الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

( أهم الموضوعات/الصين) مقالة خاصة:الحكمة والقوة الصينية في دفع السلام والتنمية في الشرق الأوسط

arabic.china.org.cn / 15:52:45 2017-08-22

بكين 22 أغسطس 2017(شينخوا) وصل نائب رئيس مجلس الدولة الصينى تشانغ قاو لى يوم الاثنينإلى الكويت، وهو يقوم بزيارة الكويت والمملكة العربية السعوديةوالسودان وناميبيا فى الفترة من 21 إلى 29 أغسطس الجاري وفقا لما ذكرتوزارة الخارجية الصينية .

وقالت المتحدثة باسموزارة الخارجية هوا تشون يينغ إن تشانغ سوف يترأس الاجتماع الثانىللجنة التسيير عالية المستوى لتنسيق التعاون الثنائى بين الصينوالمملكة العربية السعودية خلال زيارته للمملكة العربية السعودية.

ويحمل توقيت زيارةالمسؤول الصيني الرفيع للدول العربية الثلاث معاني ودلالات إقليميةودولية مهمة وعميقة تؤكد البعد الاستراتيجي لعلاقات الصداقة الوطيدةالتي تربط بين الصين والعالم العربي.

ولا يزال العالمالعربي يواجه مشكلات كثيرة تتراوح ما بين السياسية إلى الاجتماعية ,إلا أن الصين ظلت متمسكة بإيلاء اهتمام كبير بالأوضاع في منطقة الشرقالأوسط ، وقدمت نماذج عن الحكمة والقوة الصينية لحل قضايا المنطقة،ولا سيما القضايا الساخنة بما فيها الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ،والأزمات الخليجية والليبية وغيرها ، وسبل دفع التنمية الاقليمية.

الرؤية الصينيةالجديدة ذات الأربع نقاط لحل القضية الفلسطينية

طرح الرئيس الصيني شيجين بينغ الرؤية الصينية الجديدة خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمودعباس للصين في يوليو الماضي، وأتت هذه الرؤية الشاملة في إطار الجهودالجديدة التي تبذلها الصين لحل القضية الفلسطينية في ظل الأوضاعالدولية المعقدة.

وتتألف الرؤيةالصينية الجديدة لحل القضية الفلسطينية من أربع نقاط وهي :

أولا: دفع التسويةالسياسية على أساس حل الدولتين بكل حزم. فالصين تدعم بثبات حلالدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما ستظل الصين كعادتها ملتزمةبالاضطلاع بدور بناء في حل القضية الفلسطينية.

ثانيا: دعم مفهومالأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام. فالصين تدعو إلى التنفيذالجاد لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 والوقف الفوري لجميع الأنشطةالاستيطانية في الأراضي المحتلة. كما تأمل في أن يتم اتخاذ إجراءاتفورية لمنع العنف ضد المدنيين، وترى أنه من الضرورة بمكان استئنافالمفاوضات في أقرب وقت ممكن، وتسريع التسوية السياسية للقضيةالفلسطينية بحيث يكون جوهرها متمثلا بتحقيق الأمن المشتركوالدائم.

ثالثا: مواصلة تنسيقجهود المجتمع الدولي وتدعيم الجهود المنسقة من أجل إحلال السلام .فالصين تعرب عن استعدادها للمشاركة في / ودعم جميع الجهود الرامية إلىتحقيق تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، كما ستعقد ندوة حول السلام بينفلسطين وإسرائيل في وقت لاحق من العام الجاري للمساهمة بأفكار لإيجادحل للقضية الفلسطينية.

رابعا: التنفيذالشامل للإجراءات ودفع السلام عبر التنمية. ففي الوقت الذي يجرى فيهدفع المفاوضات السياسية، فإن من المهم أيضا تقدير أهمية قضية التنميةلدفع التعاون الفلسطيني - الإسرائيلي . ولذلك؛فالصين تعتبر فلسطينوإسرائيل شريكين مهمين على طول الحزام والطريق، كما أنها على استعدادلتحقيق تعاون متبادل المنفعة تماشيا مع فكرة دفع السلام من خلالالتنمية لمواصلة دعم فلسطين من خلال تسريع عملية تنميتها. وتقترحإطلاق آلية حوار ثلاثية بين الصين وفلسطين وإسرائيل وتنسيق ودفعالمشروعات الكبرى التي تساعد فلسطين.

ثلاثة اقتراحات لحلالأزمة الخليجية

وفيما يتعلق بالأزمةالخليجية، فقد أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن موقف الصين تجاهالأزمة الخليجية والمتمثل بـ :

أولا، الصين تدعممبدأ حل الأزمة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، كما يتعين علىجميع الأطراف الوفاء بمسؤولياتها.

ثانيا، الأزمة ينبغيحلها من خلال إطار عمل مجلس دول التعاون الخليجي، وعلى الدول الخارجيةأن تلعب دورا بناء في الأزمة.

ثالثا، ينبغي علىالأطراف ذات الصلة ان تجلس على طاولة المفاوضات لإجراء محادثات فيأسرع وقت ممكن وإظهار المرونة في التعامل فيما بينها. ويعد الوصول إلىتوافق في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله أولوية أولى.

