قمة العشرين تبعث رسالة واضحة مؤيدة لأسواق منفتحة ومناهضة للانعزالية

بقلم: يحيى مصطفى

8 يوليو 2017/ شبكة الصين/ شارك الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماعات القمة السنوية لاقتصادات مجموعة الـ20 التي تستضيفها مدينة هامبورج الألمانية خلال يومى 7 و 8يوليو الجاري، وعقدت القمة هذا العام تحت شعار" تشكيل عالم مترابط". وتحقيقاً لهذا الشعار فقد وضعت ألمانيا التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين ثلاث أولويات هي: بناء القدرة علي الصمود، وتحسين الاستدامة، وتحمل المسؤولية.

واحتشد الزعماء بمدينة هامبورج في ظل تقارير متباينة بشأن الوضع الاقتصادى العالمى الراهن. ويسود تفاؤل بأنه من المتوقع أن يحقق جميع أعضاء مجموعة العشرين نمواً اقتصادياً ايجابياً هذا العام للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، ورغم ذلك فإن الاقتصاد العالمى ما يزال يفتقر إلى قوة دفع لتحقيق انتعاش قوى، ويتزامن هذا مع ارتفاع الحمائية فضلاً عن زيادة المخاطر الجيوسياسية وتقلب السياسات .وبينما تواجه الحوكمة العالمية اختياراً حاسماً بين الانفتاح والعزلة فإن الرسالة المقرر أن توجهها قمة هامبورج ومشاركة الزعيم الصيني شي جين بينغ المرتقبة حظيت باهتمام بالغ من المجتمع الدولى.

وبحث القادة المشاركون في قمة هامبورج سلسلة كاملة من الموضوعات تغطي الاقتصاد العالمى والتجارة والمال وتغير المناخ والتنمية والاقتصاد الرقمى. وترغب القيادة الصينية فى العمل مع ألمانيا لضمان أن ترسل قمة هامبورج، مثل ما فعلت قمة هانغتشو التى عقدت فى الصين العام الماضى، إشارة واضحة وإيجابية لتعاون اقتصادى وحوكمة عالميين أقوى .ودعا الرئيس الصيني فى القمة إلى نمومستدام ومتوازن وشامل للاقتصاد العالمى، واستضاف على هامش القمة اجتماعاً غير رسمى لقادة دول البريكس ويعقد اجتماعاً مع قادة عدد من الدول .

وفى العام الماضى إبان قمة هانغتشو لمجموعة العشرين اقترح شي جين بينغ "بناء اقتصاد عالمى جديد ونشط ومترابط وشامل"، وتوصل المشاركون إلى توافق مهم بشأن سبل تعزيز النمو الاقتصادى العالمى الذى يؤكد على وجهات نظر طويلة الأجل وانفتاح أكبر وتنمية شاملة .

وتواجه روح الشراكة التى تدعمها كتلة مجموعة العشرين تحديات من قبل اجراءات تتخذها بعض الاقتصادات الأعضاء وتعود بالضرر على اقتصادات الدول الأخرى الفقيرة المجاورة. ويرى خبراء أنه اذا ما سمح للحمائية بالانتشار دون الحد منها فسوف تتعرض المصالح العالمية المشتركة للضرر، وعليه أصبحت مواصلة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه فى قمة هانغتشو أمراً ملحاً.

ويعارض معظم قادة العشرين النزعة الحمائية والاتجاه الانعزالي الذي تتبناه الإدارة الأمريكية وعدد قليل من الدول في محاولة لعكس اتجاه العولمة الاقتصادية التي بدت المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي حيث حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من النزوع إلى "الحمائية" و"الانعزالية"، في نقد مبطن لمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشارك في القمة. وقالت ميركل "إنه لا يمكن أن تكون هناك حدود أمام أي من التحديات التي يواجهها العالم ولذلك وأكثر من أي وقت مضى، فإن من يظنون أنه بالإمكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية يرتكبون خطأ كبيرا".

وأرسلت هذه القمة رسالة واضحة مؤيدة لأسواق منفتحة ومناهضة للانعزالية.

وحددت ألمانيا كهدف لهذه القمة أن يظهر القادة إدراكهم لمسؤولياتهم إزاء الكرة الأرضية بأسرها ويتحملونها حيث هناك حاجة أكثر من أي وقت آخر لمجموعة العشرين لأن العمل المتعدد الأطراف يتيح تسوية المشاكل المشتركة أفضل بكثير من حلها كل على حدة في المستوى الوطني.

ودلت جميع المؤشرات والتصريحات الصادرة من عواصم دول مجموعة العشرين أن مناقشات القمة تكون صعبة وشاقة في ظل مواقف الإدارة الأمريكية المعلنة. ولكن قادة الصين يجزمون أنه "ما دامت هناك شمولية، ونساعد بعضنا بعضا، فيمكننا أن نحقق التقدم، ونصل سويا إلى النجاح في أية حالة". كما يأملون في مواصلة مجموعة العشرين تبني بناء اقتصاد عالمي مفتوح، والتوجه لطريق التنمية المعتمدة على الابتكار والنمو والحكم الفعال على المدى الطويل.

وتولت ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين من الصين في الأول من ديسمبر2016 ، وتشكل البلدان الـ19 الصناعية الرائدة والاقتصادات الناشئة والاتحاد الأوروبي ما يقرب من ثلثي سكان العالم، أي أكثر من أربعه أخماس الناتج العالمي الإجمالي وثلاث أرباع التجارة العالمية.

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة