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والمالية والتبادلات الشعبية. فإحصاءات صندوق النقد الدولي تفيد بأنه خلال السنوات العشر الماضية،ارتفعت نسبة الاقتصاد الكلي لدول بريكس في الاقتصاد العالمي من 12% إلى 23%، وزاد نصيبها من التجارة الدولية من 11% إلى 16%، وتجاوزت إسهاماتها في نمو الاقتصاد العالمي 50 %. كما أسست دول بريكس آلية تعاون تسير في جميع الاتجاهات وتشمل العديد من المجالات . وفي ظل انتعاش اقتصادي عالمي أبطأ من المتوقع وحالة عدم يقين تجاه سياسات الدول المتقدمة وتصاعد موجة مناهضة العولمة وتزايد الحمائية التجارية العالمية، تعلق الأسرة الدولية آمالا كبيرة على الطريقة التي ستمضى بها مجموعة بريكس في عقدها الثاني من التعاون. وفي هذا الصدد، ذكر سيلجوق جولاك أوغلو مدير المركز التركي لدراسات آسيا -الباسيفيك، إنه خلال العقد الماضي، شهد اقتصاد دول بريكس نموا متسارعا وأخذ اقتصادها الكلي يتسع بشكل مستمر وصارت آليتها للتعاون أكثر نضجا وأصبحت تشغل مكانة منظمة دولية رائدة في العالم، مضيفا أن قمة شيامن التي تعقد في وقت تتزايد فيه عوامل عدم اليقين وكذا المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي، تعد بمثابة منصة هامة لمناقشة مشروع صيني للحوكمة العالمية، و"أنا أتطلع شخصيا إلى القمة". وأشار إلى أنه نظرا لكون دول بريكس تنتمى لمناطق مختلفة من العالم وتملك خصائص تنموية تتماشى معها وتواجه تحديات متماثلة مثل المخاطر المالية والمشكلات البيئية، فإن نمطها التنموي يمكن أن يقدم للبلدان النامية الأخرى تجربة جديرة بالدراسة والاستفادة منها. وأكد على بروز رغبة دول بريكس في المشاركة في الحوكمة العالمية، مدللا على ذلك بمبادرة الحزام والطريق الصينية التي تعود الآن من ناحية بالفائدة على الدول النامية المشاركة فيها والواقعة على مسار طريق الحرير القديم وتقدم من ناحية أخرى حلا جديدا للحوكمة العالمية. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد ذكر خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول بريكس أن الصين مستعدة، بصفتها الدولة التي تتولى رئاسة مجموعة بريكس لهذا العام، مستعدة لتحمل مهمة استهلال العقد الثاني من التعاون بين دول بريكس في المجالات الرئيسية وتوسيع مجالات التعاون وكذا توسيع نمط حوار "بريكس بلس" بهدف إنشاء شراكات أوسع لكي تنمو شجرة تعاون بريكس وتطرح ثمارا أوفر. وأضاف وانغ يي أن مجموعة بريكس ستكون دافعا للتعاون بين الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وأن بريكس ليست تابعة لأعضاء بريكس بل تابعة لجميع الاقتصادات الناشئة والدول النامية. وستتمسك بريكس بروح الانفتاح والتسامح والتعاون والفوز المشترك لدعوة مختلف الثقافات إلى اتخاذ نمط تعاوني يتمثل في التسامح بين الأنظمة والثقافات المختلفة وتحقيق الفوز المشترك لأنماط التنمية المختلفة من أجل توسيع دائرة أصدقاء تعاون بريكس ونطاق المستفيدين منها لحماية وتعزيز المصالح الكلية للدول النامية. وعلى هذا الصعيد، قال عادل صبري الخبير المصري المتخصص في الشؤون الصينية إن قمة بريكس هذه تركز على آلية "بريكس بلس" لتوسيع التعاون إلى تعاون مع الدول غير الأعضاء في بريكس. وهذا التغير سيحقق الفوز المشترك، إذ إنه من خلال التعاون مع دول غير أعضاء ببريكس، ستحصل دول بريكس على دعم هذه الدول على المسرح السياسي الدولي. وإذا اتسع نطاق التجارة الدولية، فسوف تستفيد الدول المشاركة بصورة أكبر. ومن جانبه، قال فانغ نينغ مدير مركز الدراسات السياسية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن نطاق التعاون سوف يتسع في العقد الثاني من تعاون دول بريكس، معربا عن اعتقاده بأنه سيكون مختلفا عن العقد الأول بعدما أصبحت دول بريكس تشكل مفهوما للدول الصناعية الناشئة. وأضاف أن الدول الأعضاء الخمس الأصلية ببريكس هي دول رائدة، ومن المتوقع أن تنضم دول أخرى إلى المجموعة لكي