مصدر الصور: مؤسسة الصين للحد من الفقر

بإعداد شمس تشانغ

1. مدير قسم التطوير الدولي بمؤسسة الصين للحد من الفقر وو بنغ أمام مستشفى الصداقة الصينية السودانية في منطقة أبو عشر

10 مايو 2017 / شبكة الصين/ تبذل الصين جهودا مستمرة، منذ تأسيسها، في مجال المساعدات الخارجية التي تُعد من أهم جوانب العلاقات الدولية، وخاصة المساعدات للدول الإفريقية، ومع تزايد دور المنظمات غير الحكومية بمختلف دول العالم في هذا المجال، بدأت المنظمات غير الحكومية الصينية أيضا أداء دور أكبر في مجال مساعدة الدول الإفريقية.

وتعتبر مؤسسة الصين للحد من الفقر التي تأسست في عام 1989 قوة مهمة من تلك المنظمات، وباعتبارها واحدة من أكبر المنظمات الخيرية ظهورا وانتشارا في الصين، نفذت المؤسسة مشروعات للحد من الفقر في 17 دولة وإقليما في أنحاء العالم، بينها مستشفى الصداقة الصينية السودانية في منطقة أبو عشر ومشروع "الأطفال المبتسمون" اللذان تم تنفيذهما في السودان باعتبارهما شاهدين على الصداقة بين شعبي البلدين.

وقال مدير قسم التطوير الدولي بمؤسسة الصين للحد من الفقر وو بنغ في مقابلة أجرتها شبكة الصين معه إن "أبو عشر" منطقة صغيرة من الصعب أن تجدها في خريطة السودان ولكن المستشفى الصيني هناك مشهور جدا في السودان إذ تعمل فيه بعثة الأطباء الصينيين بصورة دائمة وفي عام 2010 برعاية الشركة الوطنية الصينية للبترول، أطلقت مؤسسة الصين للحد من الفقر، بالتعاون مع منظمة البر والتواصل الخيرية السودانية، مشروع إنشاء مستشفى الصداقة الصينية السودانية في أبو عشر، لتحسين وتطوير المستشفى الصيني القديم هناك وبعد إنجاز المشروع في عام 2011، يغطي المستشفى نحو 100 ألف شخص مقيم في أكثر من 100 قرية مجاورة.

وأضاف وو بنغ أن هذا المشروع حسن خدمات المستشفى بشكل كبير، حيث يركز المستشفى الجديد جهوده على صحة الأم والطفل وهو يتكون من قسم الباطني والجراحة وطب الأطفال والأسنان والعيون والأذن والأنف والحنجرة وغيره من الأقسام كما تم تزويده بغرفة الولادة القيصرية وغرفة الولادة الطبيعية وغرفة العملية الجراحية وغرفة أشعة X، وغرفة فحص الموجات فوق الصوتية وغرفة التحليل وغرفة التخدير وبنك الدم حيث يعمل فيه 8 أطباء صينيين و7 أطباء محليين إضافة إلى أكثر من 40 ممرضة ويعالج المستشفى نحو 50 ألف شخص سنويا.

وذكر وو بنغ أن السودان كان من أكثر أربع دول تعاني من وفيات الأمهات في العالم بعد انفصال جنوب السودان، وتسعى مؤسسة الصين للحد من الفقر إلى تعميم مشروع صحة المرأة في السودان آملة في تخفيض نسبة وفيات الأمهات في البلاد وفي عام 2012 أسست المؤسسة "شبكة صحة الأم والطفل" في الأحياء المجاورة لمستشفى أبو عشر لإرسال الأطباء المتطوعين وتسجيل ملفات الحوامل والتعاطي مع الحوامل المعرضات للخطر وتدريب القابلات وتوعية الحوامل والأمهات بالمعلومات الصحية. وبعد إنجاز هذه الشبكة في ديسمبر 2012، تحققت الولادة الآمنة لجميع الحوامل الـ250 اللواتي تم ادراجهن في الشبكة وانخفضت نسبة وفيات الأمهات إلى صفر.

