إنجازات وتحديات تقف أمام مبادرة "الحزام والطريق" arabic.china.org.cn / 11:01:12 2017-05-11
بقلم وانغ شياو هوي*
11 مايو 2017 /شبكة الصين/ من المقرر أن يُفتتح منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي يوم الأحد المقبل في العاصمة بكين، حيث سيحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ ويترأس اجتماع المائدة المستديرة لقادة الدول المشاركة. ويعتبر هذا المنتدى حدثا دبلوماسيا مهما تستضيفه الصين بعد قمة مجموعة العشرين بمدينة هوانغتشو في العام الماضي، كما هو منصة تتشاور الصين من خلالها مع العالم حول خطط التعاون ودفع بناء "الحزام والطريق". وسيجري قادة العالم وأكثر من ألف ممثل عن مختلف الأوساط الصينية والأجنبية خلال المنتدى، مناقشات حول ثلاثة محاور؛ "الإجماع الدولي حول بناء الحزام والطريق" و"نتائج المبادرة" و"التحديات التي تواجها".
هل هناك إجماع دولي على "الحزام والطريق"؟
الجواب هو نعم، إذ تتوسع دائرة أصدقاء "الحزام والطريق" بشكل مستمر منذ طرح هذه المبادرة قبل 3 سنوات، وقد حظيت المبادرة بدعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية إضافة إلى توقيع اتفاقيات تعاون بين الصين وأكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وهذا خير دليل على الإجماع الدولي على بناء "الحزام والطريق"، الذي يأتي من ناحيتين، "الإلهام التاريخ" و"الاحتياجات الواقعية". - الإلهام التاريخي: يرجع تاريخ طريق الحرير إلى ما قبل ألفي سنة منذ أن قاد المكتشف المشهور تشانغ تشيان وفده إلى المناطق الغربية، ويربط طريق الحرير البري والبحري حضارات آسيا الغربية والوسطى وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وتوافد عدد لا يحصى من أمثال "تشانغ تشيان" و"ماركو بولو" عبر طريق الحرير البري والبحري خلال آلاف السنين. وبفضلهم، تبادلت البضائع ونشرت الثقافات واستفادت مختلف الحضارات من بعضها ما يحقق التنمية السريعة للمجتمع البشري. - الاحتياجات الواقعية: شهد الاقتصاد العالمي تنمية قافزة بعد تحقيق الاختراقات العلمية وتحسين الإنتاجية منذ خمسينات القرن الماضي، ما عزز عملية العولمة الاقتصادية بشكل كبير. ولكن لأسباب جيوسياسية وإيديولوجية والتنافس على الموارد، تواجه عملية العولمة عقبات مستمرة من الحواجز التجارية إلى المواجهة بين القطبين، فظلت عوامل مناهضة العولمة ترافق تقدم العولمة مثل الخثرات الدموية في شريان الإنسان، وذلك يؤثر على التنمية الاقتصادية العالمية بشكل خطير. وفي ظل هذه الأوضاع، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، والتي حظيت بقبول عالمي بفضل مبادئها المتمثلة في المساواة والمنفعة المتبادلة. وذلك بسبب استجابتها للمشاكل الواقعية الكبرى التي تواجه المجتمع البشري، والتي من ضمنها الفجوة بين الأغنياء والفقراء وضعف النمو الاقتصادي. ويمكن القول إن هذه المبادرة استفادت من دروس وعبر التاريخ لتوجيه التنمية المستقبلية.
ما هي نتائج تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"؟
بناء "الحزام والطريق" خطة كبيرة تشمل التصميم الفوقي والإجماع الدولي واتفاقات التعاون ومشروعات التعاون والمنظومة التي تدعم المبادرة. وخلال أكثر من 3 سنوات مضت، حققت المبادرة نتائج أولية بفضل دعم الحكومة الصينية الكبير والجهود المشتركة المبذولة من المجتمع الدولي. - الزيارات رفيعة المستوى وتنسيق السياسات: زار الرئيس الصيني كلا من آسيا الوسطى وغرب آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ظلت مبادرة "الحزام والطريق" على رأس جدول أعمال زياراته. وشاركت الأوساط الأكاديمية ومؤسسات الأبحاث والشركات الصينية في دفع مبادرة "الحزام والطريق" أيضا تحت قيادة الحكومة الصينية والقيادة المركزية. وبفضل هذه الجهود أعربت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية عن دعمها لمبادرة "الحزام والطريق" كما وقعت الصين أكثر من 50 اتفاقية تعاون مع مختلف الحكومة إضافة إلى نحو 70 اتفاقية تعاون مع منظمات دولية، وأدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومنظمة الأبيك مبادرة "الحزام والطريق" على قراراتها ووثائقها. وكل ذلك يدل على نجاح تنسيق السياسات في إطار مبادرة الحزام والطريق. - النقل البحري والبري والجوي والبريد وترابط البنية التحية: قال الرئيس شي إنه إذا كان "الحزام والطريق" بمثابة جناحين