تصبح هذه الآلية أكثر شمولا. -- فوز مشترك وقد ابتكرت هذه القمة، التي تحمل عنوان "بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا"، ابتكرت ترتيبات جديدة، حيث ستجرى الصين حوارا إستراتيجيا مع خمس دول نامية غير أعضاء بمجموعة بريكس لجعل بريكس منصة جديدة للتعاون بين بلدان الجنوب، وقد أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المقابلة التي أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا عن تقديره للرئيس الصيني شي جين بينغ لدعوته إلى حضور قمة بريكس هذه في شيامن. وعلى هذا الصعيد، قال الدكتور فخرى الفقى المستشار السابق لصندوق النقد الدولي إن مصر تأتي ضمن عدة دول وجهت لها الدعوة للمشاركة كضيف شرف في القمة المقبلة لمجموعة بريكس. وإن دعوة الصين السيسي للمشاركة في هذه القمة تعكس اعتراف الصين بالإمكانات الاقتصادية المصرية،كما أن مشاركة مصر تعكس اهتمام الحكومة المصرية بتعزيز التجارة والاستثمار مع دول بريكس. وأشار إلى أن الرئيس السيسي اتخذ في الواقع سلسلة من الإجراءات الإصلاحية منذ توليه مهام منصبه، إجراءات استقى في بعضها خبرات من الإصلاحات الصينية والهندية. فمشاركة السيسي في هذه القمة من شأنها أن تسلط الضوء على تجربة مصر في الإصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، ولاسيما وأن الصين تستثمر في المنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس وروسيا تدرس أيضا الاستثمار في منطقة شرق بورسعيد . وأضاف أن مصر تسعى منذ خمس سنوات إلى أن تصبح عضوا في مجموعة دول بريكس، مشيرا إلى أن هذه المجموعة مهمة جدا لأنها تمثل سوقا كبيرة وخاصة أن عدد سكان دولها يمثل حوالي 40 % من سكان العالم، وتمثل قوى شرائية ضخمة، لافتا إلى أنه إذا نجحت مصر في الانضمام لبريكس، فسوف تستفيد من هذه السوق الضخمة من خلال تصدير منتجاتها لهذه الدول. وقال إنه إذا ما استطاعت مصر الحصول على عضوية بريكس، فسوف يمثل ذلك حافزا لها لزيادة طاقتها الإنتاجية بما يساعد في تلبية احتياجات أسواق الدول المشاركة في بريكس، وهو ما سيدفع مصر إلى مواصلة سياسة الإصلاح الاقتصادي من خلال اعتماد برامج للإصلاح تجعل الاقتصاد مؤهلا لأن يكون عضوا مع دول كبرى. واستطرد أن مصر ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي تستطيع أن تقدم لدول بريكس المزيد من الفرص الاستثمارية، ولاسيما أن مصر تملك فرصا استثمارية ضخمة وعديدة في وقت تُبذل فيه جهود للإصلاح الاقتصادي، كما أنها تعد بوابة لإفريقيا وعضوا في تكتلات أفريقية كبيرة، مثل الكوميسا التي تضم 19 دولة أفريقية ويرى الدكتور فخرى ضرورة أن تعمل مصر من خلال آلية "بريكس بلس" على تعزيز تعاونها مع الدول النامية لدفع مسيرة الإصلاح والتنمية، قائلا إن الهدف الرئيسي من رغبة مصر الانضمام إلى بريكس يكمن في الاستفادة من تجارب دول بريكس، ولا سيما في مجال جذب الاستثمار وتوسيع التجارة الخارجية. وأعرب جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب عن تطلعه إلى حصول مصر على عضوية بريكس، مضيفا أنه "إلى أن يتم ذلك يجب أن يكون هناك تواصل بين دول بريكس ومصر لنقل الخبرات من هذه الدول إلى مصر، على أن تنقل القاهرة لهم التطورات على الصعيد الاقتصادي والسياسي المصري، كما ينبغي أن تكون هناك آلية مثل وجود مجلس مشترك يعقد مرة كل عام على المستوى الوزاري لتبادل المعلومات". إن دول مجموعة بريكس كما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ مثل أصابع اليد الخمسة: منها أصابع قصيرة وأخرى طويلة حال بسط اليد، ولكنها تشكل قبضة قوية عند ضمها لبعضها البعض. ومن المتوقع أن تلعب قمة بريكس في شيامن دورا في توسيع علاقات شراكة المجموعة مع الدول النامية وإتاحة فرص للاقتصادات الأخرى وضخ زخم في العولمة الاقتصادية، ما يساعد على جعل هذه المجموعة منصة رائدة للتعاون بين بلدان الجنوب.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |