20 فبراير 2017 /شبكة الصين/ أنجز تشانغ زو لي، وأكثر من 60 زميلا له، آخر مشروع فوانيس ملونة قبل عيد الربيع عام 2017 في مدينة هوتشو الواقعة في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وعادوا إلى مساقط رؤوسهم بمدينة تسيقونغ التابعة لمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، وكان قد حان الوقت لقضاء ليلة "لم شمل العائلة" في عشية عيد الربيع حسب عادات الصينيين التقليدية. وفي نفس اليوم، أضيئت الفوانيس الملونة التي صنعها تشانغ وزملاؤه إضاءة رسمية في مدينة هوتشو التي تبعد عن تسيقونغ بأكثر من 1800 كيلومتر.

وخلقت إضاءة الفوانيس التقليدية جوا محليا عميقا للاحتفال برأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني، وبالنسبة إلى شانغ زو لي ومثله من صانعي الفوانيس، فإن إضاءتها تعني الانتهاء من المعيشة بعيدا والتمتع باجتماع العائلة.

واستغرق تشانغ وزملاؤه شهرا كاملا فقط في صناعة 20 مجموعة من الفوانيس الملونة، ومن أجل ضمان تسليمها قبل رأس السنة الجديدة، ظل الصانعون منهمكين في صناعتها من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا كل يوم طول الشهر، ولا يستريحوا إلا في الساعة الأولى فجر اليوم التالي في الأيام الأخيرة.

ويرجع تاريخ الفوانيس الملونة من صنع تسيقونغ إلى أسرة تانغ الإمبراطورية، وشاعت وازدهرت في أسرتي مينغ وتشينغ، الأمر الذي جعل مدينة تسيقونغ معروفة بلقب "مهد الفوانيس حول العالم". وبدأت المدينة استئناف تنظيم مهرجان تسيقونغ للفوانيس منذ الثمانينات من القرن السابق، وقد انطلقت حتى الآن 20 دورة لـ"معرض الاقتصاد والتجارة لمهرجان الفوانيس الدولي بتسيقونغ" على التوالي، وأهلت مجموعة كبيرة من صانعي الفوانيس المتفوقين، وأرسى أساسا ثابتا لتنمية صناعة الفوانيس الملونة الثقافية بتسيقونغ في المستقبل.

واهتم صانعو تسيقونغ بابتداعات في صناعة الفوانيس التقليدية، وفي حين حفاظهم على خصائصها الفنية التقليدية الشعبية، دمجوا كثيرا من العناصر الحديثة مثل الصوتية والضوئية والإلكترونية في صناعة الفوانيس، مما جعل أعياد الربيع ويوانشياو ومنتصف الخريف وغيرها من الأعياد الصينية التقليدية تصبح مناسبات من الأنشطة الثقافية لقيت إقبالا أكثر بين الجمهور.

باعتبارها تراثا ثقافيا غير مادي، أصبحت فوانيس تسيقونغ الملونة صناعة تنموية، فلم تدخل في جميع أنحاء الصين فقط، بل دخلت للعالم، وسبق لها أن عُرضت في أكثر من 500 مدينة كبيرة أو متوسطة داخل الصين، وأكثر من 50 دولة ومنطقة خارج الصين. وتجاوز إجمالي عدد ورش الفوانيس الملونة 300 ورشة في المدينة، وكان الرقم في عام 2000 أكثر من 10 ورش فقط. ودائما ما يشتغل نحو 40 ألف شخص بصناعة الفوانيس، أما في أواخر كل عام وغيرها من المواسم المزدهرة لاستخدام الفوانيس، فيتجاوز عددهم 70 ألف حرفي.