30 نوفمبر 2016 /شبكة الصين/ تشتهر بلدة شيمن القديمة الواقعة في مدينة تونغشيانغ التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين بلقب "موطن الأحذية النسائية الشهير في الصين"، وجذب وجود أكثر من 1200 شركة لإنتاج الأحذية النسائية بالبلدة أناساً كثيرين من جميع أنحاء البلاد للتطوير مشاريعهم بها، ومن بينهم صانع الأحذية العادي وانغ رونغ.

وجاء وانغ رونغ (40 عاماً) من بلدة يانتسانغ بحي نانهوي في بلدية شانغهاي، والتحق كعامل عادي بمصنع محلي لصناعة الأحذية عندما كان عمره 18 عاماً. وأرسله المصنع إلى مدرسة تصميم الأحذية بشانغهاي لتقلي دورات تدريبية، وخطا منذ ذلك الوقت على طريق صناعة الأحذية رسمياً. وخلال السنوات الأخيرة، سافر وانغ رونغ إلى عدة مدن صينية مثل قوانغتشو وونتشو وغيرهما. وقدِم وانغ إلى بلدة شيمن في عام 2005، وظل مستقراً بها لأكثر من عشر سنوات في ظل تنمية مفعمة بالنشاط في شركات صناعة الأحذية.

ويصادف شهر سبتمبر من كل عام موسم تجديد التصاميم من الأحذية الصيفية إلى الخريفية، وحينئذ تستقبل شركات الأحذية موسم مبيعاتها الذهبي. ويجب على صانع الأحذية أن يعلم مسبقاً ما هو التصميم الذي سوف يلقي إقبالاً كبيراً عند المستهلكين في خريف هذا العام، وما هو الفرق في مجال التصميم بين الأسواق في مختلف المدن مثل شانغهاي وقوانغتشو وغيرهما. وبالإضافة إلى حضور المعارض لمعرفة الطلبيات على الأحذية بلا انقطاع، فإن برامج التصاميم في حاجة إلى التعديل من حين إلى حين، وتجعل كل هذه الأمور وانغ رونغ مشغولاً جداً في شهر سبتمبر، وينهمك دائماً في عمله لأكثر من بضع عشرة ساعة في المكتب كل يوم.

وصناعة الأحذية عمل متعب. وقال وانغ رونغ إنه لا يسمح بأي إهمال في صناعة الأحذية حتى ولو في خطوتها الأولى أي مسح القياس، فقد يؤدى خطأ ضئيل ببضعة ميليمترات إلى تغيير شامل في أشكال الأحذية الجميلة ويقلل شعور الزبائن بالارتياح عند ارتدائها، مما يؤثر على مبيعات الأحذية في نهاية المطاف. وفي الوقت نفسه، تتغير التصاميم الرائجة سريعاً في سوق الأحذية النسائية، ويحل تصميم حديث محل التصاميم القديمة بسرعة. وحسب إحصائيات وانغ رونغ، فإنه يضطر إلى تصميم مئات الأحذية كل عام، ولا ينتج بكميات تجارية ويباع في الأسواق إلا أقل من ثلثها. ويجب عليه أيضاً الإطلاع على عدد كبير من مجلات الموضة أو صفحات المواقع الخاصة بالتصميم ليستوحى منها الأفكار، لكي يتفادي عدم مواكبة تيار الموضة.

وقال وانغ رونغ إنه قد عمل فنياً لإصلاح الماكينات وبائعاً للفواكه قبل انخراطه في قطاع صناعة الأحذية، ولم يكسب مالاً إلا بعد التحاقه بمصنع صناعة الأحذية العام بشانغهاي وابتعاثه من قبل المصنع إلى مدرسة تصميم الأحذية بشانغهاي لدراسة التصميم، الأمر الذي دفعه إلى التحول من عامل عادي إلى صانع أحذية. وتماشياً مع التحول والتنمية الاقتصادية في شانغهاي، وانتقال شركات الأحذية الى خارج شانغهاي، ظل وانغ رونغ يغير موقع عمله ودوره أيضاً باستمرار.

وظل وانغ رونغ مثابراً على ممارسة صناعة الأحذية لأكثر من عشرين عاماً، ومع تحمله لمسؤولية رعاية عائلته، فإنه لم ينسَ ما هو هدفه منذ البداية. وكما قال معلمه فإن النجاح في صناعة الأحذية لن يصل إليه إلا عبر طريق محفوف بالصعوبات، ومن الصعب صناعة زوج من الأحذية الجميلة بدون خبرات وفيرة ومعارف كثيرة. ويمثل زوج جديد من الأحذية صديقاً حميماً للناس، ويدعمهم ويرافقهم في طريق يؤدي إلى المستقبل في الحياة.