يساعدان آسيا على الصعود فإن ترابط البنية التحتية هو شريان هذين الجناحين. وخلال السنوات الثلاث الماضية وقعت الصين أكثر من 130 اتفاقا في مجالات النقل البري والبحري والجوي والبريد مع الدول على طول "الحزام والطريق"، كما بذلت الحكومة الصينية جهودا كبيرة لدفع بناء ستة ممرات اقتصادية وحققت نتائج أولية حيث أظهرت هذه الممرات الاقتصادية إمكاناتها الكامنة تدريجيا. - تعزيز الاستثمار وإزالة الحواجز التجارية: مثلما كان في طريق الحرير القديم لا يزال التعاون الاقتصادي والتجاري على رأس أجندة بناء "الحزام والطريق" الحديث. وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة التجارة الصينية عام 2016 أن استثمارات الصين المباشرة في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق بلغت 14.5 مليار دولار أمريكي، وأسست الشركات الصينية أكثر من 50 منطقة تعاون اقتصادي في أكثر من 20 دولة ومنطقة، ليبلغ حجم الاستثمار 18.5 مليار دولار. ومع تقدم مجموعة كبيرة من مشروعات البنية التحتية، نالت المنتجات الصينية والخدمات الصينية شعبية كبيرة كما تدفقت التقنيات والخدمات ورأس المال من الدول على طول الخط إلى الصين أيضا لضخ حيوية للنمو الاقتصادي الصيني. - بناء الترابط المالي: من أجل دعم بناء "الحزام والطريق" تعمل الحكومة الصينية مع مختلف الدول والمنظمات على بناء الترابط المالي وتعزيز الابتكارات في الخدمات المالية لتقديم الضمان المالي لبناء الحزام والطريق. ومن هذه الجهود البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تم إطلاقه عام 2016 بمشاركة 57 دولة، والذي أصدر قروضا بقيمة 1.73 مليار دولار لدعم بناء البنية التحتية في باكستان وبنغلاديش وغيرها من 5 دول. وكذلك صندوق طريق الحرير الذي استثمر بقيمة 4 مليارات دولار لدعم مشروعات البنية التحتية والطاقة في بنغلاديش والصين والهند وميانمار وروسيا ومناطق آسيا الوسطى. إضافة إلى ذلك، دعم بنك التنمية الوطنية الصيني أكثر من 600 مشروع في الدول على طول الحزام والطريق بقيمة 110 مليارات دولار في مجال التعاون للطاقة الإنتاجية والبنية التحتية والتعاون المالي وغيره من المجالات. - الدعم الثقافي وترابط الشعوب: يعتبر ترابط الشعوب من أهم محاور مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إذ أنه يمثل هدفا للمبادرة وأيضا الأساس الشعبي والاجتماعي لإنجاحها. وخلال السنوات الثلاث الماضية، كثفت الصين جهودها لتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وعلى سبيل المثال، أصدرت المجموعة الصينية للنشر الدولي التي تُعد مؤسسة صينية رائدة في مجال الاتصال الدولي، كتاب "شي جين بينغ حول الحكم والإدارة" بلغات متعددة، كما نظمت أنشطة مختلفة في الدول الواقعة على الخط، بينها معارض صورة تحت عنوان "الصين الجميلة" و"كوريا الجنوبية الجميلة" و"الصين وروسيا الجميلتان" الأمر الذي يعكس صورة الصين وينشر الثقافة الصينية ويعزز الفهم المتبادل بين الشعوب. إضافة إلى ذلك، أطلقت شبكة الصين التابعة للمجموعة الصينية للنشر الدولي سلسلة من مقاطع الفيديو وتطبيقات الإعلام الجديد لتصبح نافذة مهمة للتعرّف على الصين. ويقول مثل صيني قديم "الذين يمتلكون الاهتمام المشترك، لن تفصلهم المسافة الجغرافية البعيدة"، فبفضل مبادرة الحزام والطريق تظهر جسور لترابط الشعوب بين مختلف الدول الواقعة على امتداد "الحزام والطريق".
ما هي التحديات التي تواجه مبادرة "الحزام والطريق"؟
حظيت مبادرة "الحزام والطريق" باستجابة واسعة من المجتمع الدولي منذ طرحها قبل ثلاث سنوات وحققت نتائج أولية مثمرة، ولكن مثل أي مشروع عظيم في تاريخ البشر، تواجه المبادرة حتما صعوبات وتحديات تفوق ما كان يواجهه المكتشف تشانغ تشيان والبحار تشنغ خه. - العوامل الجيوسياسية: شهد الوضع السياسي في بعض الدول الواقعة على طول "الحزام والطريق" اضطرابات وتغيرات كبيرة، كما تشهدت دول عدم توازن في التنمية الاقتصادية وصعوبات في انفتاح السوق، فضلا عن النزاعات العرقية والدينية واختلاف الثقافات وثمة بعض الدول لديها شكوك وسوء فهم أو ربما شعور بالعداء ضد الصين ومبادرتها "الحزام والطريق". على سبيل المثال، هناك نظريات "التهديد الصيني" و"التهديد البيئي الصيني" و"تهديد الطاقة الصينية" وما إلى ذلك، وكل هذه المخاطر والتحديات يجب أن تواجهها الصين والدول المشاركة في بناء الحزام والطريق.