أربعة مبادئ في تسويةالأزمة الليبية

أما فيما يتعلقبالأزمة الليبية، أوضح وانغ يي وزير الخارجية موقف الصين تجاه الأزمةالليبية خلال المحادثات مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في يوليو،مشيرا إلى أربع مبادئ تتمثل بـ:

أولا، ينبغي احترامسيادة ليبيا واستقلالها و وحدة أراضيها والحفاظ عليها.

ثانيا، ينبغيالالتزام بالتسوية السياسية للأزمة.

ثالثا، ضرورة تيسيرالتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب .

رابعا، الإصرار علىقيادة الأمم المتحدة لعملية السلام في ليبيا، والاستماع لمخاوف الدولالمجاورة ووضعها في الاعتبار .

مبادرة الحزاموالطريق

في السابع من سبتمبرعام 2013، ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا بعنوان "تعزيز علاقاتالصداقة الشعبية وخلق مستقبل أفضل" وذلك خلال زيارته إلى جامعةنازارباييف في كازاخستان، مقترحا بناء الحزام الاقتصادي لطريقالحرير.

أما في الثالث منأكتوبر من العام ذاته، ألقى الرئيس شي خطابا أمام البرلمان الإندونيسي، اقترح فيه بناء طريق الحرير البحري للقرن الـ 21.

وأشار شوي تشينغ قوه،الباحث في الشؤون العربية ومدير مركز الشيخ زايد للغة العربيةوالدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، أشار إلى أنمبادرة "الحزام والطريق" الصينية تكتسب أهميتها بالنسبة للعرب، لأنهاتُطرح كتصور بديل لحل المشاكل في الشرق الأوسط، وهي عبارة عن تصوريركز على التنمية والبناء من الناحية المادية، وتعزيز السلام والتعاونوالكسب المشترك من الناحية المعنوية.

أما من الناحيةالمادية، فإن المبادرة تطرح تنفيذ مشاريع تنموية هائلة ومتنوعة تتعلقبشق الطرق ومد سكك الحديد، وبناء المنشآت الأساسية لضمان سلاسة الشحنالبري والبحري والجوي، والممرات العابرة للحدود للطاقة الكهربائية،إضافة إلى توصيل كابلات وشبكات الاتصال وإنشاء مناطق التجارة الحرةلتنشيط التجارة، وتنمية الأعمال التجارية الإلكترونية العابرة للحدود،والتعاون في تطوير الطاقات النظيفة والمتجددة، والحفاظ على التنوعالبيولوجي ومواجهة التغير المناخي، ما يساهم في تحقيق التنمية الشاملةوالمستدامة وتحسين معيشة الشعب في هذه الدول.

معنويا، صحيح أنالشرق الأوسط يشهد اليوم اضطرابات خطيرة وحروبا طاحنة، ما يشكل تحدياتكبيرة لتنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، ولكنه في الوقت نفسه يعطيالمبادرة قيمة أكبر، ذلك لأنها تتيح لبلدان المنطقة الفرصة لتكوينوحدة مصيرية مشتركة.

والجدير بالذكر أنالمبادرة الصينية تلتقي بالرؤى التنموية التي طرحت في السنوات الأخيرةفي العديد من الدول العربية، بما فيها رؤية 2030 السعودية، ورؤية 2035الكويتية، ورؤية الإمارات لإحياء طريق الحرير، ومشروع تطوير منطقةالدقم الاقتصادية في سلطنة عمان، ومشروع تنمية محور قناة السويس فيمصر وغيرها . وانضمت سبع دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار فيالبنية التحتية كأعضاء مؤسسة منذ انطلاقه عام 2014.

وكان الرئيس شي ألقىخطابا في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة فييناير 2016. ويقدم الخطاب نهجا بديلا لحل المعضلات الإقليمية ويرسممسارا للتنمية المستقبلية للتعاون الودي بين الصين والدول العربية.وأثار خطابه تأثيرا كبيرا ايجابيا في الشرق الأوسط .

وبالاضافة إلى ذلك،قدمت الصين كثيرا من المساعدات الانسانية لسورية والأردن ولبنانوليبيا واليمن وغيرها ، وقد حظي ذلك بثناء وإشادة واسعين.

التعاون الاقتصاديبين الصين والدول العربية

وفي هذا السياق، أشارتقرير أصدرته المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات"ضمان" مؤخرا إلى أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة لتصبح أكبر مصدرللاستثمار في الدول العربية.

إن الصين والدولالعربية شريكان مهمان في التعاون التجاري والاقتصادي، وقد أظهرتإحصائيات صادرة عن وزارة التجارة الصينية أن الصين حاليا هي ثاني أكبرشريك تجاري للدول العربية، بينما تعد الدول العربية أكبر مصدر للنفطبالنسبة للصين، وثامن أكبر شريك تجاري، وسوق مهمة لمشاريع المقاولاتوالاستثمارات الخارجية.

وفي عام 2016، بلغحجم التجارة بين الصين والدول العربية 171.14 مليار دولار أمريكي، كمابلغ حجم عقود المقاولات الجديدة، التي وقعها الجانبان خلال العامالماضي 40.37 مليار دولار بزيادة قدرها 40.8% على أساس سنوي.

تهتم الصين بالسلاموالاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمنالدولي، كما ان حل قضية الشرق الأوسط يعد حلقة لا غنى عنها في بناءوحدة مصيرية انسانية، فيما تتطلع شعوب الشرق الأوسط إلى الحكمة والقوةالصينية لتلعب دورا إيجابيا أكبر في سلام الشرق الأوسط وتنميته.

/ نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号