تقرير اخباري: دمشق تعود مرة أخرى تحت الأضواء بعد هجوم شنه المسلحون عليها

دمشق 19 مارس 2017 (شينخوا) عادت العاصمة السورية ، دمشق ، يوم الأحد مرة أخرى تحت الأضواء بعد الهجوم الكبير الذي شنه مقاتلون ينتمون لتنظيم (جبهة النصرة)المرتبطة بتنظيم القاعدة ضد مواقع للجيش السوري والمناطق السكنية في الجزء الشرقي من المدينة ، وسط أنباء عن سيطرة المسلحين على أجزاء من الأحياء الشرقية للعاصمة .

وبدأ الهجوم فجر الأحد عندما أرسل تنظيم (جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم القاعدة وجماعات متشددة متحالفة معه ثلاث سيارات مفخخة انتحارية استهدفت مواقع عسكرية في ضواحي حي جوبر شرق دمشق التي يسيطر عليها المسلحين في ريف الغوطة الشرقية لدمشق.

ويقود أول سيارة ملغومة انتحاري يحمل الجنسية السعودية يدعى أبو عبيدة الجزراوي، الذي تمكن من تفجير سيارته في ثكنة عسكرية. والسيارة الثانية كان يقودها شخص سوري يدعى أبو فاروق، لكن الجيش استهدف سيارته وفجرها قبل أن تصل إلى هدفها.

كما هزت أصوات القصف معظم أرجاء العاصمة ، الأمر الذي دعا أغلب سكان دمشق للاستيقاظ لمعرفة ما يجري من معارك عنيفة والتي اندلعت عقب تلك التفجيرات .

وأطلق المسلحون هجماتهم من جوبر على مواقع عسكرية من اتجاهين. لأول مرة من جهة حاجز ميسلون عند مدخل جوبر، حيث انفجرت السيارة الأولى، وفشلت في تفجير الآخر الذي تم استهدافه من قبل الجيش ، والثاني من جوبر على مواقع القوات الحكومية في ضواحي حي يسيطر عليها المسلحون في القابون، حيث انفجرت سيارة مفخخة، وبعد ذلك نجح عدد من المسلحين بالتسلل باتجاه مواقع للجيش السوري.

واستولى المسلحون على عدة مبان كانت القوات الحكومية تسيطر عليها في خط المواجهة بين جوبر والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في منطقة العباسيين .

وقال سكان في منطقة العباسيين والمناطق القريبة من التجارة، باب توما ، والقصاع ، وشارع حلب، وفارس الخوري إن الجنود السوريين انتشروا في الشوارع، والتي هي على مقربة من خطوط المعركة لتصدي هجوم المسلحين .

وقال رجل من يقطن في شارع فارس الخوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن " الشارع تعرض لنيران القناصة من قبل المسلحين "، مشيرا إلى أن الجنود السوريين تنتشر بسرعة لاحتواء الهجوم.

بقي السكان في منطقة التجارة في منازلهم، ولا يمكنهم النظر من النوافذ لشدة المعارك، وبالإضافة لسقوط قذائف الهاون والرصاص المتفجر ، قادمة من جهة المسلحين.

وقالت محامية سورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " الجنود طلبوا منهم البقاء في الأماكن المغلقة حفاظا على سلامتهم ".

وأرسل الجيش السوري قوات النخبة السورية من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وتعزيزات عسكرية للمساعدة في إحباط الهجوم، الذي اقترن مع حملة إعلامية ضخمة من جانب المسلحين ، التي ادعت السيطرة على مناطق في شرق دمشق، بما في ذلك محطة حافلات العباسيين القريبة من احياء دمشق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية .

ومن جانبها نفت وسائل الإعلام الحكومية كل الاخبار التي تتحدث عن سيطرة المسلحين على مساحات من كراج العباسيين ، مؤكدة أن الجيش السوري تمكن من صد الهجوم .

وقامت الطائرات الحربية السورية أيضا بضرب مواقع للمسلحين ، وأطلقت العنان للقوات البرية في شن هجوم مضاد لاستعادة المباني التي تم سيطر عليها من قبل المسلحين خلال هجومهم.

وقال مصدر عسكري لوكالة ((شينخوا)) ان الجيش السوري صد هجوما على شرق دمشق، مشيرا إلى أن القوات الحكومية نجحت في استعادة عدد من المبنى التي سقطت بيد المسلحين في وقت سابق من اليوم وسط الهجوم المضاد المستمر لإرجاع المسلحين إلى المناطق التي تسللوا منها ..

ويشار إلى أن المسلحين في المنطقة الشرقية من الغوطة شنت العديد من الهجمات ومحاولات التسلل نحو المناطق الشرقية من العاصمة في السنوات ما بين 2012 و 2014، وظلت العاصمة إلى حد كبير بعد ذلك تعيش بهدوء ، حتى هجوم يوم الأحد، والذي يقال إنه يهدف إلى كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري في القابون، حيث تعد جبهة النصرة أكبر فصائل المسلحين هناك .

ومن الجدير بالذكر أن (جبهة النصرة) اعتبرت بمثابة مجموعة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، وبالتالي تم استبعادها من أي تسوية سياسية .

وكانت المجموعة المسؤولة عن التفجيرات القاتلة التي وقعت مؤخرا في دمشق، ووسط مدينة حمص حيث قتل عشرات من الناس فقدوا حياتهم.