وذكر وو بنغ أنه كانت هناك حامل تدعى صفية وتم تشخيص إصابتها بارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل وكانت قد تعرضت للإجهاض ثلاث مرات بسبب ارتفاع ضغط الدم وقال وو بنغ إن هناك الكثير من الحوامل مثل صفية وبسبب نقص المعلومات الصحية ترتفع نسبة الاجهاض ونسبة وفيات الأمهات في هذه المنطقة، ولذا يشعر وو براحة وسرور لمساعدة مشروعه الحوامل المحليين. ومن جانبها أشادت هويدا عثمان مدير البرامج بمنظمة البر والتواصل التي تعد شريكا لمؤسسة الصين، بمشروع الرعاية الصحية للأمهات وتبذل جهودا مستمرة لدفع المشروع.

وقال وو بنغ إن مستشفى الصداقة الصينية السودانية، حقق دخلا متزايد بعد إنجازه حيث وصل دخله إلى 1.95 مليون جنيه حتى عام 2014 وتم استخدام هذا المبلغ لتشطيب غرف المرضى القديمة وتخضير حديقة المستشفى وإعادة بناء نظام الصرف الصحفي، لزيادة تحسين ظروف المستشفى، ما نال إعجابا كبيرا لدى السكان المحليين وقال المرضى لوو بنغ إن السكان المحليين يشعرون بأن هذا المستشفى الصيني مهم للغاية إذ يأتي إليه الكثير من الأماكن البعيدة جدا.

يعتبر مشروع "الأطفال المبتسمون" مشروعا آخر نفذته مؤسسة الصين للحد من الفقر في السودان، وأكد وو بنغ وجود 66 مليون طفل في الدول النامية بأنحاء العالم يعانون من الجوع و23 مليون منهم في إفريقيا، ويهدف مشروع "الأطفال المبتسمون" إلى تقديم الأغذية مجانا للأطفال الذين يعانون من الجوع في الدول النامية، ويتم تنفيذ المشروع حاليا في أثيوبيا والسودان وساعد 6427 طفلا إفريقيا حتى الآن.

في أغسطس عام 2015 أطلقت مؤسسة الصين للحد من الفقر مشروع "الأطفال المبتسمون" رسميا في العاصمة السودانية خرطوم وذلك بالتعاون مع منظمة البر والتواصل الخيرة السودانية، وكان من المخطط في البداية أن يتم تقديم الفطور ل1250 تلميذ في مدرستين لللاجئين في خرطوم ولكن حتى عام 2016 لقد استفادت 7 مدارس من المشروع.

وقال ووبنغ إن المعلمين وأولياء الأمور والتلاميذ أشادوا بنتائج المشروع حيث قال مدير إحدى المدارس إن نسبة حضور التلاميذ ارتفعت بشكل ملحوظ بعد تقديم الفطور كما أصبحوا أكثر نشاطا خلال الدراسة ولم يشهد أدائهم الدراسي تحسنا فقط بل تقلصت المشاغبات والتشاجرات بين التلاميذ حيث لم يعد يحتاج المعلمون إلى بذل الجهود للتعاطي مع هذه الأحداث ويمكنهم التركيز على التعليم وشهدت جودة التعليم ارتفاعا ملحوظا وبلغت نسبة نجاح التلاميذ في امتحان دخول المدرسة الثانوية 89%.

يذكر أن نسبة الفقر في السودان تجاوزت 50% وجميع المدارس المستفيدة من مشروع "الأطفال المبتسمون" تقع في تجمعات اللاجئين، وذلك ليخفف أعباء العائلات الفقيرة.

وهكذا تنفذ مؤسسة الصين للحد من الفقر مشروعات خيرية في أنحاء السودان ليعود بالنفع على الشعب ولخص وو بنغ نتائج عمليات مساعدة إفريقيا بجملة بسيطة: نهتم بالفقر في الصين وكذلك الفقر في الخارج ونأمل أن نساهم في قضية تخفيف الفقر العالمية.