تقرير اخباري:معارك عنيفة تجعل سد الفرات السوري يتوقف عن العمل وسط مخاوف من حدوث كارثة خطيرة

دمشق 26 مارس 2017 ( شينخوا) أعلن مصدر رسمي لوكالة أنباء الصين الجديدة ( شينخوا ) بدمشق يوم الأحد أن سد الفرات الاستراتيجي الذي يقع على ضفة نهر الفرات توقف عن العمل نتيجة للمعارك بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والمقاتلين المدعومين من قبل واشنطن فى شمالى سوريا ، وسط تحذير من حدوث كارثة خطيرة بالمنطقة .

وقد عملت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية ، على الدفع باتجاه مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي ، حيث يقع السد، في الريف الغربي لمحافظة الرقة شمال سوريا ، والتي تشكل العاصمة الفعلية لتنظيم (داعش) بحكم الأمر الواقع.

وقد قامت قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة القوات الامريكية بتفجيرات بالقرب من السد قبل بضعة أيام من أجل السيطرة على هذا المرفق الحيوي .

وقد تسببت الضربات الأمريكية بإلحاق أضرار بأجزاء عديدة بهذا المرفق الهام ، الأمر الذي يمكن أن يهدد بفيضانات كبيرة في المناطق المجاورة.

وقال نجم الصالح مدير عام مؤسسة سد الفرات لوكالة )( شينخوا() بدمشق إن "ضربات التحالف الأمريكي الجوية أدت الى توقف السد وخروجه عن الخدمة"، مضيفا أن "منظومة السد خارج السيطرة فيما يتعلق بتمرير المياه والتخزين".

وأشار الصالح إلى أن أضرارا كبيرة لحقت بالتجهيزات والمحطة الكهرمائية التي هي جزء من السد.

وحذر الصالح من حدوث "كارثة" في حال ارتفع منسوب المياه في السد وعدم تصريفها، وقال إن "منسوب المياه حاليا منخفض وفي حال تجمعت المياه لمدة ثلاثة أيام ولا يمكن تصريفها، سيصبح الأمر خطيرا ويهدد بكارثة"، مؤكدا ضرورة دخول فرق الإصلاح مباشرة.

وبين الصالح أن هناك مساع من قبل وجهاء في المنطقة من أجل إقناع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدخول ورشات الإصلاح بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أنه في حال لم يحدث ذلك سيتحول السد إلى "كتلة هامدة" وتكون المناطق المحيطة به في "حالة الخطر" الذي سيشمل مناطق في ثلاث محافظات هي الرقة ودير الزور وريف حلب.

وأشار إلى أن السد يحيوي على 13 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة الأسد التي تستمد مياهها من نهر الفرات.

من جهته، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها إن سد الفرات توقف عن العمل "لأسباب لا تزال مجهولة إلى الآن".

ورجحت المصادر، وفقا للمرصد ومقره لندن، أن يكون التوقف جاء على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المغذي للسد والذي يجري توليده من السد بشكل ذاتي.

ويبعد سد الفرات نحو (50 كم) عن مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا.

وأكدت المصادر أن جسم السد الرئيسي وتوربيناته الرئيسية لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف.

من جانبها، قالت مصادر معارضة إن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، قام بتعطيل توربينات سد الفرات بفعل القصف ما أدى الى خروجه عن الخدمة وارتفاع منسوب المياه في بحيرة جعبر مما يهدد بانهياره.

وفي سياق متصل، قالت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم داعش إن سد الفرات مهدد بالانهيار بسبب القصف الأمريكي وارتفاع منسوب المياه.

ويأتي ذلك بعد يومين على إعلان قوات سوريا الديمقراطية عن وصولها إلى سد الطبقة الاستراتيجي في ريف الرقة الغربي بعد أن بدأت اقتحام مدينة الرقة في إطار عملية "غضب الفرات" بدعم من التحالف الدولي.

وتعرض سد الفرات لغارات جوية من طائرات التحالف الدولي منذ مطلع العام الجاري، بالتزامن مع تقدم بري لقوات سوريا الديمقراطية في محيطه.

وتتعرض المدينة والمناطق المحيطة بها الى غارات جوية يشنها طيران التحالف الدولي تزامنا مع تنفيذ الطيران الروسي، الحليف الأبرز للجيش السوري، ضربات جوية عليها أحيانا.

ويقع سد الفرات أو سد الطبقة، في محافظة الرقة على نهر الفرات، ويبلغ طوله 4.5 كم وارتفاعه أكثر من 60 مترا وتشكلت خلف السد بحيرة كبيرة هي "بحيرة الأسد" البالغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كم.

وقال مصدر آخر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، الذي لديه معرفة وثيقة بحالة الهجوم الكردي على الرقة ومدينة الطبقة، لوكالة أنباء () شينخوا () يوم الأحد إن ضربات القوات الأمريكية لم تكن وراء الأضرار التي لحقت بالسد.

وقال العميد طلال سلو، الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية، إن "الولايات المتحدة لم تقم بضرب السد".

وأضاف أن " قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الذي تقوده واشنطن قامتا بعملية إنزال جوي بالقرب من السد لكي تحافظ على سلامة المنشأة الاستراتيجية " .

وقال ان عملية الإنزال نفذت منذ خمسة أيام ، مضيفا أن المعارك ما زالت جارية بين قوات الدفاع الذاتى، ومقاتلى تنظيم الدولة الاسلامية فى تلك المنطقة.

وأشار سلو إلى أن العمليات العسكرية ضد (داعش) بالقرب من السد "بطيئة من أجل المحافظة على السد ".

وقال إن تركيا لم تسمح بتدفق المياه من نهر الفرات عبر المناطق السورية في الشمال لأكثر من شهر، لأن النهر ينبع من تركيا، إلى سوريا والعراق.

وأضاف أنه عندما تقوم قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على السد، ستقوم بإصلاحها وإعادة تشغيلها لتوفير المياه والكهرباء إلى المناطق التى كانت تستخدمها فى شمال سوريا.

وقال إن الجيش السوري ليس جزءا من الهجوم على الطبقة.

وأكد ان قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة هي التي ستتحرك باتجاه مدينة الطبقة والمناطق المجاورة والتي هي جزء من هجوم كبير ضد الرقة.

وكانت المرحلة الأولى من الهجوم، التي بدأت قبل بضعة أشهر، تهدف إلى عزل الرقة عن مناطق الطبقة وغيرها من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور الشرقية.

وقال مسؤولون أكراد في وقت سابق يوم الأحد أن المعركة ضد مدينة الرقة نفسها ستبدأ مطلع الشهر المقبل.