标题图片
Home
arabic.china.org.cn | 20. 03. 2017

تحقيق إخباري: معاناة مستمرة وكبيرة يواجهها نازحو الجانب الغربي للموصل

في الصورة الملتقطة يوم 14 مارس 2017، مشهد المدنيين العراقيين بانتظار إجلائهم من الموصل.(صورة أرشيفية)

 

الموصل، العراق 19 مارس 2017 (شينخوا) يواجه النازحون من الاحياء الغربية لمدينة الموصل (400 كم) شمال بغداد صعوبات كثيرة ما زاد من معاناتهم التي وصفها البعض منهم بانهم خرجوا من الموت السريع الى الموت البطيء.

وشهدت الايام القليلة الماضية نزوح الالاف من اهالي الجانب الغربي للموصل بعد ان خفت حدة الاشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم داعش الارهابي ، ما سمح لهم بالخروج من مساكنهم لانقاذ ارواحهم بعد فقد الكثير منهم منازلهم وممتلكاتهم.

وقالت امراة تبلغ من العمر 54 عاما تدعى ام عادل لوكالة انباء ((شينخوا)) بعد وصولها يوم الاحد الى مخيم النازحين في بلدة حمام العليل (20 كم) جنوب الموصل "مشينا في طرق موحلة وبين بنايات ومنازل مدمرة وسيارات مفخخة متفجرة واثار الموت والقتل في كل مكان، وخاطرنا بأرواحنا لانقاذ اطفالنا من الموت المحقق".

واضاف هذه المراة التي لديها ستة اطفال "خرجنا من الموت السريع الذي كنا نتوقعه في اي لحظة لان التنظيم الارهابي لن يتردد باعدامنا اذا ما علم بخروجنا باتجاه القوات العراقية، لكننا وبعد وصولنا الى مخيم النازحين في حمام العليل يبدو اننا سنواجه الموت البطيء، فاليوم الجو ممطر وبارد جدا ولم احصل لحد الان على خيمة لاطفالي وهم يجلسون الان بقرب حائط بناية مهدمة".

وتسائلت "ماذا سيكون مصير اطفالي اذا بقي الجو اليوم ممطرا ؟ ومن اين سوف احصل على الطعام لهم ؟، مبينة ان عائلتها كانت تمر عليها ايام عديدة لاياكلون فيها سوى وجبة واحدة وهذه الوجبة تفتقر الى اساسيات الطعام كالبروتين .

سيدة اخرى نزحت واطفالها من حي وادي حجر غربي الموصل اشتكت من قلة المواد الغذائية التي توزع عليهم قائلة "اطفالي لايتناولون الفطور لاننا لانحصل عليه، وامضي معظم وقتي في الانتظار بالطابور للحصول على وجبتي الغداء والعشاء وهما لاتكفيان ،"مؤكدة ان اطفالها سيصابون بسوء التغذية اذا استمر الحال على ما هو عليه، مناشدة المنظمات الخيرية والحكومة العراقية بمد يد العون اليهم لانقاذهم من الجوع.

ورفعت طبقا من الارز يكفي لشخص واحد فقط وعليه قطعة من لحم الدجاج متسائلة "هل يكفي هذا الطبق لستة اطفال"؟ وقالت انها اضطرت الى ارسال احد اطفالها للبحث عن اية فرصة للعمل لمساعدتها في توفير لقمة العيش لاطفالها.

اما الفتى محمد عواد البالغ من العمر 15 سنة من اهالي منطقة رجم حديد التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف بالجانب الغربي للموصل فمعاناته قاسية وكبيرة لانه هرب وترك والديه وبعض من اخوته على امل ان يلتقي ببقية افراد عائلته الذين سبقوه بالهرب الى مخيمات النازحين، لكنه لم يلتق لحد الان بهم.

وقال محمد "قررت عائلتي ان تنقسم الى قسمين، قسم يبقى في البيت وهم والدي ووالدتي واربعة من اشقائي وشقيقاتي الصغار، والقسم الثاني يهرب الى المناطق التي حررها لجيش العراقي"، مضيفا ان ستة من افراد عائلته خرجوا واحدا بعد الاخر خلال عدة ايام، وهو كان اخر الهاربين من المنزل.

واوضح محمد انه خرج لوحده وفي الطريق صادف عائلة من حييه وانضم اليهم، لافتا الى انهم ساروا في مناطق صحراوية خارج الموصل لعدة ساعات وسط خوف شديد، بعدها دخل الى حي تل الرمان الذي استعادته القوات العراقية، مؤكدا ان القوات العراقية قدمت لهم الطعام والماء وعاملتهم باحترام الامر الذي ازال المخاف التي كانت تنتابه.

