25 مايو 2017 /شبكة الصين/ في أواخر يناير هذا العام، ظهرت خدمة مشاركة الدرجات الهوائية لأول مرة في مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي بشمال الصين، وخلال الشهور الأخيرة، شهدت المدينة تطورا سريعا في هذا المجال، فتحولت الدراجات التشاركية من ظاهرة حديثة نادرة إلى الظهور الدائم في جميع أركان المدينة. هذا النوع من الخدمات المدنية العامة لا يحقق تحطيما وابتكارا للأساليب التقليدية لتشغيل الدرجات العامة وإدارتها فحسب، بل يجلب سهولة هائلة لحياة المواطنين اليومية، في حين يتحدى تقييم مستوى الآداب العامة في المدن وسكانها أيضا.

وكسبت محطات صيانة الدرجات التشاركية لقبها الطريف "مستشفيات الدرجات الهوائية"، ويدعو مشرفو الصيانة بعضهم بعضا بـ"أطباء الدرجات الهوائية"، حيث يشرفون على تصليح وصيانة الأعطال المختلفة للدراجات.

يوان ليان ليان هو واحد من هؤلاء "الأطباء"، جاء إلى مدينة شيآن من منطقة ريفية، ينهمك كل يوم في تصليح الدراجات التشاركية في محطته وهو يرتدي زي العمل يغطيه الأتربة وتطلخه بقع الشحم على يديه، وكلما ينتهي من صيانة دراجة يضعها في مكانها بالضبط ويمسح الغبار عن مقعدها باستخدام قطعة صغيرة من القماش.

ويجب على يوان ليان ليان وغيره من المشرفين البحث عن الدراجات التي توجد بها مشاكل على طول شوارع المدينة. وأوضح يوان أن درجات الحرارة ارتفعت مؤخرا في شيآن، وفضلا عن المشاكل المعقدة لدى معظم الدراجات العاطلة، فدائما ما ينقلها إلى المحطة للصيانة، ثم يعيد وضعها على الشارع بعد إتمام تصليحها.

ومن بين هؤلاء "الأطباء" يوجد مسن محترم اسمه وانغ جيان مين، يركب كل يوم دراجته الكهربائية الحمراء ذهابا وإيابا بين شوارع المدينة الكبيرة أو الصغيرة، ويحمل معه شعارا ملحوظا كتبت عليه "تصليح إطارات الدراجات" لتقديم خدمات التصليح والصيانة متطوعا. وقال المسن إنه يعشق هذه المهنة، ومهما كانت مشكلة الدراجة، يقدم مساعدته على صيانتها مجانا.

وباستثناء الدراجات العامة، توجد في كل أنحاء شوارع شيآن الآن دراجات ملونة زاهية رمزية تابعة لأربع شركات، وبحسب أرقام الإحصائيات فإن عدد الدرجات التشاركية في المدينة بلغ أكثر من 100 ألف دراجة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 200 أو 300 ألف دراجة حتى نهاية هذا العام. ومع تزايد عدد الدراجات التي تضخ في السوق، سوف يصبح "أطباؤها" أكثر انشغالا في أعمالهم.