إمكانية الترويج للمبادرة
بصفتي إعلاميا، أود الحديث عن بعض أفكاري حول ترويج مبادرة "الحزام والطريق" لتقديم الإسهام في بناء هذه المبادرة. - ترويج المبادرة يتطلب أسلوبا واقعيا: يجب الاستناد إلى الواقع عند ترويج مبادرة "الحزام والطريق" وذلك يعتبر المبدأ الأول الذي يجب الالتزام به لترويج المبادرة. ويجب رسم الآفاق مع توضيح الصعوبات وعرض الفوائد التي تجلب المبادرة للعالم وأيضا المصالح الصينية التي تخلقها هذه المبادرة. هناك بعض الناس يتحدث فقط عن الفرص التي تجلبها المبادرة للصين كأن الحزام والطريق منطقة اقتصادية خالصة للصين، فيما يتحدث البعض الآخر عن مساهمة الصين للعالم فقط، كأن الصين لا تسعى لأي مصلحة من خلال هذه المبادرة، فكلا الرأيان "خطأ"، ولن يقبل الجمهور بهما. - الاهتمام باختيار موضوعات ترويج المبادرة: الصين دولة لها تاريخ عريق وثقافة مشرقة وأراض شاسعة وقوميات متعددة، كما لفتت نتائج تنميتها أنظار العالم على مدى أربعة عقود مضت. لذا هناك موضوعات متوفرة جدا عن الصين يمكن الحديث عنها ولكن من أجل ترويج مبادرة "الحزام والطريق". يجب اختيار الموضوعات المناسبة بكل عناية، على سبيل المثال، التبادل التجاري والثقافي بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق، والصداقة العميقة بين البعثات الطبية الصينية والسكان المحليين وقصص الطلاب الأجانب الذين أسسوا مشروعاتهم في الصين، فكل هذه قصص صينية ممتازة لترويج مبادرة "الحزام والطريق". - استخدام لغة دقيقة للترويج للمبادرة: هناك أكثر من 60 دولة واقعة على طول الحزام والطريق يعيش فيها أكثر من 4 مليارات شخص، يتحدثون 54 لغة. ومن أجل ترويج المبادرة يجب استخدام اللغة كأداة لنشر القصص الصينية بشكل كامل ودقيق وحيوي. وتعلب المؤسسات المختصة في الترجمة مثل المجموعة الصينية للنشر الدولي وهيئة الترجمة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومختلف جامعات اللغات الأجنبية تعلب دورا كبيرا في هذا المجال. وعلى سبيل المثال، أصدرت المجموعة الصينية للنشر الدولي كتاب "معرفة الصين عن طريق العبارات المفتاحية" بلغات متعددة لتعريف القراء الأجانب بالمصطلحات الفكرية والثقافية والسياسية والتنموية الصينية. ويجب استخدام اللغة الدقيقة لترويج مبادرة الحزام والطريق" وخاصة عند الترجمة يجب تجنب الترجمة الحرفية التي قد تؤدي إلى سوء الفهم عند القراء الأجانب. - الاهتمام بوسائط الإعلام للترويج للمبادرة: يعتبر كل من الكتاب والجريدة والإذاعة والتلفزيون وسائط إعلامية مهمة ولكن مع انتشار شبكة الإنترنت، وصعود الإعلام الجديد، لا بد من الاهتمام بالنشر عبر الإنترنت لترويج القصص الصينية وخاصة الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، التي على رأسها فيسبوك، الذي تفوق على وسائل الإعلام التقليدية ليصبح أكبر قناة للنشر، وبذلك يعتبر أيضا أفضل منصة لترويج مبادرة "الحزام والطريق". ويجب اختيار الموضوعات المناسبة لنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، مقاطع فيديو قصيرة لا تتجاوز مدتها 3 دقائق، وتسلط الضوء على التقاليد والثقافة والأطعمة والأزياء وغيرها من المقومات في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق. وقد بلغ عدد متابعي صفحة شبكة الصين على موقع فيسبوك 20 مليون متابع كما بلغت نسبة التفاعل 14.75% ما يشكل قوة تأثير كبيرة. وأسست شبكة الصين مؤخرا أيضا حسابات خاصة بالحزام والطريق على مواقع فيسبوك وانستغرام ويوتيوب وتويتر، بهدف تعزيز معرفة الجمهور بمبادرة "الحزام والطريق". بعد ثلاثة أيام سيفتتح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي أعماله ولا شك أن العالم سيحول أنظاره مرة أخرى إلى بكين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * رئيس تحرير شبكة الصين
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |