الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تقرير : أضاحي " الصك المصرفي " ظاهرة العيد في ليبيا هذا العام

arabic.china.org.cn / 08:17:38 2017-08-25

طرابلس 24 أغسطس 2017 (شينخوا) خيمت أزمة السيولة النقدية التي تعيشها ليبيا حاليا بسبب الصراع السياسي بين أطراف مختلفة و التوتر الأمني في معظم المدن لا سيما أكبرها علي المناسبة الدينية " عيد الأضحى المبارك " و التي تحل بعد أيام معدودة والتي نتج عنها ما يعرف ب" أضحية الصكوك المصدقة ".

فمن يتجول في شوارع العاصمة طرابلس و بنغازي و كافة المدن الليبية يري انتشار اللافتات الدعائية التي تفيد بعروض يقدمها تجار الأغنام يبيعون أضاحي العيد بصكوك مصرفية مصدقة (معتمدة من المصرف بالقيمة) وذلك بديلا عن الدفع النقدي لمواجهة أزمة السيولة النقدية الخانقة التي تعاني منها ليبيا منذ العام الماضي.

وظاهرة الصكوك المصرفية أخترعها التجار حينما قالوا إن الفكرة جاءت بهدف " مساعدة المواطن الذي لا يمتلك سيولة نقدية " فالأمر في ليبيا حاليا هو انعدام النقود و اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة على أمل الحصول علي مبلغ قليل من المال إن توفر وهو أمر صعب في معظم الأحيان .

تلك الظاهرة كغيرها من الظواهر التي أفرزها الصراع السياسي المسلح الذي تعيشه البلاد قسم أراء المواطنين هناك لقسمين فمنهم من يرحب بها كظاهرة جديدة حلت الأزمة كونهم لا يتمكنون من استخراج أموالهم من المصارف التي لا تمتلك نقود فيما استهجنها آخرون .

وليد الزوي أحد الذين رحبوا بمبادرة تجار الأضاحي و بيعها للمواطن بصك مصدق ، مؤكدا في حديث لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن " التجار حلوا الأزمة التي يعيشها المواطن في ظل عجز الحكومات المتنافسة علي السلطة علي فعل ذلك لأكثر من عام ".

الزوي قال أنه أشتري بدوره خروف العيد بصك مصدق لكنه أوضح انه اشتراه من التاجر بأكثر من سعره الحقيقي حيث يبلغ سعره (100) دينار لكن التاجر طلب (1300) لأن الدفع ليس نقدي بل بصك مصدق " .

تلك الزيادة في سعر الخروف هي ما جعلت ظاهرة "الصكوك المصدقة" محل استهجان لدي الكثير من الليبيين فالمواطن نوري الربيحي يقول ل((شينخوا)) إن " ذلك يعتبر استغلال لأزمة الليبيين و ليس مساعدة لهم ".

الربيحي أوضح أن اعتراضه يرجع إلى أن التاجر يضيف لسعر الأضحية أكثر من ربع سعرها وذلك يجري في ظل الأسعار المرتفعة لذلك المواطن أصبح بين نارين نار غلاء الأسعار ونار الزيادة في السعر الذي يضيفه تاجر الصكوك المصدقة .

و يتابع " ليس لنا ذنب في هذه الأزمة و الحكومات المتصارعة هي السبب " مضيفا " أن راتبي يبلغ (600 ) دينار فقط وهو متوسط رواتب جميع الليبيين الموظفين فكيف أستطيع شراء خروف عيد (100 أو 1300) دينار كما يطلب تاجر الصك ".

أما المواطن الليبي محي الفيتوري فناشد عبر حديثة مع ((شينخوا)) الجهات المسؤولة في بلاده " بضرورة متابعة الأمر و مراقبة البيع و الحد من استغلال التجار " .

وتعاني ليبيا منذ العام الماضي من أزمة في السيولة النقدية أفرزتها بحسب مصرف ليبيا المركزي اكتناز التجار لأموالهم في بيوتهم و عدم إيداعها بالمصارف الأمر الذي تسبب في نقص السيولة داخلها ناهيك عن الصراع السياسي و الحرب الأهلية في البلاد .

و في سعي منهم لحل أزمة السيولة أقدم المصرف المركزي التابع للبرلمان في شرق البلاد على طباعة ملايين الدينارات الليبية في روسيا بينما طبع المركزي في طرابلس التابع لحكومة الوفاق ملايين أخري في بريطانيا لكن تلك المبالغ لم تفلح في حل الأزمة حتي الآن .


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号