وتابع محمد "اصبح امل اللقاء بافراد عائلتي الذين سبقوني بالهروب يكبر، لكن بعد وصولي الى مخيم حمام العليل لم اعثر عليهم وبقيت طيلة يومين ابحث عنهم واسال عنهم، ولحسن حظي وجدت خالي الذي ضمني بحضنه وطمنني عن اخوتي وبقية افراد عائلتي وابلغني بانهم حاليا في مخيم الجدعة في بلدة القيارة".

واشار محمد الى انه يشتاق الى امه امه وابيه واخوته ويتمنى اللقاء بهم وان يجتمع شمل العائلة من جديد لكن ليس في الحي الذي يسكن فيه سابقا، لانه كره ذلك الحي بسبب المتطرفين الذين يقتلون الناس لابسط الاسباب قائلا "اتمنى ان تاتي عائلتي ونعيش سوية في حي جديد لان عناصر التنظم المتطرف كانوا يذبحون كل شخص يخرج من منزله للهرب "مضيفا "اشعر ان الارض مملؤة بدماء الابرياء".

وعن امنيته في المستقبل اجاب محمد "رغم اني تركت المدرسة وانا في الصف الرابع الابتدائي لكوني لا احب الدراسة ، لكنني سوف اعود اليها لاكملها لاني اريد ان اكون معلما حتى اعلم الاطفال وادرسهم عن الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش والمعاناة الكبيرة التي واجهتنا بسببهم".

الى ذلك طالبت العديد من عوائل بلدة بادوش غرب الموصل التي استعادتها القوات العراقية في الاسبوع الماضي باعادتهم الى بلدتهم كونهم تركوا مواشيهم التي يبلغ عددها نحو 15 الف بقرة وجاموسة لانهم اذا لم يعودوا لرعاية مواشيهم فانها ستنفق ما يعني انهم سيخسرون مصدر دخلهم الوحيد.

ويشتكي الكثير من النازحين من قلة المواد الغذائية والنقص في الاغطية والافرشة وقلة الخيم وعدم توفر التيار الكهربائي داخل مخيم حمام العليل والرعاية الصحية فضلا عن عدم وجود مدارس لاطفالهم الذين تركوا الدراسة لسنتين ولايريدون ان يخسروا السنة الثالثة.

بدوره اقر المحامي خالد الجبوري رئيس المجلس المحلي لبلدة حمام العليل بوجود نقص في التجهيزات وخاصة الخيم للنازحين ، فضلا عن الفوضى في ادارة المخيم قائلا " هناك نقص كبير في عدد الخيم بسبب الاعداد الكبيرة للنازحين ما اضطرنا في بعض الاحيان الى اسكان ثلاث عوائل في خيمة واحدة، بالاضافة الى وجود فوضى في ادارة المخيم بحيث لاتوجد لدينا احصائية دقيقة عن اعداد النازحين".

وذكر الجبوري ان المخيم استقبل بحدود 35 الف نازح منذ بداية عمليات استعادة الجانب الغربي الموصل ، لافتا الى ان اغلبهم تركوا المخيم وذهبوا الى اقاربهم في الجانب الشرقي للموصل او في بقية القرى والبدات الواقعة جنوبي الموصل، مبينا ان ما بين 10 آلاف الى 12 آلف نازح يتواجدون حاليا في المخيم.

ويقوم اهالي القرى القريبة من بلدة حمام العليل بجمع الاموال وشراء المواد الغذائية وطبخها في منازلهم ونقلها بسياراتهم الى مخيم النازحين وتوزيع الطعام على النازحين للمساهمة في تخفيف معاناتهم وتوفير جزء من احتياجاتهم الاساسية.

ويقدر عدد سكان الجانب الغربي لمدينة الموصل بحدود 700 آلف نسمة نزح منهم بحدود 125 الف شخص، ويتوقع ان ترتفع هذه الاعداد مع استمرار العمليات العسكرية لعدم توفر المواد الغذائية داخل الاحياء الغربية من الموصل.

وكان رئيس الوزراء والعراقي والقائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي اعلن في 19 فبراير الماضي انطلاق عملية استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل، داعيا القوات العراقية الى المحافظة على ارواح المدنيين مؤكدا ان تحرير الانسان اهم من تحرير الارض.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号