标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: عجز الحوكمة العالمية يستوجب انخراطا صينيا أوسع

arabic.china.org.cn / 09:24:00 2017-04-06

بكين 6 أبريل 2017 (شينخوا) لم تعد جيرمين كوليت مينيغ تقلق بعد الآن.

فمع وصول المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية، لم تعد مديرة المدرسة الابتدائية البالغة من العمر 51 عاما بقرية نغانغ غربي الكاميرون بحاجة إلى تقييم الواجبات المدرسية لطلابها على مصابيح زيتية معتمة ضوء، ألحقت ضررا بالغا ببصرها.

فقد اعتادت المناطق الريفية مثل نغانغ في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا على الحياة بدون كهرباء نظرا لارتفاع كلفة ربطها بشبكة الكهرباء الوطنية.ولم ينه مصنع الألواح الشمسية برعاية عملاق الاتصالات الصينية هواوي الأيام المظلمة هناك فحسب، ولكنه جلب أيضا تغييرات جذرية في الحياة اليومية للسكان المحليين.

--مزود الحاجيات العامة

وتجد جهود هواوي الرامية إلى تعزيز التنمية المستدامة في إفريقيا جذورها في مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تسعى إلى التعاون العالمي من خلال بناء أو تحسين البنية التحتية لرفع مستويات المعيشة في الدول الواقعة على طرقها.

ويظهر تقرير جديد أصدره بنك التنمية الآسيوي في أواخر فبراير أن آسيا وحدها بحاجة إلى نحو 26 تريليون دولار أمريكي بين عامي 2016 و2030 لتلبية احتياجاتها من البنية التحتية، ناهيك عن الفجوة الهائلة في التمويل لباقي دول العالم.

ومع تأسيس بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية لتدبير التمويل، أصبحت مبادرة طريق الحرير البري والبحري الحديثة، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة في عام 2013، أصبحت الآن واحدة من أهم الحاجيات العامة المقدمة إلى العالم ووسيلة أساسية لبكين لتحسين الحوكمة العالمية.

وحتى الآن، استثمرت الصين أكثر من 50 مليار دولار في البرنامج. وكسبت دعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وأكثر من 40 من بينها وقعت اتفاقيات تعاون مع الصين.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي مؤخرا لمنتدى التنمية الصيني في بكين إن التنمية غير المتوازنة هي السبب الجذري للكثير من المشكلات الرئيسية في العالم، مضيفا أن بكين تقترح على جميع الدول أن تسعي إلى مصالحها من خلال التنمية المشتركة.

ورأى بيتر بي بوتلير، الباحث في مجال الشؤون الصينية بجامعة جونس هوبكنز، أن المبادرة توضح رؤية الصين للتعاون مع الدول ليس فقط في الجوار، وإنما في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، كوسيلة لتعزيز الاقتصاد العالمي وتلبية مصالح الصين على الأمد الطويل.

--حارس للسلام

وبالنسبة لباي شو، وهي بحارة صينية شابة, تعد قيادتها للسفينة البحرية العملاقة هونغهو، وهي سفينة إمداد بحري جديدة زنة 23 ألف طن في بحر شاسع وهائج تحديا. غير أنها تعرف أن مهمتها تمثل التزام الصين الثابت بتشكيل عالم أكثر سلما.

وتنتمي الشابة البالغة من العمر 24 عاما مع أكثر من 700 رفيق لها إلى أسطول القافلة الـ25 التابع للبحرية الصينية. وقد قاموا بمهام حراسة في خليج عدن لحماية السفن العابرة من هجمات القراصنة والحفاظ على حرية الملاحة بطول الممر المائي الذي يمر من خلاله نحو 30 بالمائة من خام النفط العالمي و12 بالمائة من التجارة البحرية العالمية.

وبدأت الصين مثل هذه المهام في 2008، وحرست نحو 6300 سفينة عبر الممر البحري الحيوي. وبفضل جهود الصين المشتركة مع نحو 20 شريكا دوليا، بات مرور السلع عبر خليج عدن أكثر أمنا.

في الوقت نفسه، تعد الصين قوة مهمة في حفظ السلام داخل الأمم المتحدة. وبدأت الصين المشاركة في بعثات حفظ السلام للأم المتحدة منذ عام 1990. وتعد الآن المساهم الأكبر في قوات حفظ السلام، حيث تنشر أكثر من 2600 من إجمالي 88 ألف "قبعة زرقاء" في 10 بعثات لحفظ السلام في دول مثل جنوب السودان ولبنان وليبيريا.

كما تستخدم الصين منابر متعددة الأطراف مثل منتدى شيانغشان وحوار شانغري-لا لمناقشة التعاون الأمني والدفاعي مع أعضاء منطقة آسيا الباسيفيك وآخرين.

وفي خطابه في يناير بمكتب الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، قال شي إن الصين لا تزال ملتزمة بدعم السلام العالمي.

وقال " نحن الصينيون نؤمن بشكل راسخ بأن السلام والاستقرار هما الطريق الوحيد لتحقيق التنمية والرخاء"، مضيفا أن "الصين لن تتراجع أبدا في مسعاها للتنمية السلمية".

-- مصلح رائد

ولكي يكون هناك نظام حوكمة عالمية أفضل، فإن إصلاح المؤسسات الحالية أمر لا مفر منه.

فقد شكلت هيئات الحوكمة العالمية الحالية، بما في ذلك الأمم المتحدة والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي، إلى حد كبير في فترة ما بعد الحرب.

وقد دعت الصين لسنوات عديدة إلى إجراء تغييرات ضرورية على هذه الهيئات، لاسيما فيما يتعلق بإصلاح الحصص داخل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي لكي تعكس على نحو أفضل الاحتياجات المتزايدة للعالم النامي. كما تصر على أن إنشاء البنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية وبنك التنمية الجديد جاء كتكملة وليس بديلا عن المؤسسات المالية العالمية.

وسعت بكين أيضا إلى معالجة العديد من المشاكل العالمية الأكثر إلحاحا مثل دعم التجارة الحرة والعولمة ومكافحة التغير المناخي والحد من الفقر وتعزيز التنمية المشتركة من خلال تقديم مقترحاتها وحلولها من خلال تجمعات عالمية مهمة مثل اجتماعات آبيك وقمم مجموعة العشرين.

كما تجسد فكرة بناء مجتمع ذي المستقبل المشترك للبشرية جمعاء، التي طرحت لأول مرة في أواخر 2012، الاتجاه الذي تعتقد الحكومة الصينية أنه لابد أن تتقدم فيه الحوكمة العالمية في المستقبل.

وفي شهر مارس الماضي، أدرج مجلس الأمن الدولي لأول مرة هذا المفهوم في مشروع قرار بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان والمنطقة، ما يظهر أن المقترح قد حاز على اعتراف متزايد عالميا.

ومن جانبه, حذر جوزيف ني، البروفيسور بجامعة هارفارد وخبير السياسة الخارجية الأمريكية البارز، حذر في مقالة نشرت مؤخرا من أن العالم بحاجة إلى الاعتراف بما يسميه "فخ كيندلبرغر"، أي قلقه إزاء فشل الصين في توفير المصالح العامة العالمية في حالة انزلاق النظام العالمي إلى "الكساد والإبادة الجماعية والحرب العالمية".

وفي الواقع، ما فعلته بكين على مر السنين أثبت أن قلق ني لا أساس له إلى حد كبير.

وبالنظر إلى الوراء، فإن التنمية الاقتصادية والاجتماعية المذهلة للصين خلال العقود الأربعة الماضية قد استفادت بشكل كبير من نظام عالمي مفتوح ومتواقف على بعضها البعض على نحو متزايد. ومن المصلحة الحيوية للصين والعالم أن يعملا معا لسد الفجوة في الحوكمة العالمية.

وقال الرئيس الصربي تيموسلاف نيكوليتش في مقابلة أجرتها معه ((شينخوا)) مؤخرا إن الصين "لا تستخدم القوة الصلبة، ولا تستخدم الأسلحة، وإنما تستخدم المشروعات وتساعد الآخرين بشكل إيجابي لتحسين حياتهم من خلال التكامل الاقتصادي".

وأتم أن "الصين قد دفعت جميع دول العالم إلى المضي قدما. وهذه فرصة للبشرية لتحقيق مستقبل أفضل بكثير".



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号