20 مارس 2017 /شبكة الصين/ ولدت هوانغ جيون يوي في عام 1991 في إحدى القرى بمقاطعة قويتشو بجنوب غرب الصين، وظلت تكن مشاعر خاصة عميقة للريف منذ طفولتها وتعرف كل تفاصيل الحياة الريفية بشكل جيد، مثلاً ترى دائماً أن كثيراً من الأطفال الباقين في الريف فقدوا فرص دراستهم في المدارس، وأن مشاكل القرويين المتعددة لم تعالج بشكل أفضل، لذلك، نشأ في قلب هوانغ حلم العمل كـ"مسؤول قرية" منذ صغرها، وراودها أمل في أن تصبح مسؤولة بمسقط رأسها لتسعى وراء دفع تغيره إلى آفاق أرحب.

وبعد التحاقها بالجامعة، اختارت هوانغ جيون يوي اختصاص الصحافة، وبعد اكمال دراستها الجامعية وتخرجها، اجتازت امتحان مركز وسائل الإعلام الإخبارية بمحافظة قويدينغ في سبتمبر عام 2014، وأصبحت مراسلة صحفية رسمياً في المركز، وبدأت ممارسة جمع الأخبار وتنظيم المقابلات وذهبت إلى القواعد الشعبية في المناطق الريفية النائية كما اقتربت من حياة المواطنين المحليين الواقعية.

وفي مارس عام 2016، أي بعد عام وأكثر من العمل كصحفية، شعرت هوانغ بأن أمل طفولتها قد أصبح أقوى بشكل متزايد تحت تأثير أحوال حياة القرويين الواقعية غير السهلة وفكرتها المُلِحة في تغييرها. ثم اتصلت هوانغ بالمسؤوليين ذوي الصلة، وطلبت منهم طوعاً تولى وظيفة "الأمين الأول" لفرع الحزب الشيوعي الصيني في قرية تشوبينغ التابعة لمحافظة قويدينغ، وستعمل في وظيفتها هذه لمدة عامين، وعزمت بكل حزم على بذل جهودها القصوى في مساعدة المواطنين المحليين على تغيير ملامح حياتهم تماماً.

ويعتبر "الأمين الأول" جسراً يربط بين المواطنين القرويين وبين جميع الهيئات الحكومية في المحافظة، ومن مسؤوليات هوانغ جيون يوي العملية، يجب عليها نقل مبادئ الحزب وسياساته الى المواطنين القرويين، والعمل على دراسة أحوال القرية واستطلاعها وإيجاد المُعوِقات الرئيسية التي تعرقل تقدم القرية ومعالجة المشاكل الموجودة ودفع تنمية الاقتصاد في القرية، ومحاولة الاقتراب من القرويين لمعرفة صعوباتهم الفعلية والاستماع الى أفكارهم الحقيقية وتقديم الدعم والتأييد لهم للتغلب على صعوباتهم المختلفة، والسعى لخدمة الشعب وتعزيز مكافحة الفقر بدقة.

وجعل هذا المنصب الجديد هوانغ تفهم بكل دقة أن أعمال "القواعد الشعبية" ليست سهلة، وتنهمك كل يوم مع أمناء الفرع الآخرين في زيارة أفراد الجمهور وحل النزاعات بينهم والعناية بهم ومساعدتهم، وجمع المعلومات لتقديمها إلى الجهات العليا.

وباعتبارها فتاة شابة، لا ترتدي هوانغ جيون يوي أزياء حديثة وتحمل حقيبة جلدية وفقاً للموضة السائدة مثل معظم الفتيات الشابات في المدن، بل تحمل دائماً حقيبة قماش تقليدية طُبعت عليها خمسة مقاطع صينية باللون الأحمر تشكل عبارة "لخدمة الشعب". وليست هذه العبارة مجردَ شعارٍ بل مسؤولية وإيماناً وأعمالاً بالنسبة لآلاف من المسؤولين بالمناطق الريفية النائية